الموالون للجيش الليبي في مواجهة الحرب النفسية للميليشيات

ما حدث في غرب ليبيا الاثنين الماضي، يقدم صورة عن تصرفات جماعات الإسلام السياسي عندما تغزو مدينة، و”تفتحها” فتستبيح الدماء والأعراض والممتلكات، وتحولها إلى غنيمة، حيث لا يردعها القانون ولا الأخلاق ولا القيم الإنسانية، كل شيء يصبح مباحا ومتاحا تحت هتافات التكفير التي تكفي، وفق اعتقادهم، لشرعنة جرائمهم، لتصبح تلك الانتهاكات جزءا من الحرب النفسية ضد الطرف المقابل، فالجماعات المتدثرة بغطاء الدين، وعلى رأسها جماعة الإخوان، تعتبر أن بث الرعب في المدنيين الواقعين تحت الغزو، يساهم في الإسراع بالسيطرة على الأهداف اللاحقة، وهي نفس السياسة التي اعتمدها تنظيم داعش.
من ينظر في إرث الجماعة الأم بمصر، يدرك أن مسألة الإرهاب وبث الرعب في نفوس الناس جزء من عقيدتها، وهو ما عبر عنه مصطفى مشهور المرشد الخامس للجماعة، خلال واحدة من محاضراته عندما قال “إن لفظ الإرهاب هو من ألفاظ القرآن الكريم، وهو عقيدة إسلامية خالصة، ليس هو فقط، ولكن أيضاً لفظ الرعب، فنحن لا ننتصر إلا بالإرهاب والرعب، ويجب ألا ننهزم نفسياً من اتهامنا بالإرهاب، نعم نحن إرهابيون”.
ومما استدل به مشهور في ذلك قول الله “تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ” وقوله أيضاً “سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ”، واستطرد مشهور قائلًا “ولكن يجب أن تعلموا أن هذا العلم هو علم الخواص، ونحن من الخواص، ولا يجب أن نصدح به أمام العامة حتى لا يجفلوا من جماعتنا، فنحن في فترة تشبه فترة وجود الرسول في مكة، حيث كان آنذاك سلمياً لا يقاتل، ولكن بعد أن أقام دولته قاتلهم”.
ومن يتابع الأحداث في ليبيا منذ عام 2011 يدرك اعتماد قوى الإسلام السياسي على الإرهاب وبث الرعب في النفوس من خلال القتل والتمثيل بالجثث والتنكيل بالمعتقلين والهجوم على المناطق الآمنة كما حدث في بني وليد وورشفانة والأصابعة وبراك الشاطئ واستهداف الضباط العسكريين والأمنيين ورجال الدين المخالفين والناشطين الحقوقيين والإعلاميين بالتصفية الجسدية، وإطلاق أيدي الميليشيات للنهب والسلب وحرق المنازل، وهو ما تجسد في الهجوم على مدن الساحل الغربي.
ولذلك تسابقت صفحات الإخوان وحلفائِهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر صور الإرهاب الذي مورس في مدينتي صرمان ومصراتة، مثل اعتقال السكان المحليين وحرق مساكنهم والاستحواذ على سياراتهم واقتحام المحلات التجارية، وإذلال الموظفين الحكوميين، والتعدّي على الحرمات، وتهجير الأسر.
وكان أيضًا من أبرز الانتهاكات، إطلاق عدد كبير من المساجين والمعتقلين في قضايا مختلفة في سجون المدينتين حيث يرجح أن تكون وصلت أعدادهم إلى 600 سجين تختلف أسباب سجنهم من إيقاف احتياط على ذمة قضايا، أو سجن بناء على حكم محكمة مبني على إجراءات قانونية صحيحة.
وكان بين هؤلاء المساجين والموقوفين عناصر تابعة لتنظيمات إرهابية شاركت في أعمال مسلحة ضد الأجهزة الأمنية والعسكرية في أكثر من مناسبة، حتى أن الباحث الألماني ولفرام لاتشر المعروف بتحامله على الجيش الوطني الليبي ودعمه لحكومة فايز السراج، نشر عبر حسابه في موقع تويتر “حدثت كارثة عندما قامت القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني بدفع قوات حفتر خارج صبراتة وصرمان”، وقال “تم إطلاق سراح جميع السجناء البالغ عددهم حوالي 600 سجين في المدينتين، من بينهم مهرّبو وقود، وتجار بشر، ومتطرفون، وقتلة”.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها تدين الأعمال الانتقامية في المدن الساحلية الغربية، وأضافت “تابعنا ببالغ القلق تقارير تفيد بوقوع هجمات على المدنيين واقتحام سجن صرمان وإطلاق سراح 401 سجين دون إجراءات قانونية، علاوة على تمثيل بالجثث وأعمال انتقامية بما في ذلك أعمال النهب وإحراق الممتلكات العامة والخاصة في المدن الساحلية التي سيطرت عليها قوات تابعة لحكومة الوفاق”.
وتابعت “إذا تم التأكد من صحة الأعمال الانتقامية، فإن من شأنها تشكيل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، لكن البعثة لا يبدو أنها قادرة على تفهم طبيعة ما يدور في البلاد، وأن ما حدث من انتهاكات ممنهجة هو جزء من ثقافة الإسلام السياسي الذي يريد بناء دولته بترهيب المواطنين، والدفع بهم إلى القبول بحياة القطيع تحت دكتاتورية الدولة الدينية التي يقاتل من أجلها الإخوان.
فتاوى الإرهاب
وأوضح المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري أن الميليشيات التي دخلت صبراتة وصرمان مشكلة من التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وبمشاركة الإرهابيين الهاربين من بنغازي من أنصار الشريعة، والذين غيروا مسماهم لاحقا إلى مجلس شورى درنة وغيرها من المسميات، وقد ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، من قتل وذبح للمواطنين وحرق للممتلكات الخاصة وسرقة الممتلكات العامة مثل مؤسسة الزكاة.
وكشف الميليشياوي أحمد الدباشي الشهير بـ”العمو” الذي يعد أكبر مهرب للبنزين والهجرة غير الشرعية، أن من حرق مديرية الأمن في مدينة صبراتة خلال هجوم الميليشيات المسلحة مدعومة بعناصر إرهابية ومرتزقة، هو شخص أبلغه بأنه قام بذلك بناء على فتوى شرعية، فيما اعترف مبروك الخطابي عضو مجلس النواب المقاطع لوظيفته البرلمانية بسبب موالاته لمنظومة فجر ليبيا عام 2014، بتعرض أهالي مدينته صبراتة إلى انتهاكات من بينها سرقات ونهب للممتلكات العامة والخاصة، بعد سيطرة المجموعات الإرهابية وميليشيات السراج عليها بمساعدة المرتزقة التشاديين ودعم جوي وبحري تركي.
كان الرعب أحد أسس الهجوم الغادر الاثنين الماضي، فالمسلحون الذين يزعم فايز السراج أنهم جيشه النظامي المدافع عن الدولة المدنية، ظهروا في صورة متمردين وقتلة دون أية قيافة عسكرية، أو مظهر يدل على ارتباطهم بمؤسسة حكومية، وكانوا يرفعون أسلحتهم ويطلقون النار في كل الاتجاهات، ويرفعون تكبيرات متعددة اللكنات بين سورية من إدلب وحلب، وتشادية، وليبية من الشرق وأخرى من الغرب.
وفي تبرير شرعي لما حدث، قال المسؤول الشرعي بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وعضو دار الإفتاء في طرابلس سامي الساعدي المقرب من مجالس الشورى الإرهابية، إنه منذ البداية قام بتأييد ودعم المعركة لأنها تقف في صف “العدل ضد الظلم والاعتداء”، على حد زعمه، والعدل بالنسبة له هو ما يرسيه الغزاة والمرتزقة وقاطعو الأعناق وناهبو الأرزاق.
وأضاف من على قناة “التناصح” التي تدار من تركيا على يد سهيل الغرياني نجل مفتي الإرهاب الصادق الغرياني أن “الرسالة لأتباع حفتر رغم أنها مكررة ولا بأس في التذكير وإن لم ينفع القول فالفعل قد يكون أبلغ الآن، هم رأوا جزاء ما كسبت أنفسهم ونالوا ما يستحقون من جزاء عادل وليس ظالما”.
ما حدث في الساحل الغربي الليبي، رسالة للمدن الموالية للجيش الوطني، ومنها ترهونة التي تتعرض لحصار ميليشيات الوفاق
ولعل من بين من يرى الساعدي أنهم نالوا جزاء ما كسبت أنفسهم، مراقب التربية والتعليم في مدينة صرمان الليبية، محمد أبوالقاسم علي عباس، الذي اغتيل في واحدة من الجرائم المشهودة للميليشيات المحتلة، بسبب التزامه الديني غير الموالي للإسلام السياسي، وتم توجيه أصابع الاتهام لمسؤول مجلس ثوار صبراتة عبدالله غرودة الخطابي رفقة مسؤول الإعلام لدى الميليشيات مالك المدني بأنهما تولّيا تصفية عباس رمياً بالرصاص بمنطقة سوق الأحد، حيث أشارت مصادر متطابقة إلى أن القيادي السابق بتنظيم داعش فرج شكو هو من أفتى لهما بضرورة جز رقاب الطواغيت من مؤيدي حفتر بالمدينة.
وبدوره ظهر مفتي وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الصادق الغرياني على شاشة قناة التناصح، ليعلن عن فتوى تجيز للمقاتلين المتشددين تنفيذ تفجيرات انتحارية ضد الجيش الوطني الليبي، وردا على سؤال حول ما إذا كان يجوز لمن وصفهم بـ”الثوار” تفجير أنفسهم خشية الوقوع في الأسر، أجاب “إن التفجير في العدو بمعنى أن يكون فيه نكاية للعدو، أي يوجد فيه أثر وهزة وانكسار فهذا مشروع وجائز”، معتبرا تهريب المعتقلين المتشددين من سجون غرب ليبيا على يد ميليشيات حكومة الوفاق، “دعامة من دعائم النصر”.
كان من أبرز مخرجات ما سميت بثورات الربيع العربي عام 2011 التحالف الميداني بين تنظيم القاعدة والإخوان تحت غطاء مشروع الفوضى الخلاقة، كما حدث بين الجيش الحر وجبهة النصرة في سوريا، وبين الدروع وأنصار الشريعة والجماعة المقاتلة في ليبيا، إلى أن ظهر تنظيم داعش الذي تميز في ليبيا بتغيير جلده في مناسبات عدة، وكان في كل مرة يتغير حسب المعطيات الميدانية، وبعد هزائمه في شرق ليبيا، وتصفيه عناصره الأجنبية في معارك سرت، انضم المئات من أنصاره إلى ميليشيات في غرب ليبيا للقتال ضد الجيش الوطني.
ويرى مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب أن لا فرق بين الإخوان وداعش والقاعدة والمرتزقة والأتراك، هناك على الجبهات مقاتلون من مجالس شورى المجاهدين في بنغازي ودرنة وإجدابيا، فروا من ضربات الجيش، وهناك فلول داعش الذين تم استقدامهم من فيافي الصحراء أو أطلق سراحهم من السجون، ومسلحو جبهة النصرة الذين جلبهم النظام التركي من شمال غرب سوريا، وبقايا تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بتنظيم القاعدة، ومتمردون تشاديون التجأوا إلى غرب ليبيا بعد أن طاردهم الجيش في الجنوب، وأمراء حرب مستفيدون من الأموال المهدورة، وفارون من العدالة لا أمل لهم إلا في استمرار الفوضى تحت حكم الميليشيات، وغيرهم ممن اجتمعوا تحت مشروع الإخوان بدعم قطري تركي تحت يافطة حكومة الوفاق المعزولة في طرابلس.
وأوضح أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية مصطفى الزائدي، أن المعركة في ليبيا هي معركة بين الشعب الليبي بقيادة القوات المسلحة، ومن وصفهم بـ”عصابات الإخوان ومنظماتهم وميليشياتهم”، وقال “يجيد الإخوان لعبة الحرب النفسية وتساعدهم إمكاناتهم المادية وآلياتهم التنظيمية في حبك الأكاذيب ونشرها. اليوم صفحات الإخوان مليئة بدعايات الحرب النفسية، ومن يقرأ ما يكتبون يعتقد أنهم يبسطون سطوتهم من رأس جدير إلى السلوم والقطرون والكفرة.. يرتكبون المجازر وينشرونها كجزء من الحرب النفسية الدنيئة. يتبجحون بأنهم بصدد مهاجمة المدن المحررة وهم يدافعون عن آخر حصونهم، يفعلون ذلك من أجل تشتيت جهود القوات المسلحة.الحقيقة أن الخناق يضيق عليهم في طرابلس”، حسب تعبيره.
منظومة عقائدية قديمة
ونقلت مواقع الإخوان صورا عن سياسة الإذلال الممنهجة لمؤسسات الدولة، عندما قامت الميليشيات بالاعتداء بالعنف على أعوان الحرس البلدي في مدينة زلطن، وهم يرتدون الزي الرسمي.
وفسر مراقبون ذلك المشهد بأن الإخوان وحلفاءهم لا يعترفون بالدولة، ولا بوظيفة أجهزتها، وهم يهدفون بالأساس إلى تدميرها عبر الاستهداف المباشر والتبخيس، لبناء مشروعهم على أنقاضها، فيما أكدت المنظمة الليبية لحقوق الإنسان أن اقتحام المليشيات لمركز الحرس البلدي بزلطن الإثنين الماضي، والاعتداء علي ضباط وأفراد الحرس البلدي، وتوجيه الإهانات لهم، وهم يرتدون الزي الرسمي وغير ذلك من عمليات السطو والنهب للممتلكات العامة والخاصة في بلديات الساحل الغربي من صرمان إلى رأس جدير، لا تعبر إلا عن مدى وحشية هذه الميليشيات، وعدم خضوعها لسلطة الدولة وسيادة القانون.
وطالبت المنظمة كل الجهات الرسمية والمحلية بتحمل مسؤولياتها لحماية المدنيين، داعية البعثة الأممية إلى التدخل لدى الجهات المسؤولة بطرابلس، لضمان عمل كل مرافق الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية لدعم سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان.
واعتبر متابعون للشأن الليبي أن ما حدث في مدن الساحل الغربي الليبي، أريد له أن يكون رسالة لبقية المدن الموالية للجيش الوطني، ومنها ترهونة التي لا تزال منذ الأسبوع الماضي تتعرض لحصار وحشي من قبل ميليشيات الوفاق، شمل قطع الاتصالات والكهرباء، وقصف الطيران التركي المسيّر لشحنات المؤونة والدواء والأجهزة الطبية الموجهة إليها من شرق البلاد.
كما خرج خالد المشري القيادي الإخواني ورئيس مجلس الدولة الاستشاري ليعلن في تصريح تلفزيوني أن الميليشيات ستحتفل بدخول رمضان في ترهونة، وهو ما رد عليه مجلس قبائل ترهونة بالقول “إننا كنا وما زلنا مع جيشنا منذ أن تأسس، وإن تاريخ الجهاد الليبي شاهد على ثبات وصمود قبائل ترهونة، والتاريخ شاهد على رفض قبائل ترهونة لتدخل الناتو في ليبيا عام 2011 الذي دمر جيشنا ومؤسساتنا وجعل من ليبيا مرتعا للإرهاب، وبيئة مناسبة للفساد المالي والأخلاقي بسبب شرعنة حكم الميليشيات” وأضاف “إن ما يسمى المجلس الأعلى للدولة الذي يقوده المشري، هو وكر خاص لجماعة الإخوان المسلمين، فقد صاغوا من خلاله قوانين الظلم والإقصاء وغزو المدن، وليس غريبا على مجلس كهذا أن يصرح رئيسه بأنه سيحتفل في ترهونة في إشارة لغزوها وتدميرها مثل ما فعلوا وهم نفس الوجوه في تاورغاء وبني وليد، وورشفانة وغريان وصبراتة وصرمان وزلطن”.
المسلحون الذين يزعم فايز السراج أنهم جيشه النظامي المدافع عن الدولة المدنية، ظهروا في صورة متمردين وقتلة دون أية قيافة عسكرية، أو مظهر يدل على ارتباطهم بمؤسسة حكومية
واستطرد المجلس “عرفكم الليبيون جميعا كيف تحتفلون أيها الأوغاد بدخولكم للمدن الليبية، عرفوكم بالذبح والتصفيات وحرق البيوت ونهب مؤسسات البلد، وتعليق أعلام الدواعش” متابعا “إن قبائل ترهونة بمعية القبائل الليبية وجميع أفراد القوات المسلحة العربية الليبية مستمرون في مهمتهم الوطنية، في استعادة دولتهم المدنية الحقيقية التي تحترم فيها إرادة الشعب الليبي، وتصان فيها كرامته، وتبنى فيها مؤسساته، وتنجز فيها استحقاقاته السياسية والدستورية، وبحول الله وقوته أولا ثم بعزائم الرجال ستكون ترهونة عصية كما كانت على عبد أردوغان وعصابته من الدواعش”.
وحاولت ميليشيات مصراتة الخاضعة لنفوذ الإخوان وجحافل المرتزقة السوريين المرتبطين بتنظيمات إرهابية مثل جبهة النصرة السبت، الهجوم على مدينة ترهونة تحت غطاء جوي وبحري، لكن قوات الجيش الوطني تصدت للهجوم وأفشلته وكبدت المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
إن إدارة التوحش من قبل الإخوان وحلفائهم هي جزء من منظومتهم العقائدية التي تشكلت منذ ميلاد الجماعة في مصر عام 1928، وترسخت بنظريات مفكريها وعلى رأسهم سيد قطب، وتشعبت أدبياتها منذ ثمانينات القرن الماضي مع التزاوج بين العقيدة الإخوانية والسلفية المتشددة، ونتجت عنها تشكيلات إرهابية عدة أبرزها القاعدة وداعش، ولكن يبقى للإخوان سبق الريادة في تشريع الإرهاب وبث الرعب بين الناس، ليستعملوا من جاء بعدهم ومولودا من صلب شريعتهم، في خدمة أهدافهم، محاولين التخفي وراءه بدعوى الاعتدال المزعوم، ولعل المشهد الليبي منذ عام 2011 يقدم أفضل صورة عن الطبيعة الإرهابية للجماعة.