فلسطيني يخترع قلادة إلكترونية تساعد على التباعد الاجتماعي

الشاب محمد صيدم يأمل في اعتماد اختراعه في المؤسسات الحكومية والخاصة.
الثلاثاء 2021/02/09
تنبيه للتباعد

غزة (فلسطين) - ينشغل العشريني محمد صيدم ساعات طويلة في تجميع وتركيب لوحات إلكترونية دقيقة لصناعة أول قلادة إلكترونية تساعد على التباعد الاجتماعي بين المواطنين في ظل أزمة انتشار فايروس كورونا.

ويعتمد صيدم (26 عاما) وهو مهندس ميكاترونيكس -فرع من الهندسة يجمع بين الميكانيكا والإلكترونيات- في صناعة قلادة دائرية الشكل تتكون من عينين ومصباح صغير يضيء باللون الأحمر بالإضافة إلى صفارة صغيرة تصدر صوتا عاليا وقت الاقتراب من الأشخاص.

ويقول صيدم الذي ينحدر من مخيم المغازي في قطاع غزة إنه توصل إلى الفكرة بعد مشاهدة التزاحم الشديد بين المواطنين في الأماكن العامة مثل المستشفيات والبنوك والمحال التجارية.

وينوه صيدم لوكالة أنباء (شينخوا)، بينما ينهمك في تركيب اللوحات، إلى أنه عمل على خاصية المجسّات الحساسة في تركيب لوحاته الإلكترونية المتوفرة في القلادة، حيث أنها تصدر ذبذبات إشعاعية باتجاهين متضادين بمدة لا تتجاوز خمس ثوان.

ويوضح “وفقا للبرمجة التي أعددتها للقلادة يخرج إشعاع من إحدى العينين المتواجدتين في القلادة، وفي حال كانت المسافة ما بين الشخصين أقل من مترين فإن القلادة تصدر صوتا عاليا بالإضافة إلى الإضاءة في الوقت ذاته”.

ويتابع صيدم أنه راعى الأشخاص ذوي الإعاقة في اختراعه خاصة المكفوفين والصم، حيث أنه في حال كان الشخص الذي يرتديها لا يسمع يستطيع أن يرى الضوء، وفي حال كان كفيفا يستطيع أن يسمع صوت الصفارة.

ويرى صيدم أن ابتكاره للقلادة "سيساهم بشكل كبير في التباعد بين الناس"، معربا عن أمله أن يتم اعتماد اختراعه في المؤسسات الحكومية والخاصة التي عادة ما تشهد توافدا من المواطنين عليها.

وكان صيدم قد بدأ أولى محاولاته لابتكار أجهزة تقنية حين كان في الحادية عشرة من عمره، ويقول إنه تمكن من صناعة المكثف الصغير والمكيف الصغير وأيضا بطاريات توليد الكهرباء.

ويقول “تلك المحاولات المبدئية جعلتني أواصل طريقي في هذا المجال الهندسي”، منوها إلى أن دراسته ساهمت بشكل كبير في تطوير أفكاره وتحويلها إلى اختراعات يعتد بها في مجتمعه المحاصر.

ولم تكن القلادة الإلكترونية أولى اختراعاته في ظل أزمة كورونا، فقد اخترع الشاب سيارة صغيرة مزودة بكاميرا يتم التحكم بها عن بعد من خلال الهاتف النقال مهمتها تصوير المستشفيات والمراكز الطبية وتعقيمها في الوقت ذاته.

ويأمل الشاب أن تتوفر مؤسسات خاصة تهتم بالصناعات التقنية والأشخاص الذين لديهم قدرة على الاختراع ورعايتهم من أجل تطوير قدراتهم وتوظيفها بطريقة صحيحة بما يفيدهم ويفيد بلدهم.

ويطمح صيدم إلى العمل مستقبلا بأحد مراكز البحوث التقنية المتواجدة في الصين بعد إنهاء رسالة الماجستير التي يتحضر لها حاليا.

24