مسلسلات رمضان ضحية لفايروس كورونا

لا مسلسلات تجمع العائلات في السهرات الرمضانية لهذا العام؛ فمن المشاهد والحلقات غير المكتملة، إلى مواقع التصوير المعقّمة ضد فايروس كورونا المستجد، توقفت كاميرات التصوير والتزمت طواقم الكثير من الأعمال بالحجر الصحي.
دبي – تواجه مسلسلات رمضان في منطقة الشرق الأوسط صعوبة في إبقاء آلات تصويرها تعمل قبل ثلاثة أسابيع من بداية شهر الصوم، فقد فرضت دول في المنطقة قيودا مشدّدة بهدف الحد من انتشار فايروس كورونا المستجد، ما أجبر العديد من أستوديوهات التصوير على إغلاق أبوابها أو العمل في ظل إجراءات حماية صارمة.
وفي الوقت ذاته، طُلب من السكان الابتعاد قدر الإمكان عن الطرق والعمل من منازلهم، ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد مشاهدي القنوات التلفزيونية ويضاعف الضغوط على تلك القنوات لتقديم محتوى غني بشكل متواصل.
وبحسب رهام علي التي لم تغادر منزلها في إمارة الشارقة منذ ثلاثة أسابيع خوفا من الوباء، فإن عدم وجود عدد كاف من المسلسلات خلال شهر رمضان قد يسبّب إحباطا كبيرا.
وقالت علي (60 عاما) “رمضان هو للصلاة والطعام اللذيذ وتجمّعات العائلة، وللتلفزيون أيضا. لكنني لم أر أحدا منذ أسابيع، ولا أظن أنني سأفعل ذلك قريبا. يجب أن تكون أعداد المسلسلات كافية. نحن بحاجة إلى ذلك فعلا”.
ووفقا لاستطلاعات رأي أجريت في المنطقة، يشاهد نحو 90 في المئة من سكان الشرق الأوسط القنوات التلفزيونية.
وتزداد أعداد المشاهدين في شهر رمضان وترتفع أسعار الإعلانات بشكل جنوني أحيانا عند فترتي الإفطار والسحور خلال شهر الصوم الذي يبدأ هذا العام في الأسبوع الثالث من شهر أبريل الحالي.
وتتنوّع مواضيع المسلسلات التي يجتمع أفراد العائلة لمتابعتها معا، من حروب العصابات في القرى النائية إلى التاريخ والحب والخيانة والفكاهة وغيرها، في ظل منافسة محتدمة بين القنوات لاستقطاب المشاهدين، إلى جانب المنافسة التي تخوضها تلك القنوات مع تطبيقات على الإنترنت مثل نتفليكس وستارز بلاي.
ويرى جمال سنان، صاحب شركة “ايغل فيلمز” للإنتاج، أن هناك سباقا مع الوقت لإعادة تشغيل آلات التصوير في مواقع مسلسلات شركته الثلاثة قبل حلول رمضان.
وقال سنان “نحن ملتزمون حاليا بالقرارات في انتظار أن نجد صيغة معينة، إذ ربما سنعاود العمل بعدد قليل مع المصورين في الأستوديو، لكن لا نعرف متى”. وتابع “كل ذلك رهن الظروف لنستطيع أن نكون جاهزين في رمضان”.
وتلعب الممثلة اللبنانية سيرين عبدالنور في أحد مسلسلات الشركة دور خيّاطة تقع في حب صاحب دار للأزياء.
ونشرت عبدالنور على حسابها في إنستغرام تسجيلا مصوّرا لها وهي ترتدي كمامة وقفّازين بينما يقوم شاب برشها بمعقم وقد أغمضت عينيها، قبل أن تدخل منزلا كان يجري فيه تصوير أحد مشاهد المسلسل قبل توقّف العمل.
وكتبت في أسفل الفيديو على حسابها الذي يتابعه نحو 8.9 مليون مستخدم “أرجوكم لا تضحكوا عليّ، لكن هكذا كنا ندخل موقع التصوير. الله يُمضي هذه الفترة على خير حتى نعود للتصوير”.
وفي الوقت الذي توقّف فيه التصوير في العديد من الدول كلبنان والكويت، لا تزال الكاميرات تعمل في دول أخرى من بينها الإمارات، إنما في ظل إجراءات صارمة، من بينها التقليل من أعداد المصوّرين وفرق الإنتاج.
وتقوم مجموعة “أم.بي.سي” التي عادة ما تتربّع على عرش القنوات خلال رمضان، بتعقيم مكاتبها وأستوديوهاتها ومواقع التصوير الخاصة بها بشكل متواصل، حسب ما أفاد به المتحدث الرسمي باسمها مازن حايك.
وفي مصر حيث يعتبر التلفزيون مصدر إيرادات ضخمة، لم يصدر قرار رسمي بوقف التصوير. لكن رئيس نقابة الممثلين أشرف زكي قال إنّ “80 في المئة من الأعمال توقّفت”، في وقت يطالب فيه ممثلون بصدور قرار بإغلاق المواقع.
وتقول مديرة شركة “إيمار الشام للإنتاج الفني” ديانا جبور إنّ شركتها أوقفت التصوير في مسلسل رمضاني “قبل أن تطلب السلطات ذلك”. وأضافت “لن نغامر بصحّة أي من شركائنا بالعمل الفني من أصغر فني إلى أكبر فنان”.