أسلوب الفخامة والرفاه لفولكسفاغن يتجسّد في آخر موديلات فايتون

يحتدم السباق بين شركات السيارات ليس من أجل إشباع غريزة التصنيع، بل لوضع بصمتها الفارهة والفخمة على المركبات الحديثة، التي لم تحظ بالترويج الكافي، حتى يتاح لها كسب زبائن جدد. ويبدو أن فولكسفاغن تريد تجسيد تلك الفكرة عبر إخضاع أيقونتها فايتون إلى ذلك الاختبار عندما قامت بتغييرات شاملة على إصدار 2021.
بكين – يتصرف مشترو السيارات الصينيون بشكل مختلف تماما عن مستهلكي السيارات الأميركيين، ولا يزال لدى السوق الصيني حب كبير لسيارات السيدان الفاخرة الكبيرة، والتي يبدو أنها في أجزاء أخرى من العالم تموت ببطء.
ويؤكد المتابعون أن هذا هو السبب في أن شركات صناعة السيارات الكبرى تستمر في إنتاج إصدارات ذات قاعدة عجلات طويلة من الموديلات الشهيرة مثل مرسيدس-بنز إي-كلاس، وقاعدة العجلات الطويلة في سيارات أودي أي 4.
وليس بعيدا عن حلبة السباق، يخوض عملاق الصناعة الألمانية فولكسفاغن معركة في سوق سيارات السيدان الفاخرة مع فايتون، التي تلقت عملية تجميل لعام 2021 للحفاظ على قدرتها التنافسية.
وتم إطلاق فايتون للمرة الأولى في 2016 وحظيت بنجاح مذهل، لكن المبيعات عانت من المشاكل في السنوات الأخيرة، حيث تم بيع 14019 سيارة فقط في العام الماضي.
ولو كان فرديناند بيش، مؤسس فولكسفاغن على دراية بالأساطير اليونانية، لكان اختار اسما أكثر تفاؤلا من اسم “فايتون” لأول سيارة أنتجتها الشركة بصالون فاخر.
وكان الاسم، الذي أطلق على السيارة قد أثار في العام 2002 موجة من السخرية لأن أكبر شركة سيارات في أوروبا قررت إطلاقه على أول سيارة فاخرة تقوم بإنتاجها، رغم أنه يعني “الفيل الصغير”.
ودفع هذا الوضع فولكسفاغن إلى منحها عملية تجميل خفيفة كجزء من عملية شد الوجه، وقدم المصممون شارة مضيئة إلى حد ما تضيف إلى عامل اللمعان في السيارة.
وتشمل التحديثات الأخرى مصابيح ليد جديدة تعمل في النهار والتي تلتقي ببعض المصابيح الأمامية المعاد صياغتها، ويشهد المصد الأمامي إضافة بعض ملحقات الكروم، فضلا عن بعض التحديثات الخارجية لمنح فايتون “أرجلا” جديدة.
وبينما تطل المؤخرة بمصابيح جديدة، وتوقيع جديد باسم النسخة، يظهر الإصدار بملامح تميزه عن النسخة السابقة ومنها إضاءة شعار الشركة، وشريط إضاءة ليد على شبكة المبرد وتطعيمات الكروم المستلهمة من شقيقتها باسات والتعديلات التصميمية البسيطة على المئزر الأمامي.
ويتميز التصميم الداخلي للمركبة بوسائل راحة متميزة مثل ثلاجة صغيرة مثبتة بين مقعدي التدليك الخلفيين وشاشة معلومات ترفيهية مقاس 9.2 بوصة ونظام تعليق هوائي اختياري.
ولسوء الحظ، تشهد عملية شد الوجه زوال المحرك سداسي الأسطوانات بسعة لترين وثلاث لترات. وهذا يترك المالكين الجدد مع وحدة شاحن توربيني سعة لترين تنتج 221 حصانا يتم إرسال الطاقة إلى العجلات الأمامية عبر ناقل حركة دي.أس.جي بسبع سرعات.
وسيتوفر للسيارة الفاخرة الجديدة مجموعة تعليق هوائية، لمنح المزيد من الراحة للسائق أثناء القيادة، ونظرا لأن السوق مدمن على سيارات الدفع الرباعي، فمن غير المتوقع أن تطلق فولكسفاغن سيارة سيدان فاخرة كبيرة قريبا، ولكن إذا حدث ذلك، فمن المؤكد أنها ستكون كهربائية بالكامل.
ولكي تطلق فولكسفاغن البديل الحقيقي لسيارة فايتون، قد نضطر إلى الانتظار حتى نهاية العقد الحالي، عندما تولد نسخة كسيارة سيدان كهربائية بحتة.
وتحدثت الشركة الألمانية لفترة وجيزة عن هذه السيارة الكهربائية في 2017، لكن لم نسمع أي شيء عنها منذ ذلك الحين، ويبدو أن لفولكسفاغن ملفات أكبر للتعامل معها لأن سيارات السيدان لم تعد تصمد أمام مركبات الدفع الرباعي، وبالتالي، فإن هذه السيدان ليست أولوية لفريق البحث والتطوير على الأقل في الوقت الحاضر.
ويُظهر كلام الرئيس التنفيذي لفولكسفاغن هاربرت دايس حول كيفية عودة الشركة إلى المربع الأول مدى الرغبة في تطوير سيارة فايتون التالية بعد اكتشاف مدى روعة سيارة تسلا موديل أس في ذلك الوقت.
وقال حينها “لقد تقدمنا كثيرا مع فايتون، ولكن أصبح من الواضح أن هذه لم تكن قفزة كافية إلى الأمام. يجب أن تكون سيارة السيدان الكبيرة الحديثة قادرة على المنافسة ولديها ميزة مثلما هو الحال مع تسلا، التي تحدد المعيار وتهيمن على القطاع في العديد من المجالات. الآن علينا أن نأخذ تسلا على محمل الجد، وهذا بالطبع ما نفعله باستراتيجيتنا الكهربائية”.