رومينيغه يتكهن بمستقبل أقل تضخما لكرة القدم

الأندية الكبرى تلجأ إلى خفض رواتب اللاعبين كما أغلقت سوق الانتقالات في ظل توقف معظم الدوريات بسبب تفشي وباء كوبونا.
الجمعة 2020/04/03
نظرة أخرى لمستقبل اللعبة

برلين- كشف كارل هاينتس رومينيغه، الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونخ الألماني، أن أزمة تفشي فايروس كورونا المستجد ستضع حدا لتضخم “غير صحّي” للرواتب وانتقالات لاعبي كرة القدم.

وقال النجم السابق للفريق البافاري في تصريح خص به افتتاحية مجلة النادي الخميس، إن “أي أزمة تجلب معها الفرص. بلغت الرواتب ورسوم الانتقالات مبالغ غير صحية منذ زمن. فايروس كورونا والأزمة التي استحدثها سيؤديان إلى إيقاف ‘أكثر دائما، أغلى دائما، أسرع دائما”. وأضاف “العرض والطلب سينظمان سوق الانتقالات ويفرضان توازنا جديدا”.

ويلفت محللون رياضيون إلى أهمية ما يطرحه رومينيغه بشأن الوضع الجديد الذي سيميز مستقبل كرة القدم في أوروبا ما بعد جائحة كورونا.

ويرى هؤلاء أن هذه الأزمة الشائكة، هيكليا وتنظيميا، التي ضربت الأندية الأوروبية في السنوات الأخيرة، وقف النشاط وحده ما سيساهم في إعادة ترتيبها. ومرت كرة القدم في مختلف الدوريات في أوروبا بتحديات كبيرة في السنوات الأخيرة يعكسها التضخم الكبير في أسعار انتقال اللاعبين ورواتبهم، ما بدد أمل الأندية الكبرى أحيانا في القيام بتعاقدات نظرا إلى القيمة السوقية العالية لبعض اللاعبين.

التضخم يلوح أكثر وضوحا في أسعار انتقالات اللاعبين، والأمثلة على ذلك عديدة، من بينها صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جرمان

وكان الرئيس التنفيذي لنادي بايرن قد أبدى قلقه الشديد قبل وقف النشاط من التغير الدائم وارتفاع حجم رواتب اللاعبين بشكل جنوني في السنوات القليلة الماضية.

وتحدث رومينيغه في مقابلة مع صحيفة ألمانية عن سوق الانتقالات الشتوية الماضية، قائلا “ليس من مصلحتنا أو اهتماماتنا تسجيل رقم قياسي جديد، كما أننا لسنا في السوق بمفردنا”. وأشار إلى أنه “وفقا لخبراتنا، هناك اتجاه واحد لسوق الانتقالات، حيث تسير الأمور تجاه الارتفاع والسرعة دوما، لكن ما يثير قلقي أكثر هو التطور المذهل في رواتب اللاعبين”.

وأغلق بايرن الميركاتو الشتوي الماضي باكتفائه بصفقة وحيدة بضم ألفارو أودريوزولا من ريال مدريد على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي. وبرزت هذه التحديات أكثر عمقا مع توقف معظم الدوريات في مختلف أنحاء العالم ولجوء الأندية إلى خفض رواتب اللاعبين في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، فيما لا يزال التململ سيد الموقف في إنجلترا حيث لم يتم التوصل إلى قرار نهائي بشأن هذه الأزمة.

وكان لاعبو بايرن هم أول من أعلنوا عن خفض رواتبهم لتعلن أندية أخرى في الدوري تنازل لاعبيها عن نسبة من رواتبهم من أجل تخفيف حدة الخسائر.

ويقول رئيس نادي هانوفر مارتن كيند “من المهم دائما أن نستغل الفرصة التي تمنحنا إياها الأزمة من أجل تطوير أسس تسمح لنا باستعادة النجاحات الرياضية بفضل الثبات الاقتصادي”.

تحديات عميقة
تحديات عميقة

ومن هنا تأتي أهمية ما يقر به النجم السابق لألمانيا وبايرن بأن هذه الأزمة سوف يكون أثرها بالغا في تبديد المستوى الخيالي لرواتب اللاعبين، والذي طغى على السطح في السنوات الأخيرة في مختلف الدوريات الأوروبية.

ووفق بعض المحللين الرياضيين، فإن التضخم يلوح أكثر وضوحا في أسعار انتقالات اللاعبين، والأمثلة على ذلك عديدة، من بينها صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جرمان أو حتى صفقة انتقال كوتينيو من ليفربول إلى برشلونة والتي تساوي تقريبا 20 ضعفا من قيمة انتقال الأسطورة مارادونا من نابولي إلى برشلونة. وهو ما يطرح تساؤلا؛ هل أن ذلك يعني أن كوتينيو أو نيمار هما أفضل من مارادونا بعشرين مرة؟ طبعا لا.

ويفسر البعض هذا التضخّم في الأسعار بعدة عوامل أولها أن كرة القدم لم تعد لعبة احتراف فحسب، بل أصبحت صناعة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. وتردد بايرن، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات إحراز لقب الدوري المحلي، في اتباع خط التعاقدات الباهظة خلال السنوات الماضية.

23