ليفربول يعوّل على استفاقته لإحباط آمال أتلتيكو في دوري الأبطال

سيكون نادي ليفربول أمام فرصة مثالية للإبقاء على آماله بالعودة في النتيجة على أرضه وأمام جماهيره (0-1) عندما يستقبل أتلتيكو مدريد الإسباني الأربعاء في إياب ثمن النهائي لدوري رابطة الأبطال، فيما يأمل باريس سان جرمان في صنع معجزة وقلب تأخره أمام بوروسيا دورتموند (1-2) من أجل العبور إلى الدور ربع نهائي المسابقة القارية.
لندن- يعوّل ليفربول على عودة الروح إلى لاعبيه من أجل الثأر لخسارته (1-0) أمام أتلتيكو مدريد الإسباني عندما يستقبله على أرضه في إياب ثمن النهائي دوري رابطة الأبطال الأربعاء، فيما يخطط باريس سان جرمان الفرنسي إلى قلب الطاولة على مضيفه بوروسيا دورتموند الألماني عندما يلاقيه في باريس خلف أبواب موصدة.
وكانت جماهير ليفربول قد استعادت شيئا من ثقتها في نهوض فريقها من كبوة الهزائم التي وقع فيها مؤخرا بعد فوزه السبت الماضي على بورنموث 1-2، برغم أنه حصد الفوز الـ22 على أرضه على التوالي في الدوري الإنجليزي وهو يحلّق بفارق 25 نقطة عن أقرب مطارديه مانشستر سيتي في صدارة البريميرليغ.
وفيما ضمن “الحمر” منطقيا إحراز لقبهم الأول في الدوري منذ ثلاثة عقود، فقد سقطوا في فخ ثلاث خسارات غير متوقعة في أربع مباريات ضمن مختلف المسابقات.
وحرم السقوط بثلاثية نظيفة على أرض واتفورد، رجال المدرب الألماني يورغن كلوب من الإبقاء على حلم معادلة رقم أرسنال الذي أنهى موسما كاملا دون خسارة في الدوري، ثم ودّعوا مسابقة الكأس أمام تشيلسي، ما يعني أن ليفربول لن يكون قادرا على تكرار إنجاز غريمه المحلي مانشستر يونايتد صاحب الثلاثية التاريخية في موسم 1999.
ومع ذلك، تبدو الخسارة الأصعب في الآونة الأخيرة، تلك التي عاد بها من أرض أتلتيكو مدريد الإسباني (1-0) في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ما يعني وجوب تحقيقه الفوز على الأقل في ملعبه “أنفيلد” للإبقاء على آمال الدفاع عن لقبه.
تمسك بالبقاء
قال لاعب وسطه المخضرم جيمس ميلنر “هذا موسم طويل، ورأيتم كم مباراة خضنا. في أي رياضة من الصعب أن تلعب على أعلى مستوى طوال السنة، وفي السنوات المتتالية”. وأضاف “تحاول تقديم الأفضل، لكنك لا تنجح، وهنا يتعيّن عليك إيجاد طريقة لتحقيق الفوز”.
وعندما يكون ليفربول في عزّ تألقه، يظهر بشكل واضح كيف يقلب تأخره خصوصا في نهاية مبارياته على أرضه. الشاهد الأكبر في المسابقة القارية، مواطن أتلتيكو مدريد، برشلونة، الذي فاز ذهابا الموسم الماضي 0-3 قبل أن يسقط بنتيجة مذلة 4-0 في إياب نصف النهائي.
ومع ذلك، هناك بعض الثغرات في دفاع ليفربول قد يستفيد منها فريق العاصمة الإسبانية. فبعد حفاظه على نظافة شباكه 10 مرات في 11 مباراة ضمن الدوري بين مطلع ديسمبر ومنتصف فبراير، اهتزت في مبارياته الخمس الأخيرة.
ويمكن لليفربول الاعتماد على الأقل على جمهوره الصاخب في ملعب “أنفيلد” الذي يُعدّ قلعة كروية رائعة ضمن الملاعب الأوروبية.
ولم يخسر كلوب أي مباراة قارية على أرضه منذ استلامه تدريب ليفربول في 2015، وبلغ النهائي ثلاث مرات مذاك الوقت (الدوري الأوروبي في 2016 ودوري الأبطال في 2018 و2019).
وحذّر الألماني بعد مباراة الذهاب “سيكون شباننا جاهزين. أهلا بكم في أنفيلد! لم ينته الأمر بعد”. وقال ميلنر “يتوقف الأمر علينا لتعويض نتيجة صعبة”. وأضاف “نعرف مدى قوتهم، مدى تنظيمهم، لكن آمل في الضغط عليهم وتعويض الخسارة في ليلة مميزة أخرى في أنفيلد”.
ويخيّم شبح المواسم الماضية على مباراة باريس سان جرمان الفرنسي مع ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، آملا في فكّ نحسه بهذا الدور وراء أبواب موصدة بسبب تفشي فايروس كورونا.
الشهر الماضي سقطت تشكيلة ذهبية تضم أغلى لاعبَيْن في العالم البرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي،1-2 في معقل دورتموند وأمام ثمانين ألف متفرج. لكن سان جرمان تلقّى صفعة غير متوقعة الاثنين بإعلان الشرطة المحلية إقامة الإياب دون جمهور على خلفية تفشي فايروس كورونا.
وأفادت الشرطة عبر حسابها على موقع تويتر “فايروس كورونا: التزاما بالإجراءات التي أعلنت في مجلس الدفاع مساء أمس، قررت دائرة الشرطة في باريس أن المباراة (..) ستقام خلف أبواب موصدة”.
صفعة غير متوقعة
سيحرم هذا الإجراء سان جرمان من نحو 50 ألف متفرج على ملعبه “بارك دي برانس”، حيث يأمل في كسر عقدة الخروج من الدور ثمن النهائي للمسابقة القارية في المواسم الثلاثة الماضية.
وبرغم غياب الجمهور، قد تصبّ الظروف الغريبة في مصلحة سان جرمان الذي سيلعب دون ضغوط في عقر داره. ولطالما عانى الفريق في المسابقة القارية، بحيث لم تنجح الاستثمارات القطرية الهائلة في العقد الحالي من تخطي الفريق الدور ربع النهائي.
ورُفعت لافتة بعد خسارة الذهاب استهدفت قائد الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا ونجميْ الهجوم كتب عليها “سيلفا، مبابي، نيمار، خائفون من الفوز؟ أظهروا بعض الشجاعة”.
وخلافا لمشواره الأوروبي المتعثر في الأدوار الإقصائية في العقد الحالي، يسيطر سان جرمان على الدوري المحلي وهو في طريقه للقبه السابع في آخر ثمانية مواسم من “ليغ 1”.
وحاول المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو تخفيف الضغوط عن المدرب الألماني توماس توخيل في مقابلة أخيرة مع شبكة “كانال بلوس”. وقال لاعب الوسط السابق “هذه ليست حياة أو موت. إذا خسرنا سنحاول مجددا العام المقبل. يجب أن نوقف كل السلبية. لدينا فريق رائع ولاعبون رائعون”.
يخيّم شبح المواسم الماضية على مباراة باريس سان جرمان الفرنسي مع ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم
ومع ذلك، ينبغي التفكير كيف يمكن لمشروع سان جرمان أن يستمر ويتابع خروجه المخيب من الأدوار الإقصائية المبكرة. وحتى في ظل تصريحات ليوناردو، يجد الفريق نفسه بحاجة إلى قلب تأخره بهدفي النرويجي اليافع إرلينغ هالاند، وقد يتوقف مستقبل نيمار ومبابي المطارد من ريال مدريد على نتيجة هذه المباراة.
وفي حال بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2016، سيخفّ الحمل عن كتفي الهدافين الموهوبين، ليتابع الفريق مشواره نحو إحراز اللقب للمرة الأولى في تاريخه والثانية في تاريخ الكرة الفرنسية بعد مرسيليا في 1993. ويرتبط توخيل، مدرب دورتموند السابق، بالفريق الفرنسي حتى 2021. وعلى غرار المدربين السابقين الإسباني أوناي إيمري ولوران بلان يصعب تصور استمراره بحال خروج جديد في دوري الأبطال.
وتعرّض توخيل إلى انتقادات لتغيير تشكيلته بشكل كبير في مباراة الذهاب. ويحتاج إلى تأدية كبيرة من نيمار الذي عبّر بشدة عن نيته في العودة إلى برشلونة الصيف الماضي. كما يعوّل على مبابي صاحب 30 هدفا هذا الموسم. وقال توخيل عن مبابي “عانى ضد دورتموند. رد فعله كان رائعا مذاك الوقت، وفي كل حصة تدريبية. هو حاسم وبمستوى رائع”.