موسوعة أوروبية توثق لروائح معركة واترلو وعفن الشوارع

مشروع "أودوروبا" يقضي بالتعرف على الروائح التي كانت تنبعث في أوروبا من القرن السادس عشر إلى القرن العشرين، وإعادة تركيبها.
الخميس 2020/11/19
إعادة إدراج الروائح التي لا تزال موجودة في سياقها التاريخي

لندن – باشرت مجموعة تضم مؤرخين وخبراء في الذكاء الاصطناعي وعلماء كيمياء وعطّارين مشروعا يقضي بإعادة ابتكار وتركيب الروائح التي كانت تنتشر في أوروبا في الماضي، من نتانة الشوارع إلى عفن ساحة واترلو بعد المعركة التاريخية، على أن يتم تقاسم خلاصات المشروع مع متاحف أخرى في القارة الأوروبية.

ويقضي مشروع “أودوروبا” بالتعرف على الروائح التي كانت تنبعث في أوروبا من القرن السادس عشر إلى القرن العشرين، وإعادة تركيبها، وفي الوقت ذاته إنشاء موسوعة للروائح.

ويقول الخبراء إن كل حقبة من التاريخ لها روائحها الخاصة، منذ أن كانت الزراعة عماد النشاط الاقتصادي للمجتمعات، إلى إنشاء المصانع خلال الثورة الصناعية، وصولا إلى النزوح نحو المدن.

وأوضح بيان صادر عن جامعة أنغليا راسكن (كامبريدج) -إحدى الهيئات الأوروبية الستّ المشاركة في المشروع- أن الموسوعة التي ستكون فريدة من نوعها “ستتيح لمتصفحي الإنترنت أن يكتشفوا كيف طبعت الروائح مجتمعاتنا وتقاليدنا”.

وسيسمح هذا المشروع كذلك بإعادة إدراج الروائح التي لا تزال موجودة في سياقها التاريخي، مثل رائحة إكليل الجبل التي كانت شائعة الاستخدام في القرنين السادس عشر والسابع عشر إذ كان يعتقد أنها قادرة على إبعاد الطاعون.

كما سيضطر علماء الكيمياء والعطارون في المشروع إلى استخدام مؤشرات يتم رصدها بواسطة الذكاء الاصطناعي في نصوص تاريخية أو رسوم قديمة، لإعادة تركيب الروائح الرئيسية التي كانت طاغية في بعض الحقب، مثل رائحة التبغ مثلا، وفي بعض المواقع، مثل نتانة المدن الناتجة عن ظهور الصناعة.

وأوضح البروفيسور ويليام توليت، اختصاصي التاريخ في جامعة أنغليا راسكن، مبديا حماسته للمشروع أن “أحد باحثينا يعمل على لوحات وسيحاول إعادة ابتكار رائحة (معركة) واترلو”.

وسيتم إرسال عينات الروائح التي يعاد ابتكارها اعتبارا من العام المقبل إلى عدة متاحف أوروبية، لتمكين الزوار من الانغماس في الماضي من خلال حاسة الشم.

ولفت توليت المؤرخ المتخصص في الروائح أن من بين الأنشطة المقبلة التعاون مع مواقع تعيد ابتكار حقب أو أحداث من التاريخ، ومتاحف سيُطلب من زوارها ربط كل رائحة من الروائح باللوحة المناسبة لها.

وتابع “ما يهم الناس هو معرفة كيف كانت الحياة في الماضي” وما هي الرائحة التي كانت تطغى على حقبة زمنية دون غيرها، مبديا رغبته في “إعطاء الناس تجربة أكثر حميمية مع الماضي” وكذلك “تشجيعهم على التفكير في الروائح المنتشرة اليوم من حولهم”.

وأشار إلى أن انعدام القدرة على الشم نتيجة الإصابة بفايروس كورونا سلّط الضوء على أهمية هذه الحاسة.

ويساهم مشروع “أودوروبا”، البالغة كلفته 2.8 مليون يورو، في طرح تساؤلات حول أهمية الروائح. وتساءل توليت “هل ينبغي اعتبار الروائح جزءا من تراثنا الثقافي؟ وإن كان ذلك صحيحا، فهل يتحتم علينا الحفاظ عليها من أجل المستقبل؟”.

وأضاف زميله البروفيسور بيتر بيل، من جامعة فريدريش ألكساندر في إرلانغن – نورمبرغ في ألمانيا، أن المشروع يقضي أيضا بتطوير “’أنف كمبيوتر’ قادر على رصد روائح وتجارب تتعلق بحاسة الشمّ في نصوص رقمية” بعدة لغات.

24