إقبال نهم على المطاعم بعد كسر الإغلاق في الجزائر

على الرغم من صرامة أصحاب المطاعم مع زبائنهم حرصا على تطبيق التدابير الوقائية لتفادي انتشار كورونا، فإن الجزائريين يقبلون بأعداد كبيرة على هذه الفضاءات التي سُمح لها مؤخرا بفتح أبوابها بعد إغلاق دام خمسة أشهر.
الجزائر – عاد مطعم “سينياتور” الراقي في الجزائر العاصمة، بعد خمسة أشهر من الإغلاق القسري بسبب كورونا، لاستقبال زبائنه، لكن مع اتخاذ تدابير وقائية صارمة لتفادي الإغلاق من جديد.
وقالت ندى بلعزوز، مالكة ومديرة المطعم الواقع في حي حيدرة الراقي في أعالي “المدينة البيضاء”، “لم أتوقع استقبال هذا العدد الكبير من الزبائن. أعتقد أن الناس سئموا” الحجر الصحي الذي فُرض منذ مارس الماضي “وفجأة صاروا يخرجون كثيرا”.
وأضافت “لكن بالطبع، ما زلت أركز كثيرا على احترام الإجراءات الصحية، فهذا أمر مهم جدا”.
وسمح بإعادة فتح المقاهي والمطاعم والشواطئ والحدائق وغيرها من أماكن التنزه، وكذلك المساجد الكبيرة في 15 أغسطس الحالي في الجزائر، وهي واحدة من الدول الأفريقية الأكثر تضررا جراء الوباء في ظل رقابة صارمة من السلطات.
وعند مدخل سينياتور، وهو مطعم شهير بين عشاق الطبخ العالمي، توجد ملصقات تذكّر بتعليمات السلامة، مع توزيع محلول كحولي للتعقيم. كما أن وضع الكمامات إلزامي عند مغادرة الطاولة إلى دورات المياه مثلا، من دون إغفال ضرورة احترام مسافة الأمان.
وأكدت بلعزوز أنه “من وقت لآخر، لا يتفهم الناس هذه الإجراءات ولكن عليّ تذكيرهم بها. أفضّل بكل بساطة التجادل (مع زبون) على غلق مطعمي”، لافتة إلى أنها مضطرة للقيام “بعمل الشرطي” بالإضافة إلى ضمان الخدمة في مطعمها.
وفي هذا المطعم لا يمكن للزبون الدخول إلا إذا سُمح له بذلك. ممنوع الانتظار داخل المطعم. كما يتعيّن عليه مسح القدمين على بساط مطهّر وغسل اليدين بمحلول كحولي قبل اصطحابه إلى طاولته.
وأقر محمد أمين، وهو طبيب مختص في أمراض الرئة، بأنه لا يدرك هل الوقت الحالي مناسب للخروج من الحجر، في ظل التضارب بين الرغبة في الخروج والخوف من ازدياد الإصابات مجددا بالفايروس.
وتابع “لكن كمواطن جزائري عادي بعد خمسة أشهر من الحجر، كان يجب أن نخرج قليلا. كان الناس على وشك الانفجار في المنازل”.
ومن بين وصفات الطبخ العالمي، يمكن لهذا الطبيب الاستمتاع بطبق آسيوي أو هندي أو لبناني أو حتى مشويات برازيلية قبل تناول الشاي أو القهوة بالحلويات الشهية.
وتُزيّن الجدران كتابات بالخط العربي، أحدها على شكل خارطة العالم، وأخرى عبارة عن جمل بسيطة، مثل “الحب يفهم كل اللغات”. وفي القاعة الكبرى ذات الديكور العصري والأنيق، يجلس أيضا عبدالحميد وهو طبيب أسنان يبدو سعيدا لتمكنه من الخروج هذا المساء، قائلا “رفع الحجر الصحي شيء جيد. يمكن للناس الاسترخاء والخروج واللعب”.
ولكن إذا كانت بعض المطاعم والمقاهي تمكنت من العودة للعمل، فإن البعض الآخر لم يحالفه الحظ، واضطر إلى التوقف عن العمل نهائيا، بعد خمسة أشهر من الإغلاق مع الاستمرار في دفع الإيجار. وحتى إن كان من السابق لأوانه تحديد الخسائر المالية لقطاع المطاعم، فمن المؤكد أن عمالا كثيرين في القطاع فقدوا وظائفهم.