لاعبو شمال أفريقيا نقطة ضوء في الدوري المصري

يشهد الدوري المصري الممتاز وجود عدد من لاعبي شمال أفريقيا في أكثر من ناد، وأبرزهم الأهلي والزمالك والمصري البورسعيدي. ويبدو أن نادي الزمالك صاحب النصيب الأكبر في ضم لاعبي شمال أفريقيا نظرا لوجود 5 لاعبين من المغرب وتونس في صفوفه.
القاهرة – تصدر المشهد الكروي في مصر تألق لاعبي شمال أفريقيا مع الأندية المصرية بصورة لافتة، على مدار المواسم الأخيرة. وذلك مع توقف بطولة الدوري المصري، وبدأ الحديث عن تقييم المرحلة الماضية من عمر الموسم الحالي.
وبدأت تجارب شمال أفريقيا تبزغ في سماء الكرة المصرية مع استقدام الأندية الكبرى عدة صفقات متميزة، وتعاقد الأهلي مع التونسي علي معلول قائد الصفاقسي في صيف 2016، والذي أصبح أحد أبرز نجوم الفريق، كما تعاقد مع المغربي وليد أزارو هداف الدفاع الجديدي.
الزمالك أيضا استعان بخدمات الثنائي التونسي حمدي النقاز وفرجاني ساسي بجانب الثنائي المغربي أشرف بن شرقي ومحمد أوناجم، بخلاف المغربي خالد بوطيب. وتألق التونسي فخرالدين بن يوسف مع الإسماعيلي إثر انتقاله في يناير الماضي، كما ظهر الليبي مفتاح طقطق بصورة طيبة مع المصري البورسعيدي. وساعد على تألق اللاعبين من دول شمال أفريقيا، قرار اتحاد الكرة بزيادة اللاعبين الأجانب إلى 5 لاعبين مع السماح بضم لاعب من شمال أفريقيا أو سوريا أو فلسطين.
شروط هامة
من أهم الشروط التي وضعها الزمالك موافقة نادي اللاعب الذي يتم الاتفاق معه على الانتقال إلى القلعة البيضاء والتعاقد بشكل رسمي، وأيضا موافقة كارتيرون المدير الفني للزمالك على اللاعب والحكم على مستواه.
وكان مسؤولو نادي الزمالك دخلوا في مفاوضات جادة للتعاقد مع وجدي كشريدة لاعب فريق النجم الساحلي التونسي والجزائري أشرف بن عيادة لاعب فريق شباب قسطنطينة لضم أحدهما خلال الموسم المقبل لتدعيم الجهة اليمنى. كما من المرجح التعاقد مع وليد الكرتي لاعب فريق الوداد المغربي لضمه في الموسم المقبل وتدعيم الخط الأمامي.
ويسعى الزمالك لتدعيم الجهة اليمنى؛ إذ لا يوجد إلا حازم إمام والصاعد أحمد عيد. ووضع مسؤولو الزمالك التسجيلات الخاصة بالثلاثي أمام الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني للفريق لمشاهدتها وحسم مصيرهما بشكل نهائي واختيار الأفضل وفقا لرؤيته واحتياجاته خلال الموسم المقبل. وكان حمدي النقاز الظهير الأيمن للفريق قد هرب في ديسمبر الماضي، بعد عودته من مباراة مازيمبي، وقام بفسخ عقده مع الفريق.
وأكد فتحي نصير، المدير الفني السابق للكاف، أن تألق اللاعبين من دول شمال أفريقيا يرجع بصورة أساسية إلى حسن الاختيار من جانب الأندية المصرية ومتابعة اللاعبين بصورة طيبة.
وأشار إلى أن لاعب شمال أفريقيا قريب من طبيعة الدوري المصري، كما أن تقارب الثقافة واللغة يجعل الفرصة سانحة للاعبين من شمال القارة في مصر، مطالبا باستمرار بند اللاعب الاستثنائي من هذه الدول لزيادة الأجانب.
كانت تجربة لاعبي شمال أفريقيا متباينة في الدوري المصري بين البداية الباهتة والتجارب المحدودة في أواخر التسعينات من القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة
وقال خالد بيومي، المحلل الرياضي، في تغريدة سابقة إن اللاعبين من شمال أفريقيا أسعارهم مناسبة للدوري المصري وقدراتهم مميزة، موضحا أن الزمالك استفاد من هذه التجربة بوجود عناصر ممتازة، كما أن دوريات الخليج -وتحديدا الدوري السعودي- شهدت تجارب مميزة.
وكشف علاء ميهوب، رئيس اللجنة الفنية الأسبق بالنادي الأهلي في تصريحات صحافية، عن سبب نجاح تجربة لاعب بقيمة أزارو. وأوضح أن مشاهدة اللاعب على أرض الواقع والسفر إلى المغرب لمتابعته، أديا إلى تقييمه بصورة طيبة فضلا عن مشاهدة المباريات التي خاضها.
وتعاقد نادي سموحة السكندري مؤخرا مع الليبي محمد الترهوني قادما من أهلي طرابلس، ونجح مسؤولو طلائع الجيش في التعاقد مع التونسي ماهر الحداد، في صفقة انتقال حر، لمدة 3 مواسم. الاتحاد السكندري نجح في تدعيم صفوفه بضم المدافع الليبي أحمد شلبي قادما من أهلي بنغازي على سبيل الإعارة لمدة موسم، وكان قريبا من ضم المدافع التونسي بلال العيفة لولا تعثر الصفقة في الساعات الأخيرة، فيما ضم المصري البورسعيدي لاعب الوسط الليبي مفتاح طقطق من أهلي طرابلس لمدة موسمين.
ويشهد الدوري المصري في السنوات الماضية تألقا كبيرا للاعبي شمال أفريقيا، حيث شهد موسم 2016 – 2017 انتقال الدولي التونسي علي معلول إلى صفوف الأهلي قادما من فريق الصفاقسي، وهو الموسم ذاته الذي شهد احتراف مواطنه سيف الدين الجزيري بصفوف فريق طنطا قبل اللعب للمقاولون العرب أخيرا.
تجارب محدودة
كانت تجربة لاعبي شمال أفريقيا متباينة في الدوري المصري بين البداية الباهتة والتجارب المحدودة في أواخر التسعينات من القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة، إلى التألق وصدارة المشهد في آخر 5 سنوات. وتعددت أسباب هذا التحول الكبير في مستوى لاعبي شمال أفريقيا في الدوري المصري.
وكانت تجارب شمال أفريقيا في الكرة المصرية باهتة ولم تلق نجاحا كبيرا، رغم أن الزمالك تعاقد مع النجم الجزائري قاسي سعيد عام 1996، لكن التجربة لم تكتمل بسبب عدم تأقلم اللاعب وتفضيله العودة إلى فرنسا.
واستعان الإسماعيلي بخدمات الحارس المغربي عبدالقادر البرازي الذي قدم مستويات رائعة في موسم 1999 – 2000 قبل إلغاء الاستعانة بحراس أجانب. كما كانت تجربة الجزائري بوعلام مع الترسانة متوسطة، وأيضا الثنائي المغربي بنادي الكروم، سعيد ميلودي وتوفيق أجموحي. وتعاقد الأهلي أيضا مع الجزائري أمير سعيود لكن التجربة لم تكن ناجحة، كما أن تجربة الجزائري محمد أمين عودية مع الزمالك باهتة، ونفس الأمر ينطبق على المغربي عبدالسلام بنجلون مع الإسماعيلي.