الأجسام المضادة لنزلات البرد تمنع الإصابة بكورونا

فايروس الأنف البشري والمسبب الرئيسي للزكام يمنع تكاثر الفايروس التاجي ويساعد  في مكافحة كوفيد – 19.
الخميس 2021/03/25
فايروس نزلات البرد يحفز المناعة داخل الخلايا

لندن - كشفت دراسة جديدة أن الأجسام المضادة المتراكمة التي أنشأها الجهاز المناعي أثناء الإصابة بالفايروسات المسببة للزكام يمكن أن تحمي من كوفيد – 19، وأرجع باحثون اسكتلنديون سبب عدم إصابة البعض بكورونا إلى المناعة التي اكتسبتها أجسامهم ضد فايروسات نزلات البرد التي تنتمي إلى عائلة فايروسات كورونا نفسها.

وقالت الدراسة إن الأبحاث التي أجرتها جامعة جلاسكو تخلق نظرية مفادها أن فايروس الأنف البشري (هو جنس فايروسات من عائلة الفايروسات البيكورناوية والمسبب الرئيسي للزكام) “يطلق استجابة مناعية فطرية” تمنع تكاثر الفايروس التاجي في الجهاز التنفسي.

وقد تبدو فوائد ذلك قصيرة الأجل، لكن فايروس البرد في المقابل واسع الانتشار، مما يجعله قادرا على المساعدة في مكافحة كوفيد – 19.

ولجأ فريق من الباحثين إلى استخدام نسيج شبيه ببطانة مجرى التنفس بحيث تحتوي على نفس أنواع الخلايا، وقاموا بحقنها بفايروس كورونا – سارس – 2، والفايروس الأنفي “rhinovirus” وهو من عائلة الفايروسات البيكورناوية والمسبب لنزلات البرد العادية الأكثر انتشارا بين البشر.

ووجد الباحثون أن الفايروس المسبب لنزلات البرد هو الذي تمكن من البقاء عندما تم حقنه مع نظيره المسبب لكورونا في نفس التوقيت.

وعندما تم حقن النسيج بالفايروس المسبب لنزلات البرد قبل 24 ساعة لم يتمكن الفايروس المسبب لكورونا من الظهور لدى حقنه.

وعندما حدث العكس (أي حقن النسيج بفايروس كورونا قبل 24 ساعة) تمكن فايروس البرد من الظهور وطرْد فايروس كورونا والاستئثار وحده بالخلايا.

وقال الباحث بابلو مورسيا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" “تفشّي الفايروس المسبب لنزلات البرد بكثافة قادر على وقف تفشي فايروس كورونا".

وأظهرت الأبحاث السابقة أنه عندما تتلامس عدوى فايروس الأنف البشري مع فايروسات الجهاز التنفسي الأخرى، فإن “النوع والشدة” يتأثران بشكل عام، وعادة ما يتأثران بقدرة الفايروس على الانتشار.

وأكدت تجارب عديدة قدرة الفايروس المسبب لنزلات البرد على تحفيز المناعة داخل الخلايا التي يصيبها، ما يغلق الباب في وجه الفايروس المسبب لكورونا ويتركه عاجزا عن استنساخ نفسه.

لكنّ فايروس كورونا قد يجد طريقه للعدوى مرة أخرى مع زوال نزلة البرد المحفّزة للمناعة داخل الخلايا.

ويرى مورسيا أن “التحصين باللقاحات، فضلا عن التدابير الصحية، مضافا إليهما التنافس بين الفايروسات هي عوامل قادرة على خفض معدل انتشار فايروس كورونا، لكن الأثر الأكبر هو للتحصين باللقاحات”.

17