الجمهوريون يخيرون الأميركيين: إما ترامب أو الفوضى

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب معركة صعبة أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن، الذي يستغل عدم الرضا عن طريقة تعاطي الرئيس مع أزمة الوباء والاضطرابات الناجمة عن اللامساواة العرقية والقلق من الأضرار الاقتصادية طويلة الأمد لتدابير الإغلاق الرامية لاحتواء كوفيد – 19، لكسب تأييد شعبي واسع، فيما التجأ الحزب الجمهوري إلى خطاب التخويف، حيث رسم نائب الرئيس مايك بنس صورة قاتمة لانتخابات “يكون فيها القانون والنظام على المحك”. ورأى أن الأميركيين “لن ينعموا بالأمن” إذا انتخب بايدن رئيسا.
واشنطن – خير الجمهوريون في الليلة الثالثة من مؤتمرهم الأميركيين بين انتخاب الرئيس دونالد ترامب لفترة جديدة في اقتراع الثالث من نوفمبر المقبل وبين مواجهة الفوضى إذا ما وقع اختيارهم على منافسه الديمقراطي جو بايدن نائب الرئيس السابق.
وبعث المتحدثون برسالة قوية تتعلق بالقانون والنظام، مصورين ترامب على أنه داعم لإنفاذ القانون وسط احتجاجات على إطلاق الشرطة النار على الأميركي الأسود جاكوب بليك في ولاية ويسكونسن.
ويعول ترامب الذي يتعثر في استطلاعات الرأي قبل أسابيع من الانتخابات الأميركية، على نائب الرئيس لحشد تأييد اليمين الديني كما حدث في 2016. ولا يزال دعم الإنجيليين البيض لترامب قويا في الوقت الحالي.
ويدرك بنس (61 عاما) المتحفظ الذي يكن احتراما كبيرا، يعتبره معارضوه تملقا، للرئيس أنه يراهن بالكثير لانتخابات الثالث من نوفمبر المقبل، وربما بعد ذلك، إذا أعيد انتخاب ترامب في 2024 إذ يمكنه أن يترشح للمنصب بنفسه. واعتبر مايك بنس أن انتخاب ترامب لولاية جديدة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على القانون والنظام والنجاعة الاقتصادية، محذرا من أن بايدن لا يعدو كونه مجرد واجهة لليسار المتشدد.
وقال بنس في خطاب توج الليلة الثالثة للمؤتمر “الحقيقة الصعبة هي أنك لن تكون بأمان في أميركا جو بايدن”. وانضم ترامب إلى بنس على المنصة بعد الخطاب ترافقه السيدة الأولى ميلانيا حيث هتف الحشد “أربع سنوات أخرى”.
وأضحت المظاهرات الاحتجاجية موضوعا استقطابيا قبيل الانتخابات الرئاسية، وقال مايك بنس نائب الرئيس وجمهوريون آخرون في مؤتمرهم العام الأربعاء، إنها تمثل خيارا بين “القانون والنظام” وبين الفوضى. وأطلقت الشرطة في كينوشا بولاية ويسكونسن النار على بليك (29 عاما) عدة مرات في ظهره من مسافة قريبة الأحد، مما أشعل مجددا الاحتجاجات ضد العنصرية ووحشية الشرطة التي اندلعت في جميع أنحاء الولايات المتحدة في وقت سابق من العام.
ترامب الذي يتعثر في استطلاعات الرأي قبل أسابيع من الانتخابات، يعول على نائب الرئيس لحشد تأييد اليمين الديني كما حدث في 2016
وخلال ليلة ثالثة من الاضطرابات الثلاثاء، تعرض ثلاثة أشخاص لإطلاق نار وقتل منهم اثنان. وتم القبض على مراهق بتهمة القتل. وقال نائب حاكم الولاية إنه على ما يبدو عضو في ميليشيا سعى لقتل المتظاهرين الأبرياء.
وقال بنس في خطابه “ليكن واضحا: يجب أن يتوقف العنف، سواء في مينيابوليس أو بورتلاند أو كينوشا. لقد مات الكثير من الأبطال وهم يدافعون عن حريتنا لنرى (نحن الآن) الأميركيين يضربون بعضهم بعضا.
سننفذ القانون والنظام في شوارع هذا البلد لكل أميركي من كل عرق وعقيدة ولون”.
وقال بايدن في وقت سابق إنه تحدث مع عائلة بليك ودعا هو والأسرة إلى إنهاء العنف. ولكن على عكس ترامب الذي لم يعلق بعد علنا على إطلاق الشرطة النار، دعا بايدن إلى العدالة ودافع عن الحق في الاحتجاج.
وقال بايدن في مقطع مصور نشرته حملته “الاحتجاج على الوحشية حق وضروري للغاية، لكن حرق المجتمعات ليس احتجاجا. إنه عنف لا داعي له”.
وكان ترامب قال الأربعاء إنه سيرسل سلطات إنفاذ القانون الاتحادية إلى كينوشا بالاتفاق مع حاكم الولاية، بينما قالت وزارة العدل إن تحقيقا اتحاديا بشأن الحقوق المدنية فُتح في إطلاق النار.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم بايدن في ولايات متأرجحة على غرار بنسلفانيا، التي كثيرا ما تكون حاسمة في سباق الانتخابات الرئاسية، كما يمكن أن يفوز في ولايات جمهورية مثل تكساس.
وترامب ليس فقط أحد الرؤساء الأقل شعبية في التاريخ الأميركي، إذ لم تتجاوز نسبة تأييده 50 في المئة، بل إنه يتولى الرئاسة في ظل ثلاث أزمات متزامنة.
وتكفي أزمة واحدة لتهديد طموح أي رئيس في إعادة انتخابه، فكيف بوباء وهبوط اقتصادي وتوترات عرقية في كامل البلاد؟ في المقابل، يرى الديمقراطيون أن الضعف بدأ يظهر على ترامب. وعلاوة على توقعهم فوز جو بايدن، يزداد حديثهم عن ثقتهم ليس فقط بالحفاظ على الغالبية بمجلس النواب، بل على نيل الغالبية في مجلس الشيوخ لإقرار إصلاحات اجتماعية واقتصادية عميقة.
وتقوم هذه التوقعات على استحالة أن يحلّ ترامب الأزمات الثلاث مع اقتراب الاقتراع الرئاسي.
ووصف الديمقراطيون تركيز ترامب على القانون والنظام على أنه مسعى لصرف الانتباه عما يقولون إنه سوء تعامل الرئيس مع جائحة فايروس كورونا، التي أودت بحياة أكثر من 178 ألف أميركي وأفقدت الملايين من الأشخاص وظائفهم.
وتحدث بنس عند نصب فورت مكهنري التذكاري الوطني في بالتيمور بولاية ماريلاند.
وسعى بنس إلى إعادة تشكيل الرؤية المتعلقة بالاقتصاد متجاهلا إلى حد بعيد الملايين من الوظائف المفقودة بسبب الجائحة. وعلى الرغم من تأخره عن بايدن في استطلاعات الرأي، يحصل ترامب على تقييم أعلى من منافسه الديمقراطي في ما يتعلق بالشؤون الاقتصادية.
وقال بنس “الأسبوع الماضي قال جو بايدن ‘لا توجد معجزة قادمة…’ ما لا يفهمه جو على ما يبدو هو أن أميركا دولة المعجزات ونحن على الطريق الصحيح للحصول على أول لقاح آمن وفعال لفايروس كورونا بحلول نهاية هذا العام”.
وأضاف “الرئيس ترامب وضع أمتنا على طريق الحرية والفرص منذ اليوم الأول لهذه الإدارة. لكن جو بايدن سيضع أميركا على طريق الاشتراكية والانحدار”.
وكلف ترامب نائبه بنس بالمسؤولية عن تعامل إدارته مع الجائحة في أيام الوباء الأولى، غير أنه سرعان ما بات واجهة البيت الأبيض في التعامل معها وتعرض لانتقادات لتقليله من خطر الفايروس. واتهم الديمقراطيون ومنتقدون آخرون الجمهوريين بمحو الخطوط الفاصلة بين السياسات الحكومية والحزبية بشكل غير لائق خلال المؤتمر.
وكان بنس حاكما لولاية إنديانا وعضوا في الكونغرس. وهو مسيحي محافظ عمل حلقة وصل رئيسية بين ترامب والناخبين الإنجيليين فضلا عن كونه جزءا مؤثرا من القاعدة السياسية للجمهوريين.
وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي الأسبوع الماضي، حذر بايدن ونائبته في بطاقة الترشح، السناتور كامالا هاريس، الأميركيين من منح ترامب أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.