جرعة واحدة من لقاح فايزر توفر مناعة قوية ضد سلالات كورونا

ظهرت دراسة جديدة تؤكد أن التطعيم بالجرعات الأولى من لقاح فايزر حقق استجابة مناعية مماثلة لتلك الناتجة عن العدوى بالفايروس، كما من شأنه أيضا توفير حماية قوية من السلالات الجديدة لدى الأشخاص الذين سبق لهم أن أصيبوا بكورونا.
لندن - كشفت دراسة بريطانية أن جرعة واحدة من لقاح فايزر المضاد لمرض كوفيد- 19 توفر استجابة مناعية مماثلة لتلك الناتجة عن العدوى، ويمكن أن توفر حماية من السلالات الجديدة للأشخاص الذين سبق لهم أن أصيبوا بالفايروس.
وقررت بريطانيا في ديسمبر تمديد الفترة بين جرعتي اللقاح في برنامجها للتطعيم إلى ما يصل إلى 12 أسبوعا، حيث يقول مسؤولون إنهم واثقون في تحليلهم الذي خلص إلى أن الجرعة الأولى من لقاحي فايزر وأسترا زينيكا توفر بعض الحماية.
وخلصت الدراسة التي أجرتها جامعتا شيفيلد وأكسفورد بدعم من الاتحاد البريطاني لعلم مناعة فايروس كورونا وأعلنت الجمعة أن 99 في المئة من الأشخاص تتولد لديهم استجابة مناعية قوية بعد جرعة واحدة من لقاح فايزر – بيونتيك.
أهمية عامل الزمن
ركزت الدراسة على الأطقم الطبية خاصة النساء ممن تلقوا جرعة واحدة من لقاح فايزر.
وتقوم فايزر حاليا أيضا بتجربة لقاح على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، وتضم التجربة 2259 مشاركًا.
ويؤكد خبراء على أهمية عامل الزمن في تطويق الوباء وعلى ضرورة منح العالم فرصة أفضل للعودة إلى الحياة الطبيعية.
ويتفق بعض العلماء على أن عامل السرعة في منح أولى جرعات لقاحات كورونا أساسي لاحتواء الوباء ومنعه من الانتشار أكثر بين الناس.
وتحتاج أغلب اللقاحات المضادة لفايروس كورونا إلى جرعتين بينهما فاصل زمني، لتتحقق فاعليتهما في الحماية من الوباء، في وقت أكدت فيه أدلة جديدة على أن لقاح فايزر ضد كوفيد – 19 يمكن أن يحمي من طفرة موجودة في سلالتين مختلفتين من فايروس كورونا، تم تحديدهما لأول مرة في جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة.
ووجد العلماء في بحث سابق أن الأجسام المضادة من متلقي لقاح فايزر- بيونتيك لم تظهر “أي انخفاض في نشاط التحييد” ضد سلالة الفايروس التي تحمل طفرة “N501Y” والتي أُنشئت في المختبر.
واختُبر الفايروس على دم 20 شخصاً تلقوا جرعتين من اللقاح، كجزء من تجربة سريرية.
وتتواجد طفرة “N501Y” في بروتين شوكة فايروس كورونا، وهو الهيكل نفسه الذي تستهدفه اللقاحات. ويستخدم الفايروس هذا البروتين لدخول الخلايا التي يهاجمها.
ويبدو أن هذه الطفرة الخاصة تساعد الفايروس على الارتباط بالخلايا البشرية، وهو ما قد يفسر جزئياً سبب كون هذه السلالات الجديدة أكثر قابلية للانتقال.
ولكنها مجرد واحدة من العديد من الطفرات في السلالتين، والتي يتخوف العلماء من أنها قد تجعل الفايروس أقل تأثراً باللقاحات أو العلاجات.
انتشار السلالات الجديدة
سبق أن أكد باحثون من كلية ييل للصحة العامة في الولايات المتحدة، بعد مراجعتهم لنموذج منشور لأحد برامج التطعيم ضد كوفيد – 19، أن عامل السرعة في تعميم اللقاح ولو بجرعة واحدة أهمّ من التركيز على خطط حصول الأشخاص على جرعتين من اللقاح لضمان فاعليته ضد الوباء.
وفقا لتحليل الباحثين من شأن إستراتيجية التطعيم بجرعتين أن تفرض تكاليف إكلينيكية ووبائية باهظة في سياق الاستجابة المستمرة للجائحة. وبالنظر إلى مدة الحماية الممنوحة يعتقد الباحثون أن اللقاح أحادي الجرعة بفاعلية 55 في المئة قد يمنح السكان فائدة أكبر من اللقاح الفعال بنسبة 95 في المئة الذي يتطلب جرعتين.
واعتبر باحثون من جامعة واشنطن ومركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان أن السرعة ضرورية للسيطرة على جائحة كورونا، مقدمين أسبابا منطقية تدعم استنتاجهم.
لكن لم تُعرف بعد مدة الحماية التي توفرها لقاحات فايروس كورونا.
99
في المئة من الأشخاص تتولد لديهم مناعة قوية بعد جرعة واحدة من لقاح فايزر – بيونتيك
وخلصت دراسة إلى أن الأشخاص الذين لم يحصلوا على لقاحات، ممن أصيبوا بكوفيد – 19، يطورون حماية تستمر ستة أشهر على الأقل، ومن المرجح أن توفر اللقاحات حماية أقوى من ذلك.
وقد يحتاج الناس إلى لقاحات سنوية، كما هو الوضع بالنسبة إلى لقاح الإنفلونزا.
وأظهرت البيانات المجمعة لوكالة بلومبرغ للأنباء أنه جرى إعطاء أكثر من 528 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفايروس في العالم.
وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها البرازيل ثم الهند وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وألمانيا وكولومبيا والأرجنتين والمكسيك وبولندا وإيران.
كما تتصدر الولايات المتحدة الأميركية دول العالم من حيث أعداد وفيات كورونا، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة وإيطاليا وروسيا وفرنسا.
وتتصدر الولايات المتحدة كذلك دول العالم من حيث عدد الجرعات التي تم إعطاؤها، تليها الصين ثم الاتحاد الأوروبي ثم الهند والمملكة المتحدة والبرازيل وتركيا وروسيا.
ولا يعكس عدد الجرعات التي تم إعطاؤها نسبة الملقّحين بين السكان بالنظر إلى تباين الدول من حيث عدد السكان.