تغيير نمط الحياة يبعد خطر الوفاة بالسكتة الدماغية

ممارسة الحد الموصى به من التمارين الرياضية يجعل الشخص أقل عرضة لجلطة المخ.
الأحد 2020/12/20
العقل السليم في الجسم السليم

تؤدي السكتة الدماغية إلى إلحاق ضرر دائم بالجسم، يتراوح ما بين الشلل إلى مشكلات في الكلام والنطق، وقد تكون في بعض الأحيان قاتلة، لكن بإمكان أي شخص تقليل خطر الإصابة بها من خلال اتباع نمط حياة صحي، حتى إن كان لديه تاريخ إصابة ضمن العائلة.

لندن - تتسبب السكتة الدماغية في إلحاق ضرر دائم بالجسم، ما بين الشلل وبعض المشكلات في الكلام والنطق، وقد تكون في بعض الأحيان قاتلة، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها من خلال بعض التغييرات البسيطة في السلوكيات والعادات الغذائية.

 وترتبط الأسباب المؤدية إلى السكتة الدماغية بارتفاع ضغط الدم ونسبة السكر وزيادة نسبة الدهون في الجسم، بالإضافة إلى تعدد حالات الإصابة بالسكتة الدماغية الناتجة عن العوامل الوراثية.

ويواجه الثلث ممن يتعرضون للسكتة الدماغية خطر الوفاة إذا لم يحصلوا على العلاج في الوقت المناسب، بينما يكون ثلث آخر منهم أيضا عرضة للعجز الدائم.

وتعتبر السكتة الدماغية من الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وتسبب عبئا ثقيلا من الناحية الإنسانية والاقتصادية على المجتمعات، حيث تصيب 15 مليون شخص سنويا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

من المعروف أن السكتة الدماغية لا تؤثر فقط على كبار السن، فهي تصيب الأشخاص في أي عمر، ولكن بالإمكان تقليل خطر الإصابة بها من خلال اتباع نمط حياة صحي.

وتشير الأبحاث إلى أنه من الممكن تجنب 80 في المئة من السكتات الدماغية من خلال إدخال بعض التغييرات البسيطة على نمط الحياة.

التمارين الرياضية

وكشفت دراسة حديثة أن ممارسة الحد الأدنى الموصى به من الرياضة يجعل الشخص أقل عرضة بنسبة 30 في المئة للإصابة بما يعرف باسم السكتة الدماغية الإقفارية، وهي النوع الأكثر شيوعا والذي يحدث عندما تسد الجلطة شريانا يحمل الدم إلى المخ.

وقال الباحث جوشوا ويلي من المركز الطبي في جامعة كولومبيا بنيويورك “تتغير طريقة ممارسة الناس للرياضة مع مرور الوقت، فبعض الأفراد يمارسون الرياضة في شبابهم ولكنهم لا يستمرون فيها عند تقدمهم في السن”.

وأضاف “لقد وجدنا في دراستنا أن الحفاظ على مستويات ممارسة الرياضة يحمي من الإصابة بالجلطة الدماغية وكذلك عند البدء في ممارستها على الرغم من انعدام النشاط في سن أصغر”.

وتوصي جمعية القلب الأميركية البالغين بممارسة الرياضة متوسطة الحدة لما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيا، أو ما لا يقل عن 75 دقيقة من النشاط البدني الأكثر حدة.

الطعام الصحي

80 في المئة من السكتات الدماغية يمكن تجنبها من خلال إدخال بعض التغييرات البسيطة على نمط الحياة
80 في المئة من السكتات الدماغية يمكن تجنبها من خلال إدخال بعض التغييرات البسيطة على نمط الحياة

يعد النظام الغذائي الصحي والمتوازن مهمّا للحفاظ على وزن مثالي والتمتع بصحة جسدية جيدة، وخاصة صحة القلب والأوعية الدموية.

ويشير أخصائيو أمراض القلب والأوعية الدموية، إلى أن الجلطة الدماغية الإقفارية ينتجها تجلط الدم عند انسداد الشريان الذي يمد الدماغ بالدم، ما يؤدي إلى موت خلاياه. أما نزيف المخ فيحدث نتيجة نزيف دموي في الدماغ، يؤدي إلى موت الخلايا المحيطة.

ويؤكد الباحثون، أن انخفاض خطر الجلطة الدماغية مرتبط بدرجة كبيرة بتناول الألياف الغذائية الموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب والبقول والمكسرات والبذور، فمثلا مع كل زيادة في كمية الألياف بمقدار 10 غرامات في اليوم، ينخفض هذا الخطر بنسبة 23 في المئة، أي ما يعادل حوالي حالتين من السكتة الدماغية لكل ألف نسمة على مدى عشر سنوات، وفي ما يتعلق بتناول الفواكه والخضروات، فلكل زيادة بـ200 غرام، تنخفض المخاطر بنسبة 13 في المئة.

وقالت مجلة “تايم” (Time) الأميركية، إنه عندما يتعلق الأمر بالبقاء في صحة جيدة والعيش حياة أطول، فإن معظم الناس لديهم نفس الحافز للعيش، وتحقيق حياة ممكنة، وقد حدد الباحثون بعض السلوكيات الغذائية التي يمكن أن تزيد من طول العمر.

وأكدت المجلة أنه حتى لو لم يكن النظام الغذائي مثاليا، فإن الأبحاث تشير إلى أن إجراء تغييرات ذكية يمكن أن يؤدي إلى فوائد كبيرة.

وخلصت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة الصحية بنسبة 20 في المئة أكثر مما كانوا يتناولونها في بداية الدراسة، على مدار 12 عاما، قللوا من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 17 في المئة.

مخاطر الملح

يعد تناول الكثير من الملح سببا هاما لارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية، وتنجم معظم السكتات عن توقف التروية الدّموية إلى جزء من الدماغ، ممّا يتسبّب في موت أنسجته. لذلك يوصي خبراء التغذية بكمية معينة من الملح للبقاء على قيد الحياة.

لكن ما يثير القلق هو أن الكثير من الطعام يحتوي بالفعل على الملح، ومن المهم الانتباه إلى الكمية التي تتم إضافتها إلى الوجبات يوميا.

وتقول الدلائل الإرشادية الصحية في الولايات المتحدة وبريطانيا، إن تناول أكثر من 0.75 ملعقة شاي من الملح يوميا، يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية. ولكن الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة “لانسيت” العلمية وجدت أن تناول ملعقتين ونصف ملعقة (5 غرامات) من الملح، هو معيار آمن وجيد لمعظم الناس.

 وجد الباحثون أن هناك مخاطر مرتبطة بالأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية، فقط عندما يكون متوسط استهلاك الملح أكبر من 5 غرامات في اليوم.

ويوجد لدى أولئك الذين يستهلكون أكثر من 7 غرامات يوميا، خطر متزايد من الإصابة بنوبات قلبية، إلى جانب احتمال زيادة خطر الوفاة لدى المصابين بضغط الدم.

ويرتبط انخفاض استهلاك الصوديوم، أقل من 3 غرامات يوميا، مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك ارتفاع خطر الوفاة بالنسبة إلى المصابين بارتفاع ضغط الدم.

التوقف عن التدخين

Thumbnail

يعلم الجميع أن التدخين مضرّ بصحتنا، لكن مضاره لا تقتصر على الرئتين فحسب، وقد سبق أن أكد علماء أميركيون على أن نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية ترتبط بشكل مباشر بعدد السجائر المستهلكة.

وحلل علماء من جامعة ميريلاند في بالتيمور دراسة شملت 615 رجلا تتراوح أعمارهم بين 15 و49 سنة، أصيبوا بسكتة دماغية خلال السنوات الثلاث الماضية، وقارنوها ببيانات صحية لـ530 رجلا يتمتعون بصحة جيدة من نفس الفئة العمرية.

واتضح أن الذين يدخنون أقل من 11 سيجارة يوميا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية أكثر من الذين لم يدخنوا في حياتهم بنسبة 46 في المئة.

أما الذين يدخنون علبتين أو ثلاث علب من السجائر يوميا، فتبين أنهم عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية أكثر من غيرهم بخمس مرات.

تقليل شرب الكحول

يستمتع الكثير من الناس بالمرح الذي يمنحه لهم الكحول، غير أن الانغماس المبالغ فيه في شرب الكحول يمكن أن يكون له تأثير خطير على الصحة على المدى الطويل.

كشفت دراسة دولية أن شرب الكحول حتى بمستويات منخفضة للغاية، يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وقاد الدراسة باحثون في مجلس البحوث الطبية بجامعة أكسفورد البريطانية، بالتعاون مع جامعة بكين الصينية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية “لانسيت” العلمية.

وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب في 4 في المئة من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويا، كما يعد إدمان الكحول من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط، التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.

18