عراقي يرسم البورتريهات بالبراغي والخيوط

كربلاء (العراق) – يمسك الفنان العراقي سعيد هويدي الخيط بإحكام بين أصابعه، ويشد الخيط الأسود بعناية بين البراغي (المسامير) التي دقها في لوح خشبي.
يستغرق هذا الأسلوب، المسمى فن الخيوط أو “الفيلوغرافيا”، وقتا طويلا ويتطلب تركيزا شديدا، خاصة عند رسم الصور الشخصية (البورتريهات) التي يحبها هويدي.
يقول، وهو يقف أمام صورتين للاعبي كرة القدم العراقي أحمد الراضي، الذي توفي مؤخرا بعد إصابته بفايروس كورونا، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، إنه بدأ في ممارسة فن الخيوط منذ نحو عامين، لكنه فشل في ما يصل إلى مئة قطعة قبل أن ينجح في رسم أول صورة باستخدام البراغي والخيوط فقط.
وقال “بدأت أرسم الصورة الشخصية بالخيط والمسمار، وتقدمت في هذا الفن بعد أن وصلت إلى رسم أكثر من 100 لوحة وفشلت فيها.. وصلت الآن إلى إتقان هذا الفن الذي يعتبر نادرا في العالم لوجود فنانين قليلين جدا، أما على مستوى العراق فلا وجود لهم”.
يُعتقد أن هذا الفن ظهر إلى الوجود لأول مرة في نهاية القرن التاسع عشر وكان الهدف منه مساعدة الأطفال على فهم الرياضيات. وقال هويدي إن هذا الفن استخدمه السجناء في ما بعد لتمضية الوقت خلف الأسوار.
وقال هويدي المولود عام 1994، إنه على الرغم من أن فن الرسم بالخيوط أصبح مصدر دخل بالنسبة له، إلا أنه لا يزال من الصعب بيع القطع الفنية بسعر جيد في العراق.
وأوضح “أقوم برسم الصورة الشخصية بالخيط والمسمار الذي أعتمده اليوم في كسب رزقي، وعندي كثير من اللوحات للعرض والبيع… قبل هذا الفن كنت أمارس رسم الصور الشخصية، أما الفيلوغرافيا فهو فن معقد وصعب جدا يحتاج تركيزا ودقة عاليَين”.
ويستغرق صنع القطعة الواحدة ما بين 10 أيام و15 يوما من بدء العمل حتى نهايته.
ويحلم هويدي الآن بالبدء في صنع قطع فنية أكبر حجما والحصول على الاعتراف في العراق وخارجه.