المساجد تفتح أروقتها للابتهال في صلاة جماعية تنهي حجر كورونا

المصلون في الدول العربية يتوافدون إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة بعد السماح بحركة المصلين سيرا على الأقدام مع احترام الإجراءات الاحترازية.
السبت 2020/06/06
لا عودة للصلاة مع الجماعة دون كمامة

توافد المصلون من مختلف الدول العربية على المساجد لأداء صلاة الجمعة بعد فترة من الإغلاق بسبب انتشار كورونا، وصدحت أصوات الخطباء والدعاة على المنابر من جديد، في ظل إجراءات مشددة تفرض على المصلي التقيد بجملة من الشروط لضمان سلامته وسلامة الآخرين.

عواصم عربية - أقيمت أول صلاة جمعة في المساجد بعدد من الدول العربية بعد فترة من إغلاقها في وجه المصلين ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها سلطات هذه البلدان للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد.

وتوافد المصلون إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة بعد السماح بحركة المصلين سيرا على الأقدام، مع الالتزام بضوابط وقيود التباعد والوقاية والسلامة العامة.

وفتحت المساجد أبوابها بشكل كامل أمام المصلين، ووزعت كمامات وسجادات صلاة ذات استخدام واحد لمن لا يحمل سجادة صلاة، بينما حددت على الأرض مواقع للمصلين لإبقاء مسافات أمان بينهم.

كما تم قياس درجات الحرارة للمصلين لدى دخولهم إلى المساجد، بينما قامت لجان التقصي الوبائي بسحب عينات عشوائية من بعضهم لفحصها.

وشهدت المساجد تواجدا أمنيا وإجراءات مشددة بمداخلها لضمان التزام المصلين بالإجراءات الوقائية، علما وأن مدة خطب الجمعة لم تتجاوز في معظم المساجد العشر دقائق.

وغمرت مشاعر الفرح قلوب الأردنيين وهم يعودون إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة، بعد تخفيف الحكومة الأردنية لإجراءات مواجهة جائحة كورونا.

وقال الأردني هاشم الحزماوي، أحد المصلين، “نحمد الله على هذه الظروف التي مر بها الأردن وانتصر عليها.. نحمد الله على هذه النعمة أن فتحت المساجد وعاد المصلون لبيوت الله”.

وأدى المصلون صلاة الجمعة الأولى في الجامع الأزهر بالعاصمة المصرية، علما وأنه لم يتم بعد تحديد موعد رسمي لإعادة فتح المساجد.

وأقيمت الصلاة بحضور نحو 20 فردا وأظهر بث الصلاة عبر التلفزيون الرسمي ارتداء المصلين الكمامات والتزامهم بالتباعد في ما بينهم.

المساجد فتحت أبوابها أمام المصلين وحددت مواقع الصلاة على أرضياتها وتم توزيع الكمامات والسجادات

وشهد المسجد النبوي بالمدينة المنورة أول صلاة جمعة بعد إعلان السعودية إعادة فتح مساجدها، في إطار تخفيف الإجراءات المتخذة للحد من تفشي كورونا، بعد قرار بتعليق الصلاة دام نحو 3 أشهر.

وفتحت الجوامع والمساجد السعودية، والبالغ عددها حوالي 90، الجمعة أبوابها لاستقبال المصلين، لتأدية صلاة الجمعة في كافة مناطق المملكة ومحافظاتها، ما عدا مكة المكرمة، وسط التزام بإجراءات احترازية شملت تباعدا بمقدار مترين ووضع المسافة الكافية بين الصفوف، ورفع المصاحف مؤقتا، بالإضافة إلى إغلاق جميع برادات وثلاجات المساجد، وإغلاق دورات المياه وأماكن الوضوء، وعدم السماح بتوزيع الماء والمأكولات والطيب والسواك.

وكان وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وجّه جميع الخطباء في مختلف مناطق ومحافظات المملكة بتخصيص خطبة الجمعة للحديث عن “الإجراءات الاحترازية تجاه كورونا“.

وتقيد المصلون التونسيون بإجراءات وزارة الشؤون الدينية التي حددت بروتوكولا يتضمن شروطا صحية لعودة صلاة الجماعة والجمعة في المساجد من بينها الوضوء في المنازل والتقيد بمسافات الأمان بين المصلين وارتداء الكمامات وجلب سجادات خاصة بهم ومغادرة المساجد فور انتهاء الصلاة.

وبدت السعادة ظاهرة على وجوه المصلين عند أبواب جامع “الآغا” بمدينة قرطاج بيرصة بالضاحية الشمالية في العاصمة تونس وهم يتهيؤون لدخوله بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر.

ووقف المصلون في انتظار رفع الأذان في طوابير أمام باب الجامع ليعقموا أياديهم بمواد مطهرة وضعها الجامع.

وشهدت دور العبادة في تونس إغلاقا لأماكن الوضوء ودورات المياه، وتم رسم علامات تحدد مكان كل مصل من أجل منع أي تقارب جسدي، إلى جانب الفرض على المصلين وضع أحذيتهم في خزانة خاصة بهم أو في أكياس بلاستيكية شخصية.

كما فرض على المصلين التونسيين أيضا عدم المصافحة، وتجنب التزاحم والتجمع داخل المساجد، واحترام التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى أنه تم إغلاق جميع المكيفات ووسائل التبريد.

التباعد الاجتماعي إلزامي
التباعد الاجتماعي إلزامي

وحضر عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى في مدينة القدس، لأول مرة، بعد إغلاقه لنحو شهرين.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في بيان مقتضب، إن “50 ألفا أدوا صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى”.

وبدأ الفلسطينيون بالتوافد إلى المسجد الأقصى منذ صلاة الفجر، مصطحبين معهم سجاجيد الصلاة ومرتدين الكمامات الطبية.

ووضع حراس المسجد معقمات وكمامات عند مداخله، كما حافظ المصلون على مسافة في ما بينهم أثناء الصلاة.

لكن في غزة أدى الآلاف من الفلسطينيين صلاة الجمعة للأسبوع الثالث داخل المساجد التي لا تزال مغلقة أمام الصلوات الخمس منذ أكثر من شهرين. وفتحت المساجد أبوابها بالقطاع، قبل موعد صلاة الجمعة بنحو ساعة، لترتيب صفوف المصلين الذين حضروا وهم يلبسون كماماتهم ويحملون سجادات الصلاة الخاصّة بهم.

وقال الطبيب أكرم الطاهر، أحد أعضاء اللجنة المشرفة على تنظيم صلاة الجمعة (مُشكلة من الحكومة)، إنّ “الإجراءات الاحترازية التي يتم العمل بها، تهدف لتقليل احتمالية الإصابة أو العدوى بكورونا”.

وأضاف أن وزارة الأوقاف شددت على أداء كبار السن والأطفال والنساء والمرضى للصلاة بمنازلهم.

وأعرب المواطن خضر موسى، من سكان مدينة غزة، عن تخوفه من انتشار الوباء في القطاع، مؤكدا أنه يتوجب “على الجميع اتباع وسائل السلامة وعدم الاستهتار بالإجراءات الوقائية”.

وأشار موسى “ذهبت قبل قيام الصلاة بنحو دقيقتين حتى لا أختلط بباقي المصلين وعدت إلى البيت دون مصافحة أي من الموجودين في المسجد”.

وفي لبنان فتحت المساجد أبوابها للمصلين الجمعة الماضي بعد إغلاق استمر أكثر من شهرين.

ودعت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية اللبنانية في بيان المصلين إلى الالتزام بالضوابط والشروط الصحية أثناء أداء الصلوات في المساجد؛ بحيث يتم الوضوء في المنازل، ووضع الكمامات، والقفازات، وإحضار سجادة خاصة لكل مصلّ.

والتزاما بالشروط الوقائية التي فرضتها المديرية، عمل مجموعة من الشبان على تعقيم المصلين، وقياس درجات حرارتهم، وتوجيههم لارتداء الأقنعة الطبية.

17