أهالي مدغشقر يرتشفون أعشابا لمقاومة كورونا

الرئيس أندري راجولينا يروج للشاي العشبي المحلي كعلاج فعال ضد الفايروس، فيما يحذر العلماء من المخاطر المحتملة من المشروبات العشبية غير المختبرة.
الاثنين 2020/04/27
يشربون الشاي في الفصل الدراسي

أنتاناناريفو - يجول جنود غير مسلحين على المنازل في أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر ويوزعون أكياسا من الشاي العشبي المحلي الذي يروج له الرئيس أندري راجولينا كعلاج فعال ضد فايروس كورونا.

هذا الشاي العشبي الذي يطلق عليه “كوفيد العضوي” مصنوع من نبات الشيح الذي أثبت فعالية في معالجة الملاريا إضافة إلى أعشاب محلية أخرى.

وقد طوّره معهد مدغشقر للبحوث التطبيقية لكن لم يتم اختباره على نطاق واسع.

وقال راجولينا خلال إطلاق هذا المنتج بشكل رسمي الأسبوع الماضي  في معهد مدغشقر للأبحاث التطبيقية، الذي طوّر المشروب “لقد أجريت الاختبارات.. وتمت معالجة شخصين الآن بواسطة هذا العلاج”.

وأضاف “هذا الشاي العشبي يعطي نتائج في 7 أيام”، مشيرا وهو يرتشف جرعة منه “سأكون أول من يشرب هذا العلاج اليوم أمامكم، لأثبت لكم أن هذا المنتج يشفي ولا يقتل”.

وأضاف بعد حصوله على جرعة منه “يمكننا تغيير تاريخ العالم بأسره. لقد تعافى شخصان إلى حد الآن بعد حصولهما على هذا العلاج”. من جانبه، قال المدير العام لمعهد مدغشقر الدكتور تشارلز أندريانجارا “سيستخدم كوفيد العضوي كعلاج وقائي، لكن الملاحظات السريرية أظهرت اتجاها نحو فعاليته في علاج كوفيد – 19”.

والشيح من النباتات المعمرة التي لها رائحة عطرية ومذاق مر، ومنتشرة في الكثير من المناطق العربية، ويقال إن لها فوائد كثيرة مثل تنشيط الدورة الدموية وتساعد على التخلص من الالتهابات وتعالج الاكتئاب ومفيدة أيضا لمرضى السكري، لكن لا توجد أبحاث تؤكد دقة المعلومات. وحذر العلماء من المخاطر المحتملة من المشروبات العشبية غير المختبرة، حيث لم يتم تقييم فعالية هذا العلاج دوليا، ولم تنشر أي تجارب علمية حوله، غير أن راجولينا قد نفى أي تحفظات من هذا القبيل، وقال إنه سيتم تقديمه لأطفال المدارس، حيث أن من واجبه حماية شعب مدغشقر.

وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في إشارة إلى ادعاءات العلاجات العشبية وقدرتها على علاج فايروس كورونا أو الوقاية منه، “لا يوجد دليل علمي على أن أيا من هذه العلاجات البديلة يمكن أن تمنع أو تعالج المرض الذي يسببه فايروس كورونا المستجد».

ولا يوجد حاليا علاج لفايروس كورونا الذي أصاب ما لا يقل عن 123 شخصا في مدغشقر وأكثر من 2.6 مليون شخص في أنحاء العالم، لكن مسؤولين عسكريين في هذه الدولة الواقعة في المحيط الهندي يقولون إن هذا المشروب العشبي أفضل من لا شيء.

العلماء يحذرون من المخاطر المحتملة من المشروبات العشبية غير المختبرة حيث لم يتم تقييم فعالية هذا العلاج 

وأوضح الطبيب العسكري الكولونيل ويلي راتوفونديريني عبر القناة التلفزيونية الحكومية فيما كان يوزع الجنود أكياس الشاي على السكان، أن هذا المنتج “سيعزز جهاز المناعة”.

ويعيش معظم سكان مدغشقر البالغ عددهم 26 مليون نسمة في فقر مدقع مع تمتع محدود بالرعاية الصحية وهم يشربون الشاي العشبي بانتظام لمعالجة مجموعة من الأمراض الشائعة.

وقالت دومينيك رابيفاريهي وهي تمسك بكيس من “كوفيد العضوي” في حي أنكازومانغا الفقير، “أعتقد أنه جيد جدا”. وأضافت “تطمئنني معرفة أن الجنود ساهرون على صحة أسرتي وأمنها”.

ونشرت مدغشقر الجيش الشهر الماضي للمساعدة في فرض تدابير الإغلاق في مدنها الرئيسية الثلاث للحد من انتشار كوفيد – 19.

يتأكد الجنود الذين يقيمون حواجز على الطرق وينظمون دوريات في الشوارع، من حصول جميع السكان على أكياس من هذا الشاي ويقدمون لهم تعليمات لطريقة استخدامه.

وما زالت الإصابات بفايروس كورونا في مدغشقر منخفضة نسبيا ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة حتى الآن. لكن نظام الرعاية الصحية الهش في البلاد سيتداعى بسرعة في حال زيادة عدد الحالات، والسلطات تعتمد على الوقاية.

وهي تهدف إلى زيادة الوعي بالفايروس وتقوية جهاز مناعة المواطنين. من المقرر توزيع مشروب “كوفيد العضوي” في كل أنحاء الجزيرة، مع التركيز بشكل خاص على المدن الأكثر تضررا وهي أنتاناناريفو وفيانارانتسوا وتواماسينا. كما أنشئت مراكز ثابتة لتوفير هذا المشروب في العاصمة.

وفي تجاهل واضح لإرشادات التباعد الاجتماعي، تجمّع حشد حول أحد الأكشاك للحصول على ما سمّي “الشراب المعجزة” الذي يقدم في زجاجات بلاستيكية معاد تدويرها. وقال المسؤول في البلدية روفين رافانوميزانتسوا، “هنا توجد نسخة سائلة من الشاي جاهزة للشرب ومتاحة للجميع”.

وبالنسبة إلى جان بول راكوتوزافي (72 سنة) الذي ينتظر دوره في الطابور، “طالما أن منظمة الصحة العالمية لا تستطيع توفير أي دواء لمعالجة هذا المرض فإنني أثق في العلاج الذي اقترحه الرئيس أندري راجولينا”.

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من العلاجات المنزلية غير المختبرة.

وأوضحت المنظمة في بيان عبر البريد الإلكتروني، “في حين أن بعض العلاجات الغربية والتقليدية أو المنزلية قد توفر الراحة وتخفف من أعراض كوفيد – 19، لا يوجد دليل على أن العلاجات الحالية يمكن أن تحمي من المرض أو تعالجه”.

20