مستوطنون خائفون في الضفة الغربية

حالة من القلق يعيشها مستوطنو الضفة الغربية حيث يعتبرون أن تشكيل دولة فلسطينية قد يحول البؤرة الاستيطانية إلى جيب إسرائيلي بعيد عن وسط إسرائيل.
الاثنين 2020/06/29
تفاصيل غامضة

الضفة الغربية (فلسطين)- يعيش 450 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية حالة قلق وتخوف قبيل بدء إسرائيل في الأول من يوليو في تطبيق خطة الضم.

وتتباين آراء الكثير من المستوطنين من الخطة الإسرائيلية المدعومة أميركيا لضم مستوطنات الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن، خاصة بشأن ما قد يتغير في حياتهم بعد البدء في الخطة.

ويقيم يعقوب سيلا (33 عاما) على قمة تلة أطلق عليها اسم جفعات أرنون، حيث تعيش نحو 27 عائلة يهودية إسرائيلية من العلمانيين والمتدينين، المتطرفين والمعتدلين، في بؤرة استيطانية عشوائية في شمال الضفة الغربية تحيط ببيوتهم بساتين صغيرة وكروم العنب.

وترك سيلا عائلته اليهودية المتشددة في القدس في سن 17 عاما وانضم إلى مؤسسة تعليمية “فتيان التلال” (مجموعة من اليهود المتطرفين الذين يقيمون في بؤر استيطانية عشوائية).

وقال سيلا الذي يدير استشارات إعلامية من المنزل، إن “قدره البناء على هذه الأرض والاستقرار فيها”. وأضاف “نحن على يقين أن وجودنا هنا يحمي جميع سكان إسرائيل”.

وأضاف “بالنسبة إلينا، كل شيء لنا” في المكان الذي يعتبره العديد من اليهود “توراتيا”. وقال إنه شعر بفرح كبير في يناير عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته للسلام الإسرائيلي الفلسطيني التي أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن.

لكن سيلا قلق بعض الشيء اليوم، بقوله “مع مرور الوقت ما زالت التفاصيل غامضة”. وقال “نحن نشهد تراجعا تدريجيا في ما وُعدنا به”. واعتبر أن تشكيل دولة فلسطينية قد يحوّل البؤرة الاستيطانية إلى جيب إسرائيلي بعيد عن وسط إسرائيل، قائلا “لا يمكننا قبول الاعتراف” بدولة فلسطينية.

أما تسفي سوكوت (29 عاما) الذي يقيم في مستوطنة يتسهار الدينية المتطرفة الواقعة على تلة في شمال الضفة الغربية إلى الجنوب من مدينة نابلس، فقد اعتبر أن الوجود الإسرائيلي في المنطقة منصوص عليه في التوراة ويتجاوز السياسة المؤقتة.

ويتحدر الرجل الذي اعتمر قلنسوة محبوكة، من عائلة متدينة متشددة تسكن مستوطنة في الضفة الغربية قريبة من مدينة القدس. وقد انتقل منها إلى يتسهار. وأضاف “نحن هنا بسبب الكتاب المقدس، لأننا نعتقد أن الله أعطانا هذه الأرض ونريد أن يكون هذا المكان ملكا لليهود”.

450 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية
450 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية

ويرتبط اسم يتسهار بمواجهات مع السكان الفلسطينيين في مدينة نابلس المجاورة، ولكن أيضا بمواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية أحيانا. وقال سوكوت “إنهم لا يريدوننا أن نكون هنا ونحن لا نريدهم أن يكونوا هنا، ولكن في الوقت نفسه كلنا هنا”.

وذكر سوكوت أنه يؤيد خطة الضم، وأنه ضد إنشاء دولة فلسطينية، قائلا “إن حديث ترامب عن الضم كان مؤثرا للغاية، لكن دولة فلسطينية في أرض إسرائيل شيء لا يمكننا قبوله تحت أي ظرف من الظروف”. وأضاف “لن نقبل بأن تكون الدولة الفلسطينية عند سياجنا حيث طريق ابنتي لمدرستها”، ثم استدرك قائلا “لا أعتقد أن هناك شخصًا واحدًا في العالم يعتقد أنه ستكون هناك دولة فلسطينية هنا في غضون يومين أو  عامين”.

أما شميل أطلس (51 عاما) المقيم في مستوطنة إفرات بالقرب من مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية والتي أنشئت بموافقة الحكومة، حيث يسكن حوالى 11000 من اليهود العلمانيين والمتدينين، فيقول إنه اشترى منزلاً من أربع غرف نوم في إفرات بسعر شقة استوديو في المدينة. وقال “زوجتي وأنا نعمل في القدس، وكنا نبحث عن مكان قريب من المدينة، وهذا ما دفعنا للانتقال هنا”.

وتحدث أطلس عن القانون العسكري الذي يقع تحته سكان المستوطنات، “كمواطن إسرائيلي، لديّ حقوق أقلّ في مجال البناء. منزلي غير مسجل في السجل العقاري، وأنا مرتبط بالجيش وقوانين تعود الى العام 1967. إذا أردت بناء شرفة، الإدارة المدنية للجيش هي المخولة بالموافقة أم لا”.

وتابع “نعيش هنا في حسن جوار مع الفلسطينيين، وأرغب في أن يحصل هذا التعايش  في أماكن أخرى”. وعلى العكس تماما، فإن كارين سويسا (53 عاما)، المقيمة بمستوطنة كفار أدوميم بين القدس والخليل وهي فرنسية المولد فتقول “جئت إلى هنا من أجل تربية أطفالي في الطبيعة والاستفادة من نوعية حياة”. وأضافت “لن تتغير الحياة هنا في حال ضمّ المستوطنات، لأن السكان من لون واحد. لا يوجد سكان عرب، فقط بعض العشائر البدوية”.

وعبّرت عن ارتياحها “لتطبيع وضعنا، لأننا نعيش هنا في يهودا والسامرة (الاسم اليهودي للضفة الغربية)، إنه مكان تاريخنا وهذا شيء جيد بحد ذاته، لكنه لن يساهم في تهدئة التوتر، ولا أرى كيف يمكن للضم أن يساعد على تقدم السلام”.

وقالت “أخشى أن نكون على عتبة سنوات جديدة من النزاع والدماء”، مضيفة “ترامب يريد ربما أن يفرض أشياء غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين، سيقولون لا، ويمكن لإسرائيل أن تأخذ كل شيء، إلى أين سيذهب الفلسطينيون؟ لن نلقي بهم في البحر. الوضع مأساوي بالنسبة إلى الطرفين”.

7