وداعا لسماعات الرأس.. إنها تجربة أغرب من الخيال

هذا ما نحلم به.. عالم نحصل فيه على الصوت الذي نريده دون أن نزعج الآخرين من حولنا.
الاثنين 2020/11/16
تقنية المستقبل

لويز ديكسون

تخيل عالما تتجول فيه وأنت تسمع موسيقاك الخاصة؛ تستمع إلى نغماتك المفضلة أو تلعب ألعاب الكمبيوتر بصوت عال أو تشاهد فيلما أو تتابع وجهتك دون إزعاج من حولك.

هذا هو بالضبط ما قدمته تقنية “ساوند بيمينغ” الصوتية المستقبلية الجديدة من شركة “نوفيتو سيستمز”، والتي تخطط لإطلاق جهاز يبث الصوت مباشرة إلى المستمع دون الحاجة إلى سماعات رأس.

وفي عرض حصري للنموذج الأولي، أضفى الجهاز إحساسا وكأن المرء يعيش أحد سيناريوهات أفلام الخيال العلمي. لنشعر بالصوت ثلاثي الأبعاد القريب لدرجة أنه يبدو وكأنه داخل أذنينا وأمامنا وفوقنا وخلفنا.

تتوقع نوفيتو أن يكون للجهاز الكثير من الاستخدامات العملية، كالسماح للعاملين في المكتب بالاستماع إلى الموسيقى أو المكالمات الجماعية دون مقاطعة الزملاء والسماح لشخص ما بلعب لعبة أو مشاهدة فيلم أو سماع الموسيقى دون إزعاج الآخرين. ويعني غياب سماعات رأس أنه من الممكن سماع الأصوات الأخرى في الغرفة بوضوح.

تستخدم التقنية وحدة استشعار ثلاثية الأبعاد وتحدد موقع الأذن وتتبعه لإرسال الصوت عبر الموجات فوق الصوتية لإنشاء جيوب صوتية من آذان المستخدم. وقالت الشركة إنه يمكن سماع الصوت في وضع الاستريو أو الوضع المكاني ثلاثي الأبعاد الذي ينتج صوتا حول المستمع.

ويشتمل العرض التوضيحي مقاطع فيديو عن الطبيعة مع بجع في بحيرة، ونحل يطن ومياه نهر تجري، ويشعر المستمع بأنه وسط المشهد.

يجد مدير الشركة التنفيذي، كريستوف رامشتاين، صعوبة في تفسير التكنولوجيا في كلمات بسيطة. وقال إن “الدماغ لا يفهم ما لا يعرفه”.

وفي عرض للشركة عبر زوم، لم تتمكن مديرة منتجات “ساوند بيمينغ”، أيانا والووتر من سماع صوت الطلقات النارية في ألعاب الفيديو. وبدت تستمتع بردود فعل الأشخاص الذين يجربون البرنامج لأول مرة.

قالت “يقول معظم الناس ‘واو، أنا لا أصدق ذلك’…أنت لا تصدق ذلك لأن الوصف يبدو وكأننا نتحدّث عن مكبّر صوت لا يستطيع أحد سماعه. إنه يبث الصوت من حولك”.

ومن خلال تغيير الإعداد، يمكن للصوت أن يتبع المستمع عند تحريك رأسه. ويمكن الابتعاد عن مسار الموجة وعدم سماع أي شيء على الإطلاق، مما يخلق تجربة سريالية.

وقالت أيانا والووتر “لست بحاجة إلى إخبار الجهاز بمكان وجودك. فإنه لا يبث نحو مكان واحد بالضبط. إنه يتبعك أينما ذهبت. لذلك، فهو لك، ويتابعك ويبث لك ما تريد داخل رأسك”.

وأضافت “هذا ما نحلم به. عالم نحصل فيه على الصوت الذي نريده. لا داعي لإزعاج الآخرين ولا ينزعج الآخرون من موسيقاك بينما بإمكانك التفاعل معهم”.

وبعد أول تجربة استماع له، سأل كريستوف رامشتاين نفسه عن أوجه الاختلاف عن الأجهزة الصوتية الأخرى. هل هذا هو نفس الشيء الذي تقدّمه سماعات الرأس؟

وأجاب “نعم، ولكن لا، لأنني أمتلك الحرية ويبدو الأمر وكأنني أتمتع بحرية فعل ما أريد القيام به ولدي هذه الأصوات في رأسي، وهو أمر يصعب شرحه لأننا لا نملك مرجعا لذلك”.

وعلى الرغم من أن مفهوم نقل الصوت ليس جديدا، إلا أن شركته كانت أول من أطلق التكنولوجيا، وسيكون جهازها أول منتج استهلاكي ذي علامة تجارية.

وقال رامشتاين إن نسخة “أصغر وأكثر جاذبية” من النموذج الأولي ستكون جاهزة للإصدار في الوقت المناسب في نهاية عام 2021. وتابع “كما تعلمون، كنت أحاول التفكير في كيفية مقارنة إشعاع الصوت بأي اختراعات أخرى في التاريخ. وأعتقد أن الشيء الوحيد الذي خطر على بالي هو المرة الأولى التي جربت فيها جهاز الآي بود… أعتقد أن التجربة ستكون مشابهة. هناك شيء لم يكن موجودا من قبل. هناك حرية في استخدامه. إنه لأمر مدهش حقا”.

12