التعايش مع "فايروس كوفيد المستمر" يؤرّق المتعافين منه

مرضى كورونا يعانون من أعراض منهكة بعد أشهر من الإصابة بالوباء.
الخميس 2020/10/22
ضحايا الوباء بحاجة إلى المزيد من الدعم

الآثار الصحية والنفسية المستمرة لفايروس كورونا على بعض الناس يمكن أن تشكل عبئاً كبيراً على هيئة الخدمات الصحية لمعظم الدول وتؤثر على نمط حياة الكثيرين، ولذلك فهم بحاجة إلى المزيد من الدعم كما يحتاج موظفو الرعاية الصحية إلى معلومات أفضل حول الحالات المماثلة.

لندن – قالت جامعة أكسفورد البريطانية إن النتائج الأولية لدراسة عن التأثير طويل الأمد لكوفيد – 19 وجدت أن عددا كبيرا من المرضى الذين خرجوا من المستشفيات لا يزالون يعانون من أعراض ضيق التنفس والتعب والقلق والاكتئاب بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الإصابة بالفايروس.

وأضافت الجامعة في بيان نشرته، الاثنين، أن العلماء اكتشفوا أيضا تأثيرات تصيب أعضاء متعددة في الجسم ويعتقدون أن الالتهاب المستمر ربما يصاحب المتعافين من كوفيد – 19.

وذكر تقرير للمعهد الوطني البريطاني للبحوث الصحية نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” أنه قد يكون هناك تأثير نفسي كبير على الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد – 19 طويلة الأمد.

ولذلك فهم بحاجة إلى المزيد من الدعم. كما أن موظفي الرعاية الصحية يحتاجون إلى معلومات أفضل حول الحالات المماثلة.

تجارب مُغيّرة للحياة

تمّ إخبار معظم الأشخاص أنهم سيتعافون من عدوى فايروس كورونا الخفيفة في غضون أسبوعين ومن العدوى الأكثر خطورة في غضون ثلاثة أسابيع.

لكن التقرير يقول إن الآلاف قد يتعايشون مع “كوفيد المستمر”.

ومع ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا في جميع أنحاء المملكة المتحدة، فمن المرجح أيضاً أن يزداد هذا العدد في الأشهر المقبلة.

واستناداً إلى مقابلات مع 14 عضواً من مجموعة دعم للذين يعانون من أعراض كوفيد طويل الأمد على فيسبوك وأحدث الأبحاث المنشورة، كشفت الدراسة الجديدة أعراضاً متكررة تؤثر على كل شيء بدءاً من التنفس والدماغ والقلب ونظام القلب والأوعية الدموية إلى الكلى والأمعاء والكبد والجلد.

دراسة: الآلاف قد يتعايشون مع "كوفيد المستمر"
دراسة: الآلاف قد يتعايشون مع "كوفيد المستمر"

وبقي بعض المصابين في المستشفى لفترة طويلة بسبب إصابتهم بمرض كورونا الحاد، لكنّ آخرين ممن أصيبوا بعدوى خفيفة، لم يتم اختبارهم أو تشخيصهم.

ووفقا للدراسة فإن التوصل إلى “تشخيص عملي لـ”كوفيد – 19 المستمر” من شأنه أن يساعد الناس في الوصول إلى الدعم.

ويقول التقرير”لقد أصبح من الواضح أن عدوى كوفيد – 19 بالنسبة لبعض الأشخاص مرض طويل الأمد”.

وأضاف “بالنسبة للبعض، ذلك مرتبط بإعادة تأهيلهم بعد دخول المستشفى، لكن آخرين أبلغوا عن تجارب غيّرت حياتهم بعد معانتهم من عدوى عولجوا منها في المنزل، وأصبحت الأعراض أكثر حدة مع مرور الوقت”.

وقالت معدة التقرير الدكتورة إيلين ماكسويل، إنها افترضت أن أولئك الذين عانوا من أعراض حادة من كوفيد – 19 سيتأثرون أكثر وأنّ الأشخاص الذين تعرضوا لآثار أقل هم أيضاً معرضون لآثار أقل ولكن على المدى الطويل.

التعايش مع كوفيد

لكن الدراسة كشفت عكس ذلك. وقالت الدكتورة ماكسويل “نحن نعلم الآن أنّ هناك أشخاصاً ليس لديهم سجل إصابة بكوفيد يعانون أكثر من شخص تمّ وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي لعدة أسابيع”.

وهذه الآثار المنهكة على بعض الناس يمكن أن تشكل “عبئاً كبيراً على هيئة الخدمات الصحية الوطنية”.

ويدعو التقرير إلى تقديم الدعم في المجتمع بالإضافة إلى عيادات المستشفى الشاملة التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً للذين يعانون من أعراض كوفيد طويلة الأمد.

ويضيف أنه من المحتمل أن يكون لكوفيد المستمر، تأثير غير متناسب على مجموعات معينة، مثل السود أو الآسيويين وكذلك أولئك الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية أو صعوبات التعلم.

وأضافت الدكتورة ماكسويل “هدفنا هو أن تستخدم خدمات الرعاية الصحية هذه المراجعة لفهم أفضل للتجارب التي يمكن للمرضى أن يتعاملوا معها، وتزويدهم بإمكانية الوصول إلى العلاج والرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه”.

17