الإمارات تواجه وباء كورونا بابتكارات مستحدثة

دفع تفشي وباء كورونا مهندسين وفنيين في الإمارات إلى ابتكار أجهزة متنوعة وغير تقليدية مثل الخوذة الذكية والكبسولات الطبية لنقل المصابين وبوابات التعقيم لحماية الممرضين والأطباء والمصابين أيضا وفق قاعدة الحاجة أم الاختراع.
دبي - تواجه الإمارات جائحة كورونا بابتكارات غير تقليدية، وصفت بأنها “خارج الصندوق”، للوقاية من الفايروس وحماية أطقم الإسعاف والأطقم الطبية والمتعاملين مع المرضى من العدوى والحد من انتشارها.
العاملون في الصفوف الأمامية، أو ما يطلق عليهم في الإمارات “خط الدفاع الأول”، يعتمدون على خوذة ذكية تحدد المصابين بأعراض كورونا، وينقلون المصابين بـ”كبسولات”، ويجرون الفحوص الطبية داخل مختبرات طبية متنقلة، ويعقمون المارة ببوابات تعقيم ذاتي.
وأفكار بعض هذه الابتكارات، قدمها مهندسون وفنيون في الإمارات، بعد أن فرضتها أزمة الجائحة، وفقا لقاعدة “الحاجة أم الاختراع”.
وتأتي “الخوذة الذكية” في مقدمة هذه الابتكارات، وهي خوذة تكشف الحالات المشتبه في إصاباتها بالفايروس، إذ بمجرد نظر مرتدي الخوذة نحو الشخص، تقيس الخوذة درجة حرارته، وترسل رسالة إلى الهاتف المتحرك لمرتديها توضح له ما إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة أو طبيعية، وبالتالي يمكنه تحديد الشخص المشتبه في إصابته بالفايروس إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة.
والخوذة يرتديها المسعفون ورجال الشرطة خلال تعاملهم اليومي مع الأشخاص في مركبات الإسعاف أو وسائل المواصلات العامة، بما يمكنهم من الكشف عن الحالات المشتبه في إصاباتها بالفايروس.
أفكار هذه الابتكارات قدمها مهندسون وفنيون في الإمارات لحماية الأطباء والمصابين على حد السواء
كما يرتديها رجال الأمن في الأسواق والمراكز التجارية، لتحديد الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالمرض على أبواب تلك المراكز.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف خليفة بن دراي، إن الخوذة الذكية ترفع مستوى الوقاية بين المسعفين وتزيد من مستوى سلامتهم، خصوصا وأنهم الخط الأول في التعامل مع حالات الإصابة بالفايروس المستجد.
وذكر أن المسعفين يرتدون هذه الخوذة خلال وجودهم في مناطق التجمعات، وعند تحديد الشخص المشتبه في إصابته بالفايروس، يتم على الفور التعامل معه بحذر، ويتم اتخاذ إجراءات الإسعاف اللازمة لعزله ونقله للمستشفى، ما يقلل من فرص نقله العدوى لمن حوله.
وفي مؤسسة إسعاف دبي، يستعين المسعفون بـ”كبسولة طبية”، وهي كبسولة أشبه بغرفة العزل المتنقلة لنقل المصابين بكورونا أو الحالات المشتبه بها إلى المستشفيات.
والكبسولة عبارة عن سرير متنقل، محكم الغلق لمنع انتقال العدوى إلى المسعفين أثناء نقل المصاب إلى المستشفى، وتحوي نوافذ صغيرة للتهوية، ويمكن للأطباء أو المسعفين التعامل مع المريض من خلالها بمده بأنابيب الأكسجين وأسلاك جهاز تخطيط القلب، ما يوفر رعاية طبية متكاملة للمصاب أثناء نقله للمستشفى دون حاجة المسعفين إلى التعامل المباشر معه.
ويؤكد خليفة بن دراي أن هذه الكبسولة هي الأولى على مستوى المنطقة، واستعانت بها دبي لحماية الأشخاص الذين يتواصلون مع المرضى، من الإصابة بالعدوى.
ورغم أن المسعفين والأطباء يرتدون الملابس الواقية إلى جانب القفازات والنظارات التي تحمي من الفايروس، ابتكرت الإمارات بوابات تعقيم، تم وضعها على أبواب المناطق الحيوية التي تشهد إقبالا كبيرا من مختلف فئات المجتمع.
تصميم هذه البوابات وضعه مهندسون محليون، وأسندوا التنفيذ لإحدى الشركات المتخصصة في صناعة معدات مكافحة الحريق، وهي شركة تصنع “رشاشات” آلية لإطفاء الحرائق، وبدلا من أن ترش المياه ترش المواد المعقمة عبر البوابات الجديدة.
ومن الابتكارات اللافتة لمواجهة وباء كورونا في الإمارات أيضا، غرف الفحص المتنقلة، وهي غرف تفصل بين المسؤول الصحي وبين الشخص المشتبه في إصابته بالفايروس، ما يحد من انتقال العدوى بين الكوادر الطبية.
وتم تصميم هذه الغرف بحيث تكون مختبرات طبية متنقلة، وهي تضم جدارا شفافا يعزل بين الفاحص والمفحوص، ويتم التعامل عبر قفازات مثبتة في هذا الجدار. وتشتمل الغرفة على تقنيات ذكية وأجهزة متطورة مثل جهاز التعقيم الذاتي لحماية المتعاملين، بالإضافة إلى كاميرا حرارية لرصد درجة الحرارة وجهاز قارئ لمعلومات الهوية الإماراتية.
ويدخل الشخص المشتبه في إصابته بالفايروس للغرفة فيتم تعقيمه آليا، ثم يضع بطاقة الهوية في جهاز القراءة الإلكتروني لتسجيل بياناته آليا دون أن يمس الفاحص البطاقة منعا لنقل العدوى، ثم تعمل الكاميرات الحرارية على فحص درجة الحرارة، ويبدأ الفاحص بأخذ المسحة من خلال القفازات المثبتة في الجدار العازل، ما يضمن حمايته من العدوى.
ولم تكتف الإمارات بهذه الابتكارات للتصدي لجائحة كورونا، بل سخرت أجهزة الـ”سكوتر”، لتصل إلى الحالات المشتبه في إصابتها بالفايروس داخل مراكز التسوق وفي الشوارع الضيقة وفي المناطق السياحية.
وشهدت المناطق السياحية في دبي إقامة محطات طبية تضم عدة أجهزة “سكوتر” كهربائية، ويتولى المسعفون قيادة هذا الجهاز والتجول به في الأسواق المفتوحة والمغلقة وفي حال الاشتباه في أي شخص تظهر عليه أعراض المرض، يتوجه له المسعف لقياس درجة حرارته وفحصه، وإذا ما زاد الاشتباه في حمله الفايروس، يتم استدعاء دراجة رباعية الإطارات، كتلك التي تستخدم في رحلات السفاري بالصحراء، وهي دراجات معدلة تم تحويلها إلى مركبات إسعاف مصغرة، لتتولى نقل الشخص إلى سيارة الإسعاف لتنقله بدورها إلى المستشفى أو مراكز العزل.
وأطلقت الإمارات أطول مركبة فحص في العالم، لإجراء الفحوص الطبية للكشف عن حالات كورونا.
ويبلغ طول المركبة 19 مترا، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لعدد الأشخاص الذين يمكن أن يجروا الفحص في نفس الوقت 12 شخصا، ويمكن رفع العدد عند الحاجة، ما يسهم في إجراء عدد كبير من الفحوص في زمن قياسي.
وتم تصميم السيارة لتكون مستشفى متنقلا، وتم تزويدها بأجهزة فحص وأشعة للتعامل مع الأشخاص المراد فحصهم، في مواقع التجمعات، مثل مناطق السكن الجماعي لعمال الإنشاءات.
ومن المشروعات التي فرضها وباء كورونا، مشروع الصيدليات المتخصصة في مستلزمات الوقاية من الفايروس والأدوية المقوية للمناعة والفيتامينات التي تساعد في حماية الجسم من مضاعفات كورونا.