النتائج المخيّبة للنجم الساحلي محليا تهدّد مسيرته القارية

النجم الساحلي ما زال يعاني محليا ونتائجه في الدوري لا تعكس ما يحققه في المنافسة القارية، في ظل أوضاع تجعله تحت ضغوط قوية.
السبت 2020/02/08
البحث عن المساحات

يعيش النجم الساحلي التونسي العديد من المشاكل سواء من حيث النتائج التي تبدو متواضعة ومخيبة محليا أو على مستوى الأوضاع المالية التي تهدد استقراره وتجعله يعيش تحت وطأة ضغوط قوية من شأنها أن تربك حساباته وتجعله غير قادر على التحضير كأفضل ما يكون للمواجهة القارية ضد الوداد البيضاوي المغربي في دوري رابطة الأبطال.

تونس – نجح النجم الساحلي التونسي في كسب رهانه الأول، حيث وفق في التأهل إلى الدور ربع النهائي من المسابقة الأعرق والأقوى أفريقيا، ليكون بذلك ضمن ثمانية فرق ستتراهن بكل قوة من أجل التقدم في مسابقة دوري الأبطال والسعي إلى التتويج بلقبها.

وحلم النجم بتجديد العهد مع هذا اللقب القاري الذي فاز به في مناسبة واحدة في السابق وتحديدا سنة 2007، تجدد خاصة وأنه تمكن من التأهل في المركز الأول إثر منافسة قوية ومحتدمة ضمن مجموعة ضمت على وجه الخصوص الأهلي المصري والهلال السوداني.

ومكّنه التأهل في صدارة المجموعة من تجنب الصدام مع أصحاب المراكز الأولى في بقية المجموعات، لتضعه القرعة في مواجهة مغاربية خالصة ضد الوداد البيضاوي الذي سبق أن واجهه الموسم الماضي ضمن مسابقة البطولة العربية وتمكن من التغلب عليه والتأهل على حسابه.

ونوّه لاعب الفريق ماهر الحناشي بما حققه النجم الساحلي في المسابقة القارية، حيث أوضح أن فريقه استحق عن جدارة انتزاع بطاقة العبور إلى دور الثمانية. وقال الحناشي في تصريح لـ”العرب”، “بعد الفوز على الأهلي داخل قواعدنا وهزم الهلال في ملعبه الصعب للغاية، يحق لنا التفاؤل بقدرتنا على الذهاب بعيدا في دوري الأبطال، تنتظرنا مواجهة قوية ضد الوداد لكننا نملك الخبرة المطلوبة كي نؤمن لأنفسنا مكانا ضمن المربع الذهبي”. وشدد لاعب النجم على أن النجاح في تحقيق النتيجة المطلوبة عند مواجهة الوداد المغربي يمرّ عبر حسن الإعداد والتركيز التام أثناء فترة الإعداد لمباراتي الذهاب التي ستقام في المغرب نهاية الشهر الحالي والإياب المبرمجة في تونس في بداية شهر مارس المقبل.

نتائج متناقضة

بالتوازي مع تحقيق نجاح نسبي في دوري الأبطال والوصول إلى دور متقدم من المسابقة، فإن النجم الساحلي ما زال يعاني محليا ونتائجه في الدوري لا تعكس بالمرّة ما يحققه في المنافسة القارية.

وتكفي للتأكيد على هذا التناقض الإشارة إلى أن الفريق يحتل المركز السادس في الدوري التونسي الممتاز وبفارق 18 نقطة كاملة على صاحب المرتبة الأولى بعد نهاية منافسات مرحلة الذهاب.

ماهر الحناشي: لم نكن في أفضل حالاتنا فضلا عن تأثر الفريق بالغيابات
ماهر الحناشي: لم نكن في أفضل حالاتنا فضلا عن تأثر الفريق بالغيابات

والأكثر من ذلك أن النجم الساحلي عجز طيلة مبارياته الخمس الأخيرة محليا عن تحقيق الفوز، بل اكتفى بتعادلين مخيّبين ضد النادي الأفريقي والصفاقسي مقابل الخسارة في ثلاث مناسبات ضد الملعب التونسي ونجم المتلوي ثم الترجي التونسي. وهذه النتائج المتواضعة جعلته يبتعد مبكرا عن حسابات المراهنة على لقب الدوري الغائب عن خزائن الفريق منذ موسم 2015 ـ 2016، كما أن مهمة تأمين مركز مؤهل للمشاركة القارية الموسم الماضي تبدو أيضا صعبة بما أن الفارق الذي يفصله عن صاحبي المركزين الثاني والثالث يبدو كبيرا.

وبخصوص النتائج المتواضعة التي حققها الفريق طيلة الفترة ضمن الدوري الممتاز، أشار الحناشي إلى وجود عدة أسباب ساهمت في تراجع هذه النتائج، مبيّنا بالقول “لم نكن في أفضل حالاتنا في عدة مباريات بسبب عدم إجراء مبارياتنا على ملعبنا المغلق، فضلا عن ذلك تأثر الفريق في عدة مناسبات بغياب عدد من اللاعبين المؤثرين”.

كانت المؤشرات الأولية في بداية الموسم توحي بأن النجم يعيش على وقع مشاكل عديدة لفترة طويلة. فالنتائج المحققة في البداية لم تكن موفقة حيث خسر الفريق لقب كأس تونس بعد السقوط أمام الصفاقسي، وتواصلت النتائج المخيبة محليا الأمر الذي دفع إلى إقالة المدرب السابق فوزي البنزرتي.

وإلى جانب الصعوبات الفنية وغياب الاستقرار على مستوى الجهاز الفني، عانى النجم من مشاكل إدارية حيث أعلن رئيس النادي رضا شرف الدين في أكثر من مناسبة استقالته من منصبه قبل أن يكون في كل مناسبة مضطرا إلى المواصلة بسبب غياب مرشح يتولى خلافته.

وعانى الفريق من افتقاره لملعب خاص به هذا الموسم، حيث يشهد الملعب الأولمبي بسوسة إصلاحات كبيرة ولن يكون جاهزا لاحتضان المباريات إلا مع بداية الموسم المقبل.

ومن الأسباب غير المباشرة التي أدت إلى تراجع نتائج النجم محليا وجود مشاكل مالية كبيرة، حيث عجزت الإدارة في عدة مناسبات عن خلاص أجور اللاعبين والجهاز الفني، وهذا الأمر دفع اللاعبين إلى الإضراب عن التمارين مطالبين بالحصول على مستحقاتهم، وهو ما أفقدهم التركيز وساهم في حصول نتائج مخيبة. وعقب المباراة الأخيرة التي أقيمت منتصف هذا الأسبوع ضد النادي الصفاقسي عاش الفريق على وقع مشاكل جمة بعد رفض اللاعبين المشاركة في التدريبات إلى حين حصولهم على جزء من مستحقاتهم، كما احتجت جماهير الفريق أمام مقر النادي للمطالبة برحيل عدد من اللاعبين الذين تراجع مستواهم كثيرا.

ضغوط متواصلة

في خضم هذه الأوضاع فإن الفريق لم يكن قادرا على التوفيق بين التألق قاريا ومحليا ونتائجه لا تعكس حجم المصاريف التي أنفقتها إدارة النادي من أجل دعم الفريق بلاعبين جدد سواء في بداية الموسم أو في الميركاتو الشتوي. وفي سياق متصل أوضح الإيفواري سليمان كوليبالي في تصريح لـ”العرب”، أن الفريق قادر على تجاوز سوء النتائج شريطة توفر كل الظروف الملائمة.

وأضاف بالقول “لدينا مجموعة جيدة للغاية من اللاعبين، والفريق الذي تألق في دوري الأبطال قادر على التدارك محليا في صورة التخلص من الضغوط والمشاكل الجانبية”.

وفي سياق متصل يبدو أن المدرب الإسباني، كارلوس غاريدو، يعيش آخر أيامه مع النجم الساحلي، فبسبب تواضع نتائج الفريق محليا وفشله في تحقيق المطلوب منه، باتت إقالته مسألة وقت فقط، ومن الوارد بشدة أن تحصل القطيعة بينه وبين النجم في غضون ساعات. وما زاد في قناعة إدارة النجم بضرورة إقالة هذا الفني رغم النتائج الجيدة قاريا أنه “تهجّم” بشكل علني على مسؤولي النادي ونسب لهم كل أسباب فشله في تحسين قدرات النجم ونتائجه منذ تسلم مهامه على رأس الفريق.

وفي تصريحه لـ”العرب” عقب المباراة الأخيرة ضد الصفاقسي شدد غاريدو على أن فريقه يقدم مستوى جيدا لكن المشاكل الإدارية أضرت به كثيرا، مضيفا بالقول “في ظل غياب ملعب وعدم تمكين اللاعبين من مستحقاتهم ووجود مشاكل إدارية لا يمكن بسهولة تحقيق نتائج ممتازة”.

ونفى نائب رئيس النجم الساحلي فيصل خليفة وجود أي تقصير من إدارة ناديه، مؤكدا أن النتائج السلبية يجب التعامل معها بحكمة، وينبغي على إدارة النجم اتخاذ القرار السليم لإعادة االفريق إلى المسار الصحيح خصوصا في ظل الانتظارات الكثيرة المقبلة.

النجم الساحلي.. شبح الإقالة يطارد المدرب ولاعبون يضربون عن التمارين

22