الموسيقى تخفف الضغوط الاجتماعية على السودانيين

أصوات الموسيقى الصاخبة بدأت تنطلق في الحفلات العامة بالخرطوم حيث يمكن للرجال والنساء الاختلاط بحرية دون قيود من السلطات.
الأربعاء 2020/03/18
الثورة تحرر النساء

تشهد الحياة الثقافية في الخرطوم انتعاشة كبيرة بفضل الثورة التي خففت من القيود على الموسيقيين، نساء ورجالا، وسمحت بتقديم عروض في شوارع ومحطات العاصمة السودانية بعد أن كانت مقيدة بفضاءات ومناسبات معينة. 

الخرطوم- انتعشت في شوارع الخرطوم فعاليات وعروض موسيقية نسائية منحتها الثورة قبلة الحياة، بعد قيود وتحفظات دامت سنوات طويلة. وتوفرت في العاصمة السودانية بفضل الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير، مساحة أكبر للأنشطة الثقافية بشتى أنواعها ومجالاتها.

وبدأ الأمر بانتعاشة فنية وموسيقية خلال الاحتجاجات، لكن في الوقت الذي ينتقل فيه السودان نحو الديمقراطية، يرى كثيرون أن التغييرات الاجتماعية ما زالت ضئيلة للغاية، إذ لا تزال القوانين المقيدة موجودة في كتب القانون وما زال تمثيل المرأة ناقصا بعد الانتفاضة التي ساعدت في قيادتها.

وقالت سمية عبدالحي، طالبة في كلية الموسيقى والدراما جامعة السودان “نحن نعي بأن التغيير لن يأتي سريعا أو بمجرد حدوث الثورة”. وأضافت عبدالحي (23 عاما) “المسألة ستأخذ وقتا لكن الجديد أن الثورة حملت إلينا الأمل في أن كل الأشياء قابلة للتغير، وأن ما كنا نراه خطأ يمكن أن يتغير.. نحن أنفسنا يمكن أن نتغير”.

ولفتت أنيتا سايمون، وهي راقصة شابة في فرقة صوت النوبة، إلى أن “عروضهم كانت تقدم في فضاءات معينة وفي مناسبات خاصة”، مضيفة “لكن الآن مع توفر الحرية يمكن أن نقدم عروضا في محطات ومواقف السيارات بل في كل مكان.. أصبحنا نعمل دون مضايقات”.

كما أصبح محمد عبدالعزيز، وهو منتج أغاني الـ”هيب هوب”، حرا في مزج الإيقاعات بالاستوديو الخاص به، في الخرطوم، بعد أن تم الاستيلاء على معداته خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العام الماضي.

وقال عبدالعزيز إن الانتفاضة أسفرت عن ازدهار مختلف ألوان الموسيقى مثل الهيب هوب والراب التي كانت تعتبر تخريبا في السابق. وتابع “كل المواضيع المتصلة بالموسيقى أو الأدوات والإنتاجات الخاصة بها كانت تتناول قضايا الثورة والتغيير والحرية وحقوقنا وواجبنا تجاه البلد”.

في الوقت الذي ينتقل فيه السودان نحو الديمقراطية، يرى كثيرون أن التغييرات الاجتماعية ما زالت ضئيلة للغاية

وانطلقت أصوات الموسيقى الصاخبة من آلات الـ”دي.جي” في الحفلات العامة بالخرطوم حيث يمكن للرجال والنساء الاختلاط بحرية. وأقيم معرض للكتاب من دون رقابة سياسية، بل وأقيم دوري لكرة القدم النسائية في الأشهر الأخيرة. وتقول الكثير من النساء إن الانتفاضة سمحت لهن بارتداء ما يردن.

وندد الواعظ، عبدالحي يوسف، من التيار المحافظ المتشدد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بوزيرة الشباب والرياضة، ولاء البوشي، بسبب تنظيم دوري كرة القدم للسيدات. ومنحت الثورة السودانية النساء حرية أكبر في ارتداء ما يرغبن فيه من الملابس، حيث كانت المرأة التي ترتدي السروال تتعرض للجلد كعقوبة لها.

وتؤدي فرقة تتألف بالكامل من النساء اللائي يرتدين قمصانا وردية وسراويل الجينز البيضاء، الرقص الإيقاعي، في وقت متأخر من المساء في مرآب سيارات ذي إضاءة خافتة بالعاصمة السودانية.

وقالت جيهان الطاهر، وهي ناشطة حقوقية في الثلاثينات من العمر، “في السابق كانت الفتيات يعانين من الإذلال والعنف بسبب الأزياء الذي يرتدينها، لكن الآن بفضل الثورة أصبح بإمكان المرأة اختيار ملابسها بكل حرية”.

ويؤكد ناشطون أن التشريعات التي يستند إليها قانون النظام العام ما زالت موجودة، وأن النساء غير محميات من التحرش الجنسي أو الاغتصاب.

وأضافت ناهد جبرالله، مديرة مركز سيما لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، أن عدد النساء اللاتي يحصلن على وظائف سياسية قليل للغاية. وتابعت أن ما تم إنجازه لا يتناسب مع دور أو نطاق مشاركة المرأة في الثورة والتغيير.

24