هل تنقذ المنصّات الرقمية السينما؟

ثقافة المشاهدة أجهزت عليها إجراءات العزل وخلفت بذلك نمطا جديدا من التلقي ونوعا مختلفا من الجمهور.
الأحد 2021/02/07
ملجأ ظرفي

لم يكن في حساب شركات الإنتاج السينمائي أن تجد نفسها محشورة في هذه الزاوية الضيقة وهذا الوضع الخانق.

إن الأفلام التي أنفقت عليها هذه الشركات أموالا طائلة صارت بلا جمهور، فلا بيع ولا شراء في وقت كان الفيلم ينطلق من هوليوود فيسمع أصداءه هواة السينما في شتى أنحاء العالم، ثم تتدفق الأموال من شبابيك التذاكر.

أما وقد أغلقت صالات السينما في العديد من بلدان العالم بسبب تفشي كوفيد – 19، فإن تلك الشركات لم تجد من سبيل إلا اللجوء إلى المنصات الرقمية بديلا، إذ أنه من المؤكد أن يجد الفيلم طريقه للعرض الرقمي عبر المنصات المتاحة، وهو أفضل له من أن يبقى على الرفوف بانتظار انتهاء الأزمة، رغم أنه خيار مأزوم وغير واقعي.

والحاصل أن الأفلام الحديثة صارت فجأة في المتناول وأنت جالس مسترخيا في البيت، وخاصة من خلال منصة نتفليكس الشهيرة والأكثر انتشارا ونجاحا.

حتى صيف العام الماضي كانت خسائر شركات الإنتاج السينمائي تزيد على 15 بليون دولار، ولم تخفف منها أو تحد من جسامتها أية بدائل متاحة ومنها العرض الرقمي، لكن لا خيار بديلا عن هذا الحل، عشرات الألوف من صالات العرض أغلقت وتعطل عشرات الآلاف من العاملين في هذا القطاع.

لا شك أننا نسمع عن خطط إنعاش ومساعدات من الحكومات لإنقاذ الشركات التي ضربتها الجائحة، لكن واقع الخيال أن لا إنعاش ينقذ صناعة السينما وليس من السهولة حل جميع تعقيداتها، وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.

أما بالنسبة إلى عادات المشاهدة فعلى الرغم من سهولة الوصول إلى الفيلم عبر المنصات الرقمية، إلا أن متعة المشاهدة فقدت الكثير ولاسيما في عروض الصالات، التي عززت تقنيات العرض الحديثة فيها من جماليات الصورة والصوت والفخامة التي تظهر عليها الصور، وهو ما تفتقده مباشرة وأنت تشاهد مستخدما شاشة التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر أو أية وسيلة أخرى.

إنها ثقافة المشاهدة وقد أجهزت عليها إجراءات العزل وخلفت نوعا جديدا من التلقي ونوعا جديدا من الجمهور الذي لا يزال يتطلع بحنين جارف للعودة إلى صالات العرض السينمائي في أقرب وقت ممكن.

15