انتحار ممثل هندي يفتح بابا لمطاردة الساحرات

نيودلهي - رغم انشغال الهند بمكافحة تفشي فايروس كورونا المستجد، وبأزمة اقتصادها، وبطبول الحرب التي تقرع على حدودها مع الصين، انصبّ اهتمام محطات التلفزيون الهندية منذ أشهر على الدور المنسوب إلى ممثلة بوليوودية شابة في انتحار أحد وجوه الفن السابع الهندي.
وشنّت وسائل الإعلام الهندية حملة على الممثلة ريا شاكرابورتي واتهمتها بأنها لجأت إلى حشيشة القنب وإلى السحر الأسود لدفع حبيبها السابق الممثل شوشانت سينغ راجبوت إلى الانتحار.
وإذ رأى البعض في هذه الزوبعة الإعلامية نوعا من “مطاردة ساحرات” نابعة من كره النساء، لم يراع القائمون بها أي أخلاقيات، إذ لجأوا مثلا إلى محاكاة حيّة للطريقة التي قالوا إنه قُتل بها، أو إلى نشر صور له على الشاشة مبتسما، سعيا إلى إثبات كونه لا يعاني الاكتئاب.
وأيدت عائلة راجبوت هذه الفرضية، إذ شككت بدورها في صحة تقارير أفادت بأن الممثل كان يعاني الاكتئاب، واتهمت شاكرابورتي بأنها سرقت أمواله ودأبت على مضايقته، وهو ما تنفيه الممثلة.
وأوقفت شاكرابورتي الثلاثاء للاشتباه بشرائها مخدرات لحبيبها السابق الذي تحقق الشرطة الجنائية في انتحاره منذ أغسطس الماضي.
وقالت الخبيرة في الإعلام جيتا سيشو “في كل مرة نعتقد فيها أن الأخبار التلفزيونية لا يمكن أن تنحدر إلى أدنى من هذا الدرك، تجد المحطات التلفزيونية طريقة لتفعل”.
وأضافت “من السهل عليها أن تطرح نفسها بديلا من العدالة مدعية أن بعض الجهات الحكومية لا تمارس عملها، ولكن بكل بساطة هذا غير صحيح، فتحقيقاتها لا تتعلق بالأمور الجدية”.ودرجت المحطات التلفزيونية الهندية على التصرف على طريقة الصحف الشعبية، بلا رادع ولا وازع، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بجرائم في أوساط المشاهير.
وغالبا ما يطارد الصحافيون أقرباء الضحية سعيا إلى تحديد المذنبين حتى قبل أن تنظر المحاكم في الملف.
ولم تشذّ تغطية انتحار راجبوت عن هذه القاعدة، ولكنها هذه المرة تأتي في مرحلة يسود فيها قلق في الهند على مستقبلها. ففيما كانت محطات التلفزيون تشيد بتوقيف شاكرابورتي، كانت الهند تتقدم إلى المركز الثاني بين دول العالم في ما يتعلق بعدد الإصابات بكورونا.