لوحات عراقية تحاكي أرواح دمشق

دمشق- "همسات في دمشق" عنوان المعرض الفني الذي أقامه المركز الثقافي العربي في المزة للفنان التشكيلي العراقي الدكتور سلام فيصل وقدم فيه خمسين لوحة زيتية مختلفة المدارس والمضامين.
وجسد فيصل في لوحات معرضه وجوها وأمكنة وحالات نفسية متعددة بين المدرسة التجريدية والانطباعية عبر من خلالها عما يجول بدواخله من عواطف وقيم ووجدان.
الدكتور فيصل أوضح أن هذا المعرض هو الأول له في دمشق تعبيرا عن عشقه لما فيها من حضارة وقدسية وتراث، وتعبيرا عن عرفانه وإخلاصه لهذه المدينة الشقيقة والعريقة، لافتا إلى جمالية دمشق القديمة وأبوابها وحاراتها وما فيها من شبه لحارات بغداد القديمة التي أسماها الأدباء الشناشيل.
ولفت فيصل إلى شعوره بالمحبة والإيمان عند السير في شوارع دمشق القديمة التي تعطيه إحساسا عميقا عمل على إسقاطه على القماش مؤكدا على الوجوه في أعماله التي عبر من خلال ملامحها عن مشاعر الدعاء والفرح والحزن وغيرها، إضافة إلى الأعمال التجريدية التي ترمز إلى العادات والتقاليد والطبيعة والإنسان.

المعرض يستخدم الأسلوب الانطباعي والتجريدي وتشكيل الوجوه المعبرة الحالمة للتعبير عن الصلة الروحانية بين الإنسان والمدينة
الفنانة ديكارا الضاهر أوضحت أن المعرض يستخدم الأسلوب الانطباعي والتجريدي وتشكيل الوجوه المعبرة الحالمة فالوجه مفتاح الشخصية وقد عبر من خلاله عن الصلة الروحانية بين الإنسان والسماء لافتة إلى أن الألوان توحي بالفرح رغم معاناة الفنان الداخلية العميقة.
محمد دبور فنان تشكيلي وصف المعرض بالجميل معتبرا أن استخدام الفنان للألوان الوحشية ترجع إلى لجوئه إلى الألوان الطبيعية دون الخلط منوها بتكوين الحارات القديمة الذي نجح الفنان في إبرازه.
ويذكر أن سلام فيصل كاتب وفنان تشكيلي ولد في بغداد الرصافه سنة 1976، بدأت موهبته في الكتابه والرسم منذ عمر الخامسة تكلم الشعر دون سابق إنذار وورث الكتابة والرسم من والده أستاذ الإخراج المسرحي والفنان والكاتب فيصل رديف.
قرأ الفنان الكثير من كتب الأدب العربي والغربي وتأثر بشكل لافت بكبار الأدباء العالميين أمثال دستويفسكي وشكسبير وراسين وكان ملاذه الأول والأخير أحزان بدر شاكر السياب وأحلام نزار قباني.
علاوة على تجربته التشكيلية كتب فيصل الشعر الفصيح والشعر الملحون، ولم تثنه دراسته للطب البيطري والجراحة البيطرية عن مواصلة مشواره الفني.
وقد اختزن الفنان عن دمشق صورا كثيرة من رحلته إليها في العام 2001، فدمشق كانت دائما المرأة التي تختبئ في حضنه، كانت دائما العصفورة التي تحط على كتفه، وكانت المرأة دائما تنعكس في وجهه وهي التي نهضت بأصابعه وقامت مرة أخرى وجعلته يكتب من جديد، وقبل هذا المعرض أصدر فيصل عام 2019 أربعة دواوين شعرية في ثلاثة مجلدات أولها بعنوان “همسات في دمشق” المستوحى منه عنوان المعرض، تلته مجموعات “آذار وحبيبتي”، “نساء الشرق والحرب”، ويكتب الآن ديوانا جديدا بعنوان “قيامة المسيح”.
ولا يخفي فيصل تأثره بمدينة دمشق التي خصها بمعرض كامل ومجموعة قصائد، ويؤكد أنه كان دوما يرى في دمشق حبيبة، واليوم يرى فيها الولادة.
وينكب الفنان منذ مدة على الرسم ليحضر معرضا بعنوان “قيامة المسيح”، ويشمل مجموعة من اللوحات التشكيلية المرسومة بالألوان الزيتية على القماش، ويتبع فيها الفنان المدرسة التجريدية والانطباعية.