"صراع عروش" محتدم في انتخابات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم

أربعة مرشحين يتنافسون على منصب رئيس الاتحاد القاري للحلول بدلا من الرئيس الحالي الملغاشي أحمد أحمد.
الخميس 2021/02/25
إيقاف أحمد من قبل فيفا لخمس سنوات بتهم فساد

باريس –  تقف كرة القدم الأفريقية أمام "صراع عروش" محتدم، حيث يتنافس أربعة مرشحين على منصب رئيس الاتحاد القاري في 12 مارس المقبل في الرباط، في معركة انتخابية حامية الوطيس.

وتبدو حظوظ السنغالي أوغوستين سنغور والموريتاني أحمد ولد يحيى مرتفعة أكثر من العاجي جاك أنوما والجنوب أفريقي باتريس موتسيبي.

وشهدت الأسابيع الماضية حملة نشطة للمرشحين الأربعة، للحلول بدلا من الرئيس الحالي الملغاشي أحمد أحمد.

وأوقِف أحمد من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) لخمس سنوات بتهم فساد، وهو يأمل في نقض القرار عبر بوابة محكمة التحكيم الرياضية في 2 مارس.

ويحقّ لكل من الاتحادات الوطنية الـ54 التصويت في الانتخابات، ما يؤشر إلى “انتخابات تنافسية” بحسب ما قال غايل ماهيه من وكالة سبورتس غلوبال للأعمال، المنظمة لمباريات المنتخبات في أفريقيا.

وأشار ماهيه “ستكون لعبة التحالفات حاسمة، لأنه من الصعب الحصول على الأكثرية المطلقة من الدور الأول، ما لم يتمّ التفاوض على انسحابات. كل شيء سيحسم في الليلة الأخيرة في الرباط”.

وبالنسبة لماهيه الذي يعرف غالبية رؤساء الاتحادات الوطنية في القارة، “الحدث هام لأن اقتصاد كرة القدم في أفريقيا في طور التحوّل”.

حظوظ السنغالي أوغوستين سنغور مرتفعة
حظوظ السنغالي أوغوستين سنغور مرتفعة

ويتفق المرشّحون الأربعة على هذا الأمر، وتتحدّث برامجهم عن التنمية الاقتصادية للكرة الأفريقية، خصوصا وقف نزيف اللاعبين الشبان إلى الأندية الأوروبية.

ويشعر الاتحاد الأفريقي "كاف" بالإحراج من نزاعه مع وكيله التسويقي السابق لاغاردير سبورتس، مذ أنهى من جانب واحد في ديسمبر 2019 عقده الذي يربطه مع الاتحاد حتى 2028.

ويشير المرشح سنغور “يجب تعزيز مالية الاتحاد الأفريقي وتسوية مسألة وكيل التسويق”.

ويجد الاتحاد نفسه في “نزاع صعب، كما أن مزاياه من تلك العقود أصبحت معطلة نوعا ما”.

ويخوض سنغور وولد يحيى معركتهما منذ بداية السنة، فيما تأخر أنوما بعض الشيء بعد إصابته بفايروس كوفيد - 19، فيما بدأ موتسيبي السباق متأخرا، وسيقدّم الخميس أخيرا برنامجه في مؤتمر صحافي.

لكن موضوع الاستياء الأكبر يبقى اليد الخفية لفيفا، خاصة أن  المرشحين الأربعة يتعرّضون للانتقاد بدورهم لأنهم “مرشّحو فيفا”.

ويبدو ذلك بمثابة اتهام لكل من يقف تحت عباءة الرئيس الحالي جاني إنفانتينو الذي قام بجولات مكوكية في الأيام الماضية في مختلف أنحاء القارة، آخرها الخميس في المغرب.

ويؤكّد باكاري سيسيه مسؤول أسبوعية “ريكور” السنغالية “لا يبحث فيفا عن المرشح المثالي للكرة الأفريقية لكن فقط عن دمية”.

وأضاف أنه في العام 2017 جاء فيفا بأحمد أحمد “لإبعاد (الكاميروني) عيسى حياتو”، بعد حكم دام 29 عاما ولاحقته مزاعم فساد كثيرة.

بالنسبة لتييري إينوم من اللجنة المنظمة لكأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين في الكاميرون وكأس أمم أفريقيا المقبلة في 2022، “لقد دقت ساعة إنهاء استعمار كرة القدم الأفريقية”.

وتابع “خاض أحمد بداية لعبة فيفا، وعندما أراد تحرير نفسه تمّ صفعه”.

لكن بحسب مراقبين آخرين، لا ينبغي المبالغة كثيرا في تدخل فيفا في الشؤون الأفريقية، خصوصا في ظل متاعب إنفانتينو القضائية في سويسرا ونزاعاته مع الاتحاد الأوروبي للعبة.

ويؤكّد ولد يحيى “فلنوقف هذه الحساسيات، نحن مستقلون.. لا مشكلة لدي أو عقدة من العمل مع فيفا الذي ينتمي إلى الجميع”.

وتابع رئيس الاتحاد الموريتاني “فيفا ليس بحاجة إلى التواجد في إدارة الاتحاد الأفريقي كي يذهب لجمع الأصوات في أفريقيا، الاتحادات هي التي تصوّت”.

لكن بعد تفويض الأمين العام السنغالية فاطمة سامورا في 2019 لإعادة الأمور إلى نصابها في الاتحاد الأفريقي، سيبقي فيفا عينه على الانتخابات النارية للاتحاد الأفريقي.