دهاء غوارديولا يفسد حسابات زيدان في دوري الأبطال

ليون يقهر يوفنتوس بإسقاطه ويعقد مهمته في جولة الإياب بانتصار ثمين بهدف مقابل صفر.
الجمعة 2020/02/28
ما زال شوط ثان بيننا
 

حقق مانشستر سيتي خطوة مهمّة نحو التأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال في سيناريو مخاتل لمدربه بيب غوارديولا الذي عمد إلى توليفة سحرية أربك بها حسابات خصمه ريال مدريد وأوقعه في الهزيمة 1-2، فيما سيكون يوفنتوس أمام مهمة شاقة أمام ليون الفرنسي في جولة الإياب بعدما انقاد إلى هزيمة مفاجئة.

باريس – جنح مدرب مانشستر سيتي الإسباني بيب غوارديولا إلى أسلوب مخاتل أربك به حسابات المدير الفني لريال مدريد الفرنسي زين الدين زيدان وتفوق عليه 2-1 في صراع بين مدربين عملاقين يتنافسان على بلوغ أدوار متقدمة بمسابقة دوري أبطال أوروبا ولمَ لا التتويج باللقب، فيما كانت المفاجأة الكبرى بوقوع يوفنتوس في شراك خصمه ليون الفرنسي الذي حقق انتصارا ثمينا 1-0 في انتظار جولة الإياب بعد أسبوعين.

وغامر غوارديولا وأربك دفاعات خصمه بالاعتماد على خلطة تكتيكية سحرية تغنت بها جماهير الفريق الأزرق الحاضرة في سانتياغو برنابيو، ورد بأفضل طريقة ممكنة على قرار استبعاده المحتمل لسنتين عن البطولات القارية والذي قررت محكمة التحكيم الرياضية “كاس” تسجيله.

 وأعرب المدرب الإسباني الخميس عن سعادته الكبيرة بالانتصار الذي حققه فريقه على ريال مدريد، ونقل موقع “سكاي سبورتس” عن غوارديولا القول “أنا سعيد بالانتصار بالطبع وبالمستوى الذي قدمناه أيضا، حاولنا اللعب أمام هذا الفريق بشخصية جيدة، بدأ ريال مدريد المباراة بصورة جيدة للغاية”.

لكن المدرب الإسباني حذر لاعبيه من إمكانية عودة ريال مدريد في النتيجة في جولة الإياب، قائلا “الأمر لم ينته، فإذا كان هناك فريق في العالم قادر على قلب الأمور، فهو هذا الفريق (ريال مدريد) نظرا للخبرة والتاريخ اللذين يتمتع بهما”.

وأضاف “أنا على ثقة بأن زيدان ومساعديه سيعيدون النظر في ما قدمناه، وستكون المباراة الثانية مختلفة، علينا التحلي بالحذر والانتباه لما سيحاول القيام به، وعلينا التأقلم بسرعة ومحاولة الفوز بالمباراة”.

وحفظ سيتي بهذا الانتصار ماء وجه الأندية الإنجليزية التي سيطرت العام الماضي على مختلف المسابقات الأوروبية لكنها عانت من ثلاث خسارات في ذهاب ثمن النهائي هذا العام، بعد سقوط ليفربول حامل اللقب على أرض أتلتيكو مدريد الإسباني 0-1، توتنهام على أرضه أمام لايبزيغ الألماني 0-1 وتشيلسي على أرضه أمام بايرن ميونخ الألماني 0-3.

وكان سيتي قد صُدم مطلع الشهر الحالي لإيقافه سنتين من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة، بسبب خرقه قواعد اللعب المالي النظيف، واستأنف القرار لدى محكمة التحكيم الرياضية.

رودي غارسيا: الفوز نتاج عمل جماعي وسنبحث عن حلول إضافية في تورينو
رودي غارسيا: الفوز نتاج عمل جماعي وسنبحث عن حلول إضافية في تورينو

وقال غوارديولا قبل انطلاق المواجهة “الاستبعاد ليس حافزا للاعبين، لا يمكننا الفوز على ريال مدريد خارج الملعب، هذا فريق كبير”.

وخاض ريال، المتوج 13 مرة بلقب المسابقة المرموقة (رقم قياسي)، المباراة بعد تخليه عن صدارة الدوري المحلي لغريمه برشلونة. أما سيتي فإن تركيزه لا ينصب سوى على مسابقة دوري الأبطال بعد فقدانه منطقيا الأمل في الدفاع عن لقبه في الدوري الإنجليزي أمام ليفربول.

وهذا أول فوز لسيتي رسميا على ريال مدريد، وكانت أبرز مواجهاتهما في نصف نهائي نسخة 2016، عندما ودع سيتي محققا أفضل نتيجة له في تاريخ المسابقة.

ودفع غوارديولا بتشكيلة صادمة استبعد فيها هدافه الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، المهاجم رحيم ستيرلينغ والمدافع البرازيلي فرناندينيو.

ورأى المدرب المتوج مرتين باللقب مع برشلونة (2009 و2011) أن ستيرلينغ لم يستعد بعد لياقته، على غرار فرناندينيو، فيما اعتبر الزج بالبرازيلي غابريال جيزوس بدلا من أغويرو شأنا تكتيكيا.

لكن مفاجأته تواصلت بالرسم الفني، عندما وقف جيزوس على الرواق الأيسر، فيما بقي البرتغالي برناردو سيلفا لوحده في المقدمة أمام القائد البلجيكي كيفن دي بروين.

وقال جيزوس عن لعبه في مركز الجناح قبل دخول ستيرلينغ في نهاية اللقاء “أتذكر أيامي في أكاديمية بالميراس عندما كنت ألعب كجناح ثم أصبحت مهاجما، لكني أنزل أرض الملعب لمساعدة زملائي، ولا يهم إذا كنت أركض إلى الخلف أو الأمام. يجب أن نغير مراكزنا أحيانا”.

أما دي بروين فشرح “في  أربع سنوات مع بيب يفاجئك أحيانا. أحيانا لا يتم إبلاغ اللاعبين بمهامهم حتى قبل المباراة بقليل”.

وفي المقابل، ترك الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال الجناح الويلزي غاريث بايل المبعد أخيرا عن المواجهات الأساسية ولاعب الوسط الألماني طوني كروس خارج تشكيلته.

في المباراة الثانية، سجل لوكا توزار الهدف الوحيد في الدقيقة 31 ليقود فريقه إلى فوزه الأول على بطل الدوري الإيطالي في الأعوام الثمانية الأخيرة والمتوج بلقب المسابقة القارية العريقة مرتين، فيما تبقى أفضل نتيجة لليون دور الأربعة موسم 2009-2010.

وفرض ليون أفضليته في الشوط الأول وترجمها إلى هدف، فيما تفوق فريق “السيدة العجوز” في الثاني دون أن ينجح نجمه وهداف المسابقة القارية الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو في إدراك التعادل.

ودفع مدرب ليون رودي غارسيا بالوافد الجديد برونو غيمارايش أساسيا للمرة الثانية منذ انضمامه إلى صفوفه قادما من أتلتيكو باراناينسي. وفي المقابل، اختار مدرب يوفنتوس ماوريسيو ساري الدفع بلاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو أساسيا على حساب مواطنه بليز ماتويدي في ثالث مباراة له أساسيا في تشكيلة فريق “السيدة العجوز”، وجلس الأرجنتيني غونزالو هيغواين على مقاعد البدلاء على غرار فيديريكو برنارديسكي.

وقال البرازيلي دانيلو مدافع يوفنتوس “لا يمكننا اللعب كما فعلنا في الشوط الأول في مباراة هامة مماثلة. في الإياب يجب أن نلعب كما فعلنا في الجزء الأخير من هذه المباراة”.

أما زميله المدافع ليوناردو بونوتشي فشرح “كانوا الأفضل بكل شيء في الشوط الأول، لا أعرف لماذا. كانت مقاربتنا خاطئة، شعرت بذلك قبل ضربة البداية. كنا بعيدين عن بعض في الشوط الأول، وسهلنا الأمور على ليون. يجب أن نعمل كثيرا لأننا لا نتحمل مباراة مماثلة في تورينو”.

أشاد رودي غارسيا مدرب أولمبيك ليون بلاعبيه مؤكدا أن فريقه استحق الفوز. وقال غارسيا “لقد اختلف مستوانا على مدار الشوطين، كان الأداء رائعا في الشوط الأول، والتزم اللاعبون تماما بالتعليمات، ولم نعان على الإطلاق باستثناء محاولات كريستيانو رونالدو”.

وأشار المدرب الفرنسي إلى أن “الفوز هو نتاج للعمل الجماعي وليس للاعب بمفرده، سنضطر إلى قطع كيلومترات لمواجهة يوفنتوس، سنبحث عن حلول جماعية، وبالتأكيد علينا تسجيل هدف في معقل الفريق الإيطالي”.

23