المتابعة الطبية تضمن صياما آمنا لمرضى السكري

الصيام المتقطع حمية غذائية جيدة تفيد مرضى السكري من النوع الثاني.
الثلاثاء 2020/03/10
مرضى السكري يستفيدون أيضا من الصيام

يقترن الصيام بالعديد من المخاوف الصحية بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري خاصة من النوع الثاني، ولكن العديد من المسلمين يقدمون على صيام شهر رمضان رغم إصابتهم بالمرض وتحذيرات الأطباء المختصين. وأكدت بحوث علمية جديدة أن صيام شهر رمضان أو الصيام المتقطع يمكن أن يعود بالفائدة على مرضى السكري شريطة اتباعهم للنصائح وخضوعهم للمتابعة الطبية.

سنغافورة – أثبتت دراسة جديدة بحثت في صيام البالغين من المسلمين المصابين بداء السكري من النوع الثاني أن أولئك الذين خضعوا للإشراف الطبي تمكنوا من الصيام بأمان خلال شهر رمضان.

ويمتنع المسلمون خلال شهر رمضان عن تناول الطعام والشراب من الفجر وحتى المغرب. كما يشارك الكثير من المصابين بالسكري في الصيام رغم المخاوف المتعلقة بالصحة والسلامة.

ويتم اليوم الترويج للصيام من قبل المشاهير والمديرين التنفيذيين في وادي السيليكون، ولكن له جذور قديمة في الممارسات الثقافية والدينية في جميع أنحاء العالم. وأجرى فريق من الباحثين في مجال الصحة في جامعة سنغافورة الوطنية دراسة عن البالغين من المسلمين المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين صاموا خلال شهر رمضان.

وطورت كاتبة البحث الرئيسية، جويس يو شيا لي وزملاؤها مقاربة خاصة بصيام مرضى السكري تسمى “فاست”، أو “خوارزمية الصيام للسنغافوريين المصابين بداء السكري من النوع 2”. ولاحظ الصائمون الذين استخدموا نهج “فاست” لإدارة مرض السكري بالتعاون مع الرعاية الطبية تحسينات أكبر في السيطرة على نسبة السكر في الدم في نهاية التجربة.

وسعت مبادرة “فاست” إلى تمكين مرضى السكري الذين يصومون بالاستعانة بالموروثات الدينية والثقافية لمرض السكري، وأيضاً إلى إمداد معلومات تعديل الجرعات للمرضى وأطبائهم، وتشجيع المراقبة الذاتية الفعالة لجلوكوز الدم قبل الصيام وأثناءه وبعده.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مبادرة “فاست” لا تزيد من خطر نقص السكر في الدم، وخلص الباحثون إلى أن استخدام أدوات مصممة على أساس التمكين لإدارة مرض السكري مثل “فاست” يمكن أن تساعد المسلمين الذين يعانون من مرض السكري على الصيام بأمان.

وقالت لي كاتبة البحث الرئيسية، وهي أستاذة في جامعة كاليفورنيا بمدينة إيرفين، “إن مبادرة فاست هي واحدة من الأدوات الأولى التي تجمع بين التعرّف أكثر على شهر رمضان، والإرشاد لمقدمي الرعاية الصحية وعناصر تمكين المرضى”.

المصابون بداء السكري من النوع الثاني والذين خضعوا للإشراف الطبي تمكنوا من الصيام بأمان

وتشير لي إلى أن المرضى المسلمين يصومون في كثير من الأحيان دون التماس المشورة الطبية “بسبب الخوف أو حقيقة أن مقدمي الرعاية الصحية لديهم ينصحون بعدم الصيام”. وتعمل المبادرات الحساسة من الناحية الثقافية مثل “فاست” على سد فجوة ممارسة الصيام بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية والعدد المتزايد من مرضى السكري الذين يصومون لأسباب دينية أو يفكرون في الصيام وأسلوب للحياة.

وتأمل لي أن تؤدي الأدلة المستوحاة من هذه التجربة إلى إدراج خطط معالجة مرض السكري من الناحية الثقافية والدينية في خطة إرشادات الممارسة القياسية.

ويلجأ الكثير من الناس حول العالم إلى اعتماد الصيام المتقطع كواحد من أبرز وسائل تخفيض الوزن ويعتبره كثيرون وسيلة ناجعة للتخلص من السمنة واتباع نظام غذائي صحي، وتؤكد العديد من الدراسات العلمية فوائد الصيام المتقطع الكثيرة على الجسم وأهمها إنقاص الوزن عن طريق الحد من السعرات الحرارية التي يستهلكها الجسم.

وتقول الدراسات إنه خلال فترة الصيام يبدأ الجسم بحرق الدهون المتراكمة وتحويلها إلى مصدر للطاقة وهذه العملية تؤثر بدورها على تحسين مستويات السكر في الدم. ويحرص غالبية البالغين من المسلمين على الصيام باعتباره من العبادات بالرغم من إصابتهم بمرض السكري ولا يشتكي جميعهم من متاعب جراء الصيام.

وينصح مختصون في الحميات الغذائية المصابين بالسمنة باتباع حمية الصيام المتقطع رغم إصابة البعض بمرض السكري وذلك من خلال دعمه بنمط حياة صحي يقوم أيضا على ممارسة النشاط البدني والمراقبة الطبية لمستويات السكر في الدم وانخفاض الوزن.

ويوصي الأطباء والمختصون في الصحة مرضى السكري بإجراء فحوصهم الدورية خصوصا قبل بداية الصيام سواء كحمية غذائية أو كعبادة خلال شهر رمضان بالنسبة للمسلمين ويقدمون الكثير من الشروط التي يمكن أن تجعل من الصيام مفيدا لمرضى السكري وخال من المخاطر ومن أهمها القيام بفحص طبي قبل الشروع في الصيام وقياس نسبة السكر في الدم يوميا أثناء الصيام، والمواظبة على تناول علاجات السكري واختيار نظام غذائي شخصي.

وللوقاية من مخاطر الجفاف على مرضى السكري أثناء الصيام يوصي المختصون بزيارة الطبيب بشكل دوري مع تعديل كميات السوائل المتناولة في فترة الإفطار وتعديل جرعات الدواء والحرص على أخذ جرعة الأنسولين طويلة المفعول في مواعيدها ما يضمن للمرضى صياما آمنا.

Thumbnail

وكان علماء أميركيون من جامعة جون هوبكنز ورافائيل دي كابو من المعهد الوطني للشيخوخة، نشروا سابقا موضوعا شاملا عن تأثير الصوم المتقطع في صحة الإنسان.

وأفادت مجلة “ذي نيو انجلاند جورنال أوف ميدسين” بأن جوهر الصوم المتقطع يكمن في الحد جزئيا من تناول الطعام خلال فترة زمنية محددة مثلا من 8 إلى 14 ساعة، أو الصوم يومين في الأسبوع.

وتشير المجلة إلى أن مارك ماتسون من جامعة جون هوبكنز، يدرس منذ 25 سنة تأثير الصوم المتقطع في صحة الإنسان، ويتبعه في حياته. ويقول هذا النظام يحسن القدرات الفكرية ويرفع من حساسية الأنسولين، ما يمنع تطور مرض السكري، وخطر أمراض القلب والأوعية الدموية، ويحسن عمل منظومة المناعة ويطيل العمر. وقد أظهرت نتائج التجارب التي أجريت على الحيوانات والبشر، أن التناوب بين فترات تناول الطعام والجوع يحسن الصحة الخلوية. ووفقا للخبراء، هذا النظام الغذائي هو نظام طبيعي، لأن أسلافنا كانوا يعانون بين فترة وأخرى من نقص المواد الغذائية، وكانت عملية التمثيل الغذائي تتكيف مع هذا النظام.

وخلال فترة نقص السعرات الحرارية التي أساسها السكر، يبدأ الجسم بتحويل الدهون المتراكمة بداخله إلى طاقة. هذه العملية تحسن تنظيم مستوى السكر في الدم، وترفع مقاومة الجسم للإجهاد وتكبح الالتهابات.

كما بيّنت نتائج أربع دراسات أجريت على الحيوانات والبشر، أن الصوم المتقطع يخفض ضغط الدم ومستوى الدهون في الدم ويجعل نبضات القلب في حالة راحة. وهذا يؤكد على أن نظام الصوم المتقطع يخفض خطر السمنة والسكري، أفضل من الحميات الغذائية المنخفضة السعرات الحرارية.

وكشفت دراسات أخرى، أن الصوم المتقطع يفيد الدماغ، حيث لوحظ أن الأشخاص الذين اتبعوه على مدى سنتين تحسنت ذاكرتهم وقدراتهم الفكرية. كما زادت قدرتهم على مقاومة الإجهاد والأمراض.

وعموما يؤدي الصوم المتقطع إلى نتائج إيجابية في الجسم حيث يحسن تنظيم مستوى الغلوكوز في الدم؛ ويمنع تراكم الدهون في البطن.

17