الشعلة الأولمبية في اليابان بلا جمهور

إيشينوماكي (اليابان)- وصلت شعلة أولمبياد طوكيو 2020 إلى قاعدة عسكرية بمدينة هيجاشي-ماتسوشيما شمال شرق اليابان، قادمة من اليونان في ظل مخاوف من انتشار فايروس كورونا الذي اجتاح مختلف أنحاء العالم.
ورغم الضغوط المتزايدة لتأجيلها بسبب مخاوف من انتشار فايروس كورونا وتحذير الحكومة اليابانية واللجنة المنظمة من التجمعات منعا لانتشار الوباء العالمي تجمع نحو 500 شخص لمشاهدة الحدث الأولمبي.
وبدأت مسيرة الشعلة الأولمبية في اليونان في الأسبوع الماضي لكن بقية مراحل المسيرة ألغيت بعد يوم واحد خوفا على سلامة الجمهور الذي قد ينضم للمسيرة.
وتواجه اليابان ضغوطا لتفادي أزمة صحية بين 600 ألف شخص من جراء الحضور الجماهير المتوقع من حول العالم والرياضيين في أولمبياد ربما تشهد ضياع عقود رعاية بقيمة ثلاثة مليارات دولار على الأقل و12 مليار دولار هي قيمة ما تم إنفاقه على الاستعدادات.
وقال كيوتاكي جوتو (44 عاما) وهو أحد سكان إيشينوماكي ويعمل مدرسا "ليس من الصواب القدوم إلى هنا لكنها ربما تكون الفرصة الوحيدة لرؤية الشعلة."
وفي وقت سابق من الجمعة وصلت الشعلة من اليونان فيما شدد مسؤولون على أن البطولة ستقام في موعدها. ووصلت الشعلة إلى قاعدة ماتسوشيما التابعة للقوات الجوية اليابانية لكن بدون حضور جماهير خلال الحفل.
وقال يوشيرو موري رئيس أولمبياد طوكيو "خططنا لوجود الأطفال لاستقبال الشعلة هنا. لكننا بعد وضع سلامتهم كأولوية قررنا عدم حضورهم. كان قرارا مؤلما... سنفعل كل مع في وسعنا للاستعداد لحدث آمن".
وشدد منظمو أولمبياد طوكيو مرارا وتكرارا على أن البطولة ستقام في موعدها المحدد من 24 يوليو وحتى التاسع من أغسطس لكن الانتشار السريع للفايروس أدى إلى توقف الحياة الرياضية حول العالم وسط مخاوف متزايدة بتأجيل أو إلغاء الأولمبياد.
وكرر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التأكيد على أن بلاده ستواصل الاستعدادات لاستضافة الدورة الأولمبية طبقا لما هو مخطط له.
كما أكد توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أن إلغاء الأولمبياد هو أمر ليس مطروحا، وقال "إن اللجنة "تدرس سيناريوهات مختلفة".
وأضاف "لكننا نختلف عن العديد من المنظمات الرياضية الأخرى وروابط دوري المحترفين في ظل حقيقة أننا على بعد أربعة أشهر ونصف الشهر عن الدورة الأولمبية فنحن نتحدث عن شيء مقرر في أواخر يوليو".
وأودى فايروس كورونا، الذي انطلق من الصين في نهاية العام الماضي، بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص حول العالم حتى الآن.
ووصلت الطائرة شبه خالية بعد قرار اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو بعدم سفر أي مسؤول بارز إذ كان من المفترض أن يكون موري وسيكو هاشيموتو وزيرة الأولمبياد على متنها.
وقالت ساوري يوشيدا الحاصلة على ثلاث ذهبيات في المصارعة للحضور "هذا وقت صعب. أتمنى أن تمنح جولة الشعلة القوة والأمل للجميع".
وستكون هناك جولة للشعلة في منطقة توهوكو التي شهدت زلزالا وموجات مد عاتية في 2011 إذ وصفها المسؤولون بأنها "شعلة التعافي" إلى أن تبدأ الجولة المحلية من فوكوشيما يوم 26 مارس.
وطالب المنظمون الجماهير بعدم التجمهر في مسار الشعلة كما ألغوا العديد من الأحداث في خط سيرها. وقال المنظمون إن العدائين والعاملين ستتم مراقبة درجة حرارة أجسادهم وحالتهم الصحية.
وقال بعض الرياضيين ومن بينهم كاترينا ستيفانيدي البطلة الأولمبية في منافسات القفز بالزانة، إن قرار اللجنة الأولمبية الدولية بإقامة الأولمبياد يضع صحة الرياضيين في خطر في الوقت الذي فرضت بعض الدول الحجر الصحي الشامل في محاولة لاحتواء انتشار الفايروس.
وتبدأ جولة الشعلة في مركز تدريب لكرة القدم في فوكوشيما كان مقرا للعاملين الذين كافحوا للتعامل مع ثلاثة انهيارات في مفاعل فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية بعد موجات المد العاتية في 2011.
وستمر الشعلة بالعديد من المناطق الشهيرة في اليابان في الرحلة التي تمتد على مدار 121 يوما إلى الملعب الأولمبي ومن بينها جبل فوجي ومتنزه هيروشيما التذكاري للسلام وقلعة كوماموتو.
وإلى جانب المخاوف من الإصابة بالفايروس، يرى رياضيون ومسؤولون أن عمليات الإغلاق المفروضة في بعض أنحاء العالم واستمرار التدريبات في أنحاء أخرى ستسفر عن منافسة غير عادلة في الدورة الأولمبية التي تشكل علامة بارزة في حياة كل رياضي.
واعترفت اللجنة الأولمبية الدولية بأنها تسعى للوصول إلى الحل الأقل أثرا سلبيا على الرياضيين، وقال باخ إن المؤتمر الذي عقد عن بعد مع الرياضيين أمس الأول الأربعاء كان "بناء للغاية وأوضح لنا الأمور بشكل كبير".