عقاقير الكوليسترول علاج رخيص وسهل لمرضى كورونا

عقار الستاتين أكثر أنواع الأدوية المستخدمة لخفض مستويات الكوليسترول.
الثلاثاء 2021/03/23
إستراتيجية علاجية منخفضة التكلفة وفعالة

نيويورك - كشفت دراسة جديدة أن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول قد يساعد في تخفيض خطر الوفاة بفايروس كورونا بنسبة تصل إلى 50 في المئة تقريبًا.

وأجريت الدراسة التي نشرت في مجلة “نيتشر كوميونيكيشنز” على عينة من الأشخاص تناولوا العقاقير المخفضة للكوليسترول بانتظام قبل أن يصابوا بفايروس كورونا.

كما دعمت دراسات أخرى هذه النتائج، ما قد يوفر خيارًا فعالًا من حيث التكلفة ومتاحًا على نطاق واسع لمواجهة التأثيرات الخطيرة لفايروس كورونا.

ويتناول حوالي 40 مليون شخص يعيشون في الولايات المتحدة العقاقير المخفضة للكوليسترول لتقليل مستوياته لديهم وخطر الإصابة بأمراض القلب.

لكن يمكن أن يكون للستاتين أيضًا تأثير قوي مضاد للالتهابات ومضاد لتخثر الدم ومضاد للفايروسات، وكلها قد تساعد في الحد من المضاعفات المرتبطة بفايروس كورونا.

ولهذا السبب يحاول الباحثون معرفة ما إذا كان استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول يؤثر على حدة أعراض ونتائج الإصابة بفايروس كورونا.

وفي دراسة جديدة شرع عدد من الباحثين من بينهم أطباء القلب الذين يعتنون بمرضى كورونا في مستشفى بنيويورك بمقارنة النتائج بين الأشخاص الذين استخدموا العقاقير المخفضة للكوليسترول قبل دخول المستشفى وأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

ويقول طبيب القلب المشارك في الدراسة الدكتور أكريتي جوبتا “تعتبر دراستنا واحدة من أكبر الدراسات التي تؤكد هذه الفرضية، وتضع البيانات الأساس للتجارب السريرية العشوائية المستقبلية اللازمة لتأكيد فائدة العقاقير المخفضة للكوليسترول في مقاومة فايروس كورونا”.

50

في المئة نسبة تراجع عدد الوفيات بكورونا بعد تناول المرضى عقاقير الكوليسترول

وإذا أثبتت التجارب السريرية صحة نتائج الباحثين فقد تمثل العقاقير المخفضة للكوليسترول خيارًا علاجيًا منخفض التكلفة وسهل الوصول إليه وآمنًا بشكل نسبي لعلاج فايروس كورونا.

وفي الوقت الحالي وافقت إدارة الغذاء والدواء على دواء واحد فقط لعلاج فايروس كورونا وهو ريمديسفير. ومع ذلك قد تكون بعض الأدوية الأخرى مفيدة خلال مراحل معينة من المرض.

وتعتبر عقاقير الستاتين من أكثر أنواع الأدوية شيوعًا التي يستخدمها الناس لخفض مستويات الكوليسترول.

ووفقًا لجمعية القلب الأميركية تعمل العقاقير في الغالب عن طريق منع إنزيم معين منتِج للكوليسترول مما يؤدي إلى إنتاجه وإطلاقه بنسب أقل.

لكن يبدو أيضًا أن الستاتين له تأثير قوي مضاد للالتهابات ومضاد للتخثر ومضاد للفايروسات. وقد يساعد أيضًا في تحسين التئام الجروح في الأعضاء مثل الرئتين.

ويحاول الباحثون التحقق أيضًا ممّا إذا كان الستاتين قادرا على علاج الالتهابات الفايروسية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات كبيرة مثل الالتهابات والتخثر والأضرار الخلوية المرتبطة به.

وتعد متلازمة الضائقة التنفسية الحادة من أخطر المضاعفات المرتبطة بفايروس كورونا والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى. ومع ذلك لم تظهر الأبحاث التي تُقيِّم تأثير استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول على متلازمة الضائقة التنفسية الحادة أي فوائد على نطاق واسع.

وعلى الرغم من ذلك وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن تناول الستاتين أظهر نتائج محسنة لدى الأشخاص المصابين بفرط التهابي من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة.

كما وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الأشخاص الذين يتناولون عقاقير الستاتين عند دخولهم المستشفى بسبب الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع كانوا أقل عرضة للوفاة من الأشخاص الذين لم يتناولوها.

ويحاول الباحثون الآن تقييم ما إذا كانت عقاقير الستاتين مفيدة في علاج فايروس كورونا.

دراسة أجريت عام 2020 في سنغافورة أشارت إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الستاتين كانوا أقل عرضة لدخول وحدة العناية المركزة من الأشخاص الذين لم يتناولوها

وإشارت دراسة أجريت عام 2020 في سنغافورة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الستاتين كانوا أقل عرضة لدخول وحدة العناية المركزة من الأشخاص الذين لم يتناولوها.

كما خلص بحث إضافي إلى أن الأشخاص المصابين بفايروس كورونا الذين بدأوا في تناول عقاقير الستاتين بعد دخولهم المستشفى لكنهم لم يدخلوا وحدة العناية المركزة، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 47 في المئة.

واستنتج باحثون في الولايات المتحدة مؤخرًا أن تناول عقاقير الستاتين قبل دخول المستشفى قد يقلل من خطر الإصابة بفايروس كورونا بنسبة 50 في المئة.

وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن الأشخاص المصابين بفايروس كورونا الذين يتناولون عقاقير الستاتين قبل الدخول إلى المستشفى شهدوا تحسنًا في أوقات الشفاء.

ويعتقد العلماء أن هذا قد يكون بسبب قلة الالتهابات وخطر الإصابة بالجلطات والأضرار الخلوية، كما تزيل عقاقير الستاتين الكوليسترول من الأغشية الخارجية للخلايا.

لكن يجب على الباحثين إجراء المزيد من التجارب العشوائية للتأكد من مخاطر العوامل المؤثرة وغير الواضحة المعلنة، فعلى سبيل المثال لم يكن من الواضح كم من الوقت استغرق الأشخاص الذين تناولوا عقاقير الستاتين في استخدامها أو مدى دقة تناولهم لها.

ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور ماهيش مادهافان “إذا ظهر تأثيرها المفيد في التجارب السريرية العشوائية، فمن المحتمل أن تثبت عقاقير الستاتين أنها إستراتيجية علاجية منخفضة التكلفة وفعالة ضد فايروس كورونا”.

وسيتعين على الباحثين أيضًا معرفة ما إذا كانت فعالية أو فائدة عقاقير الستاتين في علاج فايروس كورونا تختلف بين الشرائح السكانية والدول.

 
17