شركات السيارات في سباق لتنويع مجالات ابتكاراتها

برلين - لا يبدو أن شركات صناعة السيارات تؤمن عادة بمقولة “الشيء البسيط والأقل تعقيدا يحظى بتقدير أكبر” عندما يتعلق الأمر بعدد طرز وفئات تنتجها، حيث تكفي نظرة سريعة على الموديلات المختلفة التي تنتجها كل شركة لكي يتأكد المرء من هذه الحقيقة.
ويبدو أن تضخم عدد الطرز أصبح يمثل صداعا بالنسبة للسوق وجهود المتسوقين في ظل المنافسة الشرسة وأزمات أخرى متداخلة، وقد بات من الصعب تحقيق مستويات إنتاج اقتصادية من كل الطرز فقد اتجهت بعض الشركات إلى التفكير في خفض عدد الطرز التي تنتجها، لكن البعض الآخر اتجه إلى مسار آخر.
ومعظم الشركات اقتحمت حاليا مجالات جديدة في صلب الصناعة لأسباب عديدة من بينها تحسين صورتها وزيادة فرص التسويق، حيث أصبحنا نرى سيارات من سباقات لومان تسير على الطرقات العادية، وسيارات رياضية مخصصة للطرق الوعرة من أمثال بورشه 911.
وأجبرت التكنولوجيا الحديثة وزحف الشبكات الرقمية الشركات على الانسياق وراء هذا التيار في صناعة مركبات مذهلة، بحيث شهدت تطورا كبيرا بالفعل على مستوى القوة والراحة والرفاهية والأمان، فضلا عن تنوع الموديلات، باعتبارها الحل الأنسب للمستقبل.
وعلى سبيل المثال، أزاحت شركة ميني الإيطالية الستار عن اختباريتها فيجن يوربانو المنتمية لفئة موديلات الفان، والتي تتحول لمنزل صغير على أربع عجلات عند الرغبة في عدم القيادة والسير بها.
ويرى البروفيسور لوتس فوجنر من جامعة بفورتسهايم الألمانية أن هذه المفاهيم تعبر في حد ذاتها عن رغبة شركات السيارات في اختبار طرق جديدة وحلبات يمكن أن تكون مكملا لموديلات الأراضي الوعرة والصالون والرياضية متعددة الأغراض (أس.يو.في).
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى فوجنر، وهو أستاذ تصميم ألماني أن هذه المفاهيم تعد أيضا نوافذ إبداع للشركات وفرصا وخيارات أفضل للتسويق.
وقد حدث هذا مرارا وتكرارا في العقود القليلة الماضية على سبيل المثال، ما كان أحد ليعتقد أن شركة فولكس فاغن ستمتلك سيارة رياضية فائقة على مستوى فيراري حتى قدمت الشركة فجأة اختباريتها دبليو 12 في معارض السيارات في أواخر التسعينات. وهو ما ينطبق على سيارات الصالون الفاخرة، والتي عرفت باسم فايتون عام 2002.
ويرى فوجنر أنه لشيء رائع أن يتجرأ المصنعون على مغادرة النطاقات التي يفترض أنها آمنة بالنسبة لهم والمغامرة بقفزة في المستقبل. ولولا هذا ما كنا لنرى اليوم دي.أس من ستروين.
وحتى إذا لم تدخل مثل هذه السيارات مرحلة الإنتاج القياسي، فإن لها تأثيرا على المشاريع الحالية، وعلى نطاق واسع؛ لأنها تساعد في استكشاف المساحات الممكنة والابتعاد عن أنماط التفكير المألوفة ومواصلة إعادة التصميم مع الاقتصار على التعديل والرتوش، فضلا عن أنها توفر دائما مصدر إلهام لتفاصيل التصميم، التي أصبحت تستنسخ وتتقاطع في العديد من الموديلات.
وفي النهاية لا بد أن نعلم أنه عندما تمت مناقشة إنتاج سيارة للطرق الوعرة لأول مرة في بورشه منذ أكثر من عشرين عاما، كان هناك قلق كبير، لكن توجد الآن بالفعل ثلاثة أجيال من كايان وشقيقتها الصغرى ماكين، بل وشكلت هذه الموديلات طفرة رهيبة في مبيعات الشركة.
وفي خضم المنافسة، أصبحت الآن الشركات مطالبة بطرح الطرز الجديدة بصورة أسرع مما كان يحدث في الماضي لأن الزبائن لم يعودوا مستعدين لانتظار فترة طويلة. وكل هذا يؤدي إلى زيادة ضخمة في ميزانيات الأبحاث والتطوير لدى شركات السيارات.