مهندس فلسطيني يفتتح أول مطبعة مائية في غزة

خان يونس (فلسطين) - نجح المهندس عمر العسولي، من سكان مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، في استحداث فرصة عمل خاصة به، باستخدام تقنية “الطباعة المائية”، على الأجسام الصلبة.
وقرر العسولي الحاصل على شهادة جامعية في تخصص هندسة الإلكترونيات عام 2017 أن يفتتح مشروعه الخاص، معتمدا على هذه التقنية الحديثة، بعد أن عجز عن إيجاد فرصة عمل في القطاعين الحكومي أو الخاص، معتبرا أن الطباعة المائية من المشاريع “غير التقليدية” في غزة.
والطباعة المائية هي أحدث التقنيات في تكنولوجيا “الدهانات” على مستوى العالم، حيث تعتمد على طباعة الدهان (صور أو نقوشات أو رسومات) على الأجسام الصلبة باستخدام المياه.
وقال العسولي إنها “ذات إقبال واسع بغزة، وتعتمد على الإبداع والابتكار”، حيث أصبحت مطبعته المائية مقصدا للكثير من الراغبين في الحصول على طباعة تعكس شخصيتهم.
وتمكّن العسولي من التعرّف على آليات عمل تقنية الطباعة المائية، بعد وقت طويل أمضاه في التعلّم الإلكتروني الذاتي.
وقال إن “الإنسان يمكن أن يحترف ويتعلم أسس أي مهنة جديدة من خلال شبكة الإنترنت”، مشيرا إلى أنه تواصل مع أشخاص يقيمون خارج قطاع غزة ممن “يجيدون هذه التقنية”، لمعرفة حيثياتها، وتفاصيل عملها.
وأكد “لم يكن سهلا التواصل مع أصحاب مشاريع الطباعة المائية، عدا أنهم لا يبوحون بكامل أسرار مهنتهم”.
لكن البحث المعمّق على شبكة الإنترنت، ومتابعة مقاطع الفيديو التي تشرح هذه التقنية، ساعدا العسولي على التوسّع في هذا المجال، وفق قوله.
وافتتح المهندس الفلسطيني بعد أشهر من التعلّم متجره الصغير والمختص بـ”الطباعة المائية”.

وأوضح أن هذه التقنية المائية تعدّ جيدة للطباعة على الأجسام الصلبة والحديدية مثل “إطارات السيارات، والخشب، والجبس، وهياكل الهواتف المحمولة، والأجهزة الكهربائية”.
وتابع أن الجزء الذي تتم “الطباعة عليه، يجب ألا يتأثر أو يتعرّض للأعطال جرّاء اختلاطه بالمياه”.
وتمرّ القطعة الواحدة، المراد الطباعة عليها، بعدة مراحل، حتّى تصل أخيرا إلى مرحلة ثبات النقوشات أو الصور عليها.
وهذه المراحل مجتمعة، تستغرق ما لا يقل عن 24 ساعة، حتّى يجف “الدهان” على السطح الصلب، لضمان درجة ثباته.
ويحتفظ العسولي بمجموعة من الرسومات داخل متجره، والتي يمكن استخدامها للطباعة وجذب الزبائن.
وواجه العسولي في بداية مشروعه بعض الصعوبات التي تتمثل أساسا في كيفية توفير المواد والأدوات اللازمة لإتمام عملية الطباعة.
وللتغلّب على ذلك، استبدل المهندس الفلسطيني تلك المواد بأُخرى محلية، تساهم في إتمام العمل بالشكل المرجو.
وأكد أنه “لا يجب الاستسلام للظروف الصعبة والقاهرة، بل يجب أن نشق طريقنا وسط العراقيل، لأننا لا نمتلك خيارا آخر”، معربا عن سعادته بنجاحه في افتتاح مشروعه الصغير.