عُشاق سيارة البيتل في مصر يرفضون تقاعد الخنفساء

أعين عشاق السياق الخنفساء على بلوغ موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
الاثنين 2021/02/01
الخنفساء ما زالت تدب في الطرقات المصرية

يحافظ ناد مصري على السيارة الخنفساء التي أحالتها الشركة الألمانية فولكسفاغن على التقاعد، ويتكبد أعضاؤه عناء إصلاحها وإعادة تجميلها، ويُمتّعون أنظار المارة بجولات أسبوعية بها في طرقات القاهرة.

القاهرة - يستمتع الصغار والكبار من الجنسين، بمشاهدة أعضاء “نادي البيتل المصري”، وهم من عُشاق السيارة بيتل (الخنفساء)، الذين يتجولون على طرق سريعة داخل وحول القاهرة بالسيارات الكلاسيكية متعددة الألوان، التي صنعتها فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات قبل عقود.

ويتجمع أعضاء النادي أسبوعيا للتعبير عن عشقهم للسيارة التي أنتجت لأول مرة عام 1938 كسيارة رخيصة، بأمر من أدولف هتلر لتشجيع الألمان على حيازة السيارات.

ورغم توقف إنتاجها عام 2019، فإن السيارة الشهيرة ما زال لديها عشاقها في ربوع المعمورة.

وقال هيثم يوسف، وهو من عشاق البيتل وأحد مؤسسي النادي، “ما يعجبني في هذا النوع من السيارات، أن لكل سيارة هوية مختلفة عن الأخرى، تشعر بأنها تتماهى معك”.

وأسس النادي أربعة مهندسين في القاهرة قبل سبع سنوات، بهدف مساعدة عشاق السيارة الكلاسيكية على إصلاحها في حالة تعرضها لعطل. وسرعان ما تحول إلى مجموعة على موقع فيسبوك تضم 22 ألف عضو من مصر ودول عربية أخرى.

وأضاف يوسف “كان هدفنا من تأسيس النادي قبل سبع سنوات مساعدة أصحاب الخنفساء على إصلاحها بوصفها نوعا قديما لا يسهل إصلاح أعطابها، لكن تطورت أهدافنا وصارت أعيننا على بلوغ موسوعة غينيس للأرقام القياسية”.

ويجتمع ما يصل إلى 50 من أصحاب السيارات البيتل في مصر مرة أو مرتين أسبوعيا، في فاعلية مبهرة يقودون سياراتهم خلالها في شوارع القاهرة، ليستمتع المارة بمشاهدتها بسعادة.

ولفتت غادة العطار إحدى أعضاء النادي، أثناء مشاركتها في إحدى الجولات بسيارتها، إلى أن “قيادة الخنفساء ليست صعبة بالمرة، ومنذ سفر أخي وترك سيارته تخليت عن سيارتي الأوتوماتيكية، وصرت أقصد عملي بالبيتل بكل شغف”.

----

ويجذب النادي لعضويته رجالا ونساء من مختلف الأعمار، ومن هؤلاء دنيا التي قالت “عشق هذه السيارة لا يتصل بعمر معين، فالكبار والصغار يجتمعون على ذلك وكأن الأمر متوارث، فمثلا أنا من الممكن أن شغفي بالبيتل كان بسبب امتلاك أبي لهذا النوع من السيارات في السابق”.

وتابعت “ما زاد من شغفي بالسيارة حالة الانبهار التي تصيب المارة في كل جولة للنادي بهذه السيارات الكلاسيكية، متعجبين من استمرارها رغم إيقاف إنتاجها، ومستنكرين قيادتها من قبل فتيات”.

ومن بين عشاق هذه السيارة من غير المصريين، الذين يشاركون في بعض الجولات مع النادي، السعودي معيوف التميمي، الذي يرى أن السيارة الخنفساء “أفخم” من المرسيدس بنز.

وأسدلت فولكسفاغن الستار على إنتاج السيارة البيتل في يوليو 2019، لتنهي رحلة هذا الطراز الذي امتد منذ الحقبة النازية، وتمكن من البقاء خلال ثقافة الهيبي المضادة، لكنه فشل في تجاوز تحول أذواق الزبائن.

وكانت الشركة قد طورت سيارة فولكسفاغن بيتل الأصلية في ثلاثينات القرن الماضي، التي تحولت من منتج ارتبط اسمه بأدولف هتلر إلى رمز لميلاد ألمانيا من جديد كقوة ديمقراطية وصناعية بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي الستينات، أصبحت الخنفساء أيقونة الجيل الجديد من السيارات صغيرة الحجم. وفي منتصف التسعينات دفع الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن آنذاك فرديناند بيتش نحو إحياء التصميم المتميز للسيارة، الذي كان جده رائدا لتحديثه في الستينات.

--------

 

24