عام كورونا.. روبوتات من كل حجم ونوع

روبوتات تبحث عن النفط وأخرى في مهمة خاصة على سطح القمر وأعماق المحيطات.
الجمعة 2021/01/29
طفرة كبيرة في صناعة الروبوتات

لندن – وفق بيانات عالمية، شهد العام الجاري طفرة في أعداد الروبوتات التي تم تصنيعها، بقيادة الصين التي أضافت المئات بزيادة 21 في المئة عن العام الماضي.

وبالطبع كان لمجابهة فايروس كورونا نصيب الأسد من أعداد الروبوتات

التي تعمل بالمستشفيات لمعاونة الطواقم الطبية في متابعة حالة المرضى وقياس درجة الحرارة ورصد الأعراض، وتوصيل الأدوية.

اعتمدت مستشفيات على الروبوتات في تطهير وتعقيم الأسطح بواسطة أجهزة مدمجة تعمل بالأشعة فوق البنفسجية، للتغلب على خطر انتقال الفايروس عبر الأسطح الملوثة.

هذا إلى جانب استخدام الروبوتات المتحركة لمراقبة درجات حرارة المرضى الداخلين والخارجين بشكل متكرر في مناطق مختلفة من المستشفيات، مع ربطها للبيانات بأنظمة معلومات المستشفيات.

واستعانت سنغافورة بروبوت يعرف بـ”الكلب الأصفر”، ويتولى تذكير رواد الحدائق بإرشادات التباعد الاجتماعي والحث عليه، معتمدا على الكاميرات وأجهزة الاستشعار لرصد المخالفين وإرسال تحذيرات مسجلة مسبقا.

كما وظفت محطة للقطارات في لندن، روبوتات تستخدم الأشعة فوق البنفسجية لتمشيط مناطق واسعة وقتل فايروس كورونا دون الحاجة إلى المواد الكيمياوية المطهرة.

الإغلاق الكلي والجزئي في العديد من مدن العالم، فرض الاعتماد على الروبوتات في توصيل البضائع والطعام، ولاسيما مع تنامي طلبات الشراء عبر المتاجر الإلكترونية.

كلب آلي يراقب التباعد الاجتماعي
كلب آلي يراقب التباعد الاجتماعي

ولا تقتصر فورة الروبوتات على كورونا بل امتدت لتشمل مختلف القطاعات الصناعية. ففي مجال النفط، وسعت شركات الطاقة الكبرى خطط الاعتماد على الروبوت وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التنقيب عن النفط والغاز.

وتمتد المجالات التي يمكن أن تلعب فيها هذه التكنولوجيا المتطورة إلى كافة العمليات التشغيلية للصناعة، بداية من الحفر والاستكشاف، إلى الإنتاج، والتوزيع، وصولا إلى الصيانة واكتشاف التسريب في الأنابيب.

وقد تؤدي عمليات التوسع تلك إلى خفض مشاركة البشر في عملية استخراج النفط وصيانة الأنابيب.

ليس هذا فحسب، بل إن خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في بناء نماذج اقتصادية ومالية تنبؤية دقيقة تأخذ في اعتبارها المئات من المتغيرات التي تشمل أسعار النفط، والظروف الاقتصادية، والاحتياطيات، وحتى أنماط الطقس، ومن ثم يمكن تحديد قيمة رؤوس الأموال التي يجب استثمارها بدقة إلى جانب تحديد مستويات الإنتاج المحتملة والأكثر كفاءة اقتصاديا.

هناك حزمة من الروبوتات المستخدمة في صناعة الطاقة والتي خرجت إلى النور، منها “روبوت روديس” الذي تمت صناعته بواسطة شركة “دي أكونت”، والذي يمكنه إعطاء تقارير في غاية الدقة حول صلاحية خطوط الأنابيب لحظة بلحظة.

وقامت شركة أرامكو السعودية مؤخرا بتطوير “روبوت الجيجا باورز”، وهو روبوت صغير جدا، حيث يتم حقنه داخل البئر في نفس الوقت الذي يقوم فيه بحقن السائل لرفع الضغط.

في ألمانيا أعلنت شركة بوش للتكنولوجيا، عن تعاونها مع شركات أخرى لتطوير تقنيات لروبوتات تستخدم على سطح القمر لصالح وكالة “ناسا”.

وتعتزم بوش استخدام المعلومات التي سيتم التوصل إليها عبر الروبوتات لمواصلة تطوير تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي على الأرض.

وخلال مشاركتها في النسخة الرقمية لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية “سي.إي.أس” في لاس فيغاس، أوضحت بوش، أن هذا المشروع يتعلق بشكل محدد لتطوير تقنية التوجيه الذكي الذاتي والشحن اللاسلكي.

روبوت لمعاونة الإطارات الطبية في المستشفيات
روبوت لمعاونة الإطارات الطبية في المستشفيات

وحسب وكالة الأنباء الألمانية، يشارك في هذا المشروع إلى جانب بوش، شركة أستروبوتيك الأميركية ونظيرتها يبوتيك بالإضافة إلى جامعة واشنطن.

يذكر أن هاتين الشركتين الأميركيتين هما جزء من سلسلة شركات اختارتها وكالة “ناسا” الأميركية للفضاء، كشركاء تكنولوجيين لمهامها على سطح القمر المزمع القيام بها خلال العقد الجاري.

وكانت بوش تعاونت مع شركة أستروبوتيك في مشروع “ساوند سي” وهو مستشعر ذكي يجري استخدامه في محطة الفضاء الدولية منذ نهاية 2019 حيث يرصد هذا المستشعر الأصوات التي تصدر وتشير إلى حدوث أعطال أو خلل.

وفي الولايات المتحدة طور باحثون أميركيون أسطولا من الروبوتات ذاتية الحركة لدراسة الكائنات الدقيقة في المحيطات المفتوحة وأعالي البحار.

وأفاد الموقع الإلكتروني “ساينس روبوتيكس” المتخصص في أبحاث الروبوتات بأن هذه الروبوتات تتيح للباحثين في مجال علوم البحار دراسة الأنظمة المعقدة للكائنات البحرية الدقيقة.

وتضطلع الكائنات البحرية الدقيقة بدور مهم في النظام المناخي العالمي، حيث ينبعث منها نحو نصف الأكسجين في العالم، كما أنها تتخلص من ثاني أكسيد الكربون، وتمثل القاعدة لتغذية الحياة البحرية على كوكب الأرض.

ويقول بريت هوبسون وهو مهندس ميكانيكي وواحد من فريق الباحثين بجامعة هاواي الأميركية ومعهد وودز هول لأبحاث المحيطات “لقد واجهنا تحديات تتعلق بكيفية تمكين أسطول الروبوتات من التواصل معنا ومع بعضها، لأنه على عمق أكثر من مئة متر يتعذر تعقب الروبوتات عن بعد باستخدام الأقمار الصناعية”.

ونجح فريق الدراسة في برمجة النموذج الأول من الروبوتات البحرية، حيث تستطيع تعقب الكائنات الدقيقة وتحديد مواقعها والاحتفاظ بعينات من مياه البحر، ويستطيع الباحثون إخضاعها للدراسة. كما تم تزويد هذه الروبوتات بوحدات استشعار لقياس درجات الحرارة والملوحة ونسب الأوكسجين والكائنات الدقيقة في الأعماق.

ويقول رئيس فريق الدراسة كريس شولين إن “هذا المشروع يأتي تتويجا لرؤية استمرت على مدار عشر سنوات، حيث إن إطلاق أسطول من الروبوتات ذاتية الحركة لسحب عينات من الأنظمة البحرية يعتبر بمثابة تغيير في قواعد اللعبة في ما يتعلق بعلوم المحيطات”.

12