القضاء البريطاني يدين الهواء الملوث لتسببه في موت فتاة

تقرير بريطاني يكشف تسجيل ما بين 28 ألفا و36 ألف وفاة كلّ سنة في المملكة على صلة بتلوّث الهواء.
الجمعة 2020/12/18
الفتاة إيلا ضحية تلوث الهواء

لندن- أقرّ القضاء البريطاني للمرّة الأولى في تاريخه، بدور تلوّث الهواء في التسبّب بالوفاة، معتبرا أن هذه المشكلة البيئية “أدّت دورا” في وفاة فتاة في التاسعة من العمر في لندن.

وتأمل عائلة إيلا أدو-كيسي-ديبرا التي فارقت الحياة في 15 فبراير 2013 إثر نوبة ربو حادة أن يحثّ هذا القرار السلطات على التحرّك.

ويرى فيليب بارلوو، معاون قاضي التحقيق في دائرة ساذرك في لندن الذي أشرف على الجلسات المخصّصة لهذه القضية والممتدّة على أسبوعين أن “تلوّث الهواء أدّى دورا ملموسا في وفاة إيلا”.

وكانت الفتاة تعيش في لويشام، على بعد أقلّ من 30 مترا من طريق ساوث سيركولر الذي يشهد حركة مرورية كثيفة في جنوب لندن.

وقال بارلوو “إنها تعرّضت خلال فترة مرضها بين 2010 و2013 لمستويات عالية من ثاني أكسيد النتروجين والجسيمات الدقيقة تتخطّى توجيهات منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد”.

تلوّث الهواء أدّى دورا ملموسا في وفاة إيلا
تلوّث الهواء أدّى دورا ملموسا في وفاة إيلا

ولم تبلغ والدتها روزامند أدو-كيسي-ديبرا بالمخاطر الصحية، فلم يتسنّ لها اتّخاذ “تدابير كانت لتحول دون الوفاة”، مثل الانتقال للعيش في مكان آخر.

وأشادت روزامند خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، بـ”إحقاق العدل” لإيلا، مع الإشارة إلى أنها رفعت هذه القضية من أجل “الأطفال الآخرين” أيضا.

وتأمل هذه المدرّسة اعتماد قانون جديد يرمي إلى تحسين نوعية الهواء في بريطانيا. وتتأسف روزامند على أن هذه المسألة “لا تعامل كطارئة صحية كما ينبغي”، مذكّرة بأن تلوّث الهواء يقتل 7 ملايين شخص كلّ سنة في العالم، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

وكانت إيلا فتاة تهوى الموسيقى وممارسة الرياضة تحلم بأن تصبح قبطانة طائرة. وقد تدهور وضعها الصحي في السنوات التي سبقت وفاتها، ما استدعى إدخالها المستشفى مرّات عدّة.

وفي العام 2014، بعد سنة على وفاتها، قضت المحكمة بأنها توفّيت إثر قصور تنفسّي شديد ناجم عن ربو حاد وليس بسبب تلوّث الهواء.

غير أن هذه الخلاصات أبطلت في العام 2019 وحدّدت جلسات جديدة لهذه القضية في ضوء عناصر علمية مستجدّة، أبرزها تقرير خبير بريطاني في تلوّث الهواء صدر سنة 2018.

وأشار ستيفن هولغايت في تقريره إلى “علاقة لافتة” بين المرّات التي أدخلت فيها إيلا المستشفى بشكل طارئ والمستويات القياسية من ثاني أكسيد النتروجين والجسيمات الدقيقة العالقة، وهي أخطر الملوّثات، المسجّلة في جوار منزلها.

روزامند أدو-كيسي-ديبرا والدة إيلا رفعت هذه القضية من أجل "الأطفال الآخرين" أيضا
روزامند أدو-كيسي-ديبرا والدة إيلا رفعت هذه القضية من أجل "الأطفال الآخرين" أيضا

واعتبر بارلوو في حكمه أن أسباب الوفاة هي القصور التنفسّي الشديد في المقام الأولّ ثم الربو الذي كانت تعاني منه، فالتعرّض للتلوّث الذي تسبّب بمرضها وفاقمه.

واتّهمت عائلة إيلا خلال الجلسات، سلطات حيّ لويشام بالمماطلة في اتّخاذ تدابير لاحتواء اشتداد تلوّث الهواء.

وأقرّ ممثّل عن هذا المجلس بالبطء الذي شاب هذا المسار.

وشددت محامية العائلة جوسلين كوكبورن، على ضرورة “أن يترجم هذا الحكم بأفعال وبقرار حكومي يضمن إنقاذ الأرواح من تلوّث الهواء”.

وبحسب التقديرات، يسجّل ما بين 28 ألفا و36 ألف وفاة كلّ سنة في بريطانيا على صلة بتلوّث الهواء. ومن المرتقب أن ينشر بارلوو تقريرا الشهر المقبل لتفادي وقوع وفيات أخرى من جرّاء التلوّث.

24