"الرشوف" أكلة تمنح الأردنيين الدفء شتاء

"الرشوف" طبق بدو الأردن الرسمي خلافا لـ"المنسف" المشهور، المتعارف عليه في باقي مناطق المملكة، وهو يقدم ساخنا.
الأحد 2021/01/31
توثيق التراث الأردني

المفرق (الأردن) – يحرص أهل البادية في محافظة المفرق الأردنية على تحضير طبق “الرشوف” في الشتاء، تقيدا بعادات الأجداد لمواجهة برد هذا الفصل، وذلك لما يحتويه من عناصر غذائية تبعث على الدفء وتمنح الطاقة.

وقالت مديرة مركز تعليم الشباب والكبار في المحافظة أريج تليلان، إن “من المسارات التعليمة التي نهتم بها كثيرا توثيق التراث الأردني”.

وتابعت أن “ذلك يتضمن بيت الشعر (خيمة مصنوعة من شعر الماعز وصوف الأغنام) وخزانة خاصة للأزياء الشعبية، ومطبخا إنتاجيا متخصصا بالأكلات التراثية، والتي من ضمنها الرشوف”.

ويتكون “الرشوف” من لبن الجميد والعدس والجريش (القمح) والحمص والخبز البلدي (المصنوع على الصاج) مع السمن العربي.

ويعتبر هذا طبق بدو الأردن الرسمي خلافا لـ”المنسف” المشهور، المتعارف عليه في باقي مناطق المملكة، وهو يقدم ساخنا.

عناصر غذائية تبعث على الدفء وتمنح الطاقة
عناصر غذائية تبعث على الدفء وتمنح الطاقة

وكان في السابق يُطبخ في الولائم والدعوات للأصدقاء والأقارب، ولا يرتبط إعداده بوقت محدد، ولكنه يكثر في فصل الشتاء.

ودعا أحد وجهاء عشائر البدو في الأردن ضيف الله القلاب، إلى التمسك بتراث الآباء والأجداد، واصفا إياهم بأنهم “هم من رسموا لنا أسلوبا ومنهجا في التعامل مع كل الجوانب، خاصة الأكل السليم والحرص على إكرام الضيف”.

ولفت إلى أن “الرشوف ما يميزه أن كل مكوناته موجودة بالبيت.. وفيه كل ما يحتاجه الجسم من عناصر، وقد كان وما زال وجبة رئيسية عند البدو”.

وأكد أنه “عندما يأتينا ضيف من خارج الأردن، فإنه يطلب هذه الوجبة بالذات، وإعدادها للضيف يعد دليل محبة”، مشيرا إلى أن والده كان يسمي الرشوف “التريد”، وأنه يحرص أسبوعيا على تناول هذه الوجبة كحال معظم أهل البادية.

وأوضح مدير الهيئات الثقافية في وزارة الثقافة سالم الدهام، “كان من المكملات لطبق الرشوف في الماضي نبات القرع، وإضافته تعتبر تكريما لضيف، وهي بمنزلة ذبح شاة له”.

وأضاف “كان البدو يأخذون هذا النبات معهم في حلهم وترحالهم باعتباره جزءا من طبق الرشوف، فضلا عن أنه يفي بواجب تكريم الضيف إذا ما كان المضيف ليس ممن يملكون الماشية، أو كان فقيرا معسرا، فضلا عن أنه طعام سريع التحضير في حال كان الضيف على عجلة من أمره”.

طبق كان يطبخ في السابق في الولائم والدعوات للأصدقاء والأقارب
طبق كان يطبخ في السابق في الولائم والدعوات للأصدقاء والأقارب

وقالت ديالا كساب من قسم النشاطات التراثية في وزارة الثقافة، إن “الناس ما زالوا يحافظون على هذا الطبق، ويتناقلونه من جيل إلى جيل، ونتيجة لذلك قمنا بنشر طرق تحضيره، مع توضيح اختلافاته من محافظة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر”.

وتقوم الوزارة حفاظا على استمرار تلك الأطباق التراثية، بتنظيم العديد من المهرجانات والأيام الثقافية وتفرد جانبا للأطعمة التراثية، والتي يكون الطلب الأكبر فيها على الرشوف، بل تعدى الطلب عليه إلى السياح الأجانب في إحدى الفعاليات بمحافظة مأدبا (وسط)، وفقا لكساب.

وفي الأردن أربع ثقافات فرعية: البادية والريف والمدينة والمخيم، ويشتهر كل منها بعادات وتقاليد خاصة تميزه عن غيره، والأطباق هي جزء من هذا التباين، ولا يوجد طبق بعينه يمكن تسميته الطبق التقليدي الوحيد لجميع الأردنيين.

من الأطباق التراثية
من الأطباق التراثية

 

24