سفن كروز تتوجه للخليج بحثا عن موسم سياحي دافئ

دول الخليج تعمل على تحويل وجهة السفن السياحية إليها مستغلة الطقس المعتدل في الشتاء ليستمتع السياح بعطلة قصيرة.
الأحد 2020/01/19
فندق عابر للبحار

تتنوع أنماط السياحة ومواسمها، فبعد الصيف يختار البعض قضاء عطلته الشتوية في المناطق الدافئة، كما أصبح البعض يفضل زيارات خاطفة لأكثر عدد من المدن والدول في رحلة واحدة بدل الإقامة في مكان واحد لأسبوع أو أكثر. وتعتبر سفن كروز بمثابة مدن متنقلة تتيح فرصة اكتشاف أفضل الوجهات السياحية المطلة على البحر.

دبي – الرحلة السياحية في السفن الضخمة هي بمثابة إقامة في نزل متحرك من شاطئ إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، هي أيضا رحلة اختصار المواقع السياحية الشهيرة فبدل الإقامة في مدينة أو قرية إسبانية خلابة لمدة أسبوعين، يمكن زيارة كل المواقع السياحية في منطقة البحر المتوسط كإسبانيا والمغرب وتونس وإيطاليا وفرنسا، هي زيارات خاطفة قد تحرم السائح من الاستمتاع بعادات وتقاليد الشعوب لكنها تعطي فكرة عامة على كل تلك المناطق في آن واحد.

وإذا كانت دول البحر الأبيض المتوسط قد استحوذت على الرحلات السياحية الصيفية، فإن دول الخليج تعمل على تحويل وجهة هذه السفن السياحية إلى مناطقها السياحية مستغلة الطقس المعتدل في الشتاء لقضاء عطلة في “موسم البواخر السياحية” الذي يفتتح بداية من أكتوبر ويمتد حتى أبريل ومايو.

في السنوات الأخيرة صارت أفضل السفن السياحية ترسو في موانئ الإمارات والكويت والبحرين وعمان، ويبشر هذا الموسم بالحركة والنشاط، فقد استقبلت موانئ دبي في 29 ديسمبر الماضي 6 سفن سياحية دفعة واحدة رست في ميناء راشد الحائز على عدة جوائز عالمية، وتم استقبال 60 ألف سائح قدموا على  متن “ماين شيف 5” التابعة لـ”تي.يو.أي كروزيس”، و”هواريزون” لـ”بولمانتور كروزيس”، و”أم.أس.سي ليريكا” لـ”أم.أس.سي كروزيس”، و”كارنيكا”، لـ”جاليش كروزيس”، بالإضافة إلى سفن سياحية تابعة لمشغلين عالميين ترسو لأول مرّة في دبي مثل “كوستا دياديما” لـ”كوستا كروزيس”، و”جول أوف ذا سيز” لـ”رويال كاريبيان”.

وقال محمد عبدالعزيز المناعي المدير التنفيذي لميناء راشد، “إن الاستقبال الناجح لأكثر من 60 ألف زائر بحري في يوم واحد هو خير دليل على مستوى الكفاءة التشغيلية التي وصلنا إليها. كما أن رسو ست سفن سياحية في يوم واحد إنما يعكس الثقة الكبيرة التي يضعها مشغلو الرحلات البحرية في قدراتنا التشغيلية”.

الإمارات والبحرين وعمان والسعودية وجهات تستحق الزيارة
الإمارات والبحرين وعمان والسعودية وجهات تستحق الزيارة

ويتوقع أن تستقبل الإمارة خلال هذا الموسم أكثر من مليون زائر و200 سفينة سياحية، كما سيشهد زخماً أكبر ضمن الجهود التي تقوم بها “لجنة السياحة البحرية” التي تسعى إلى ترسيخ مكانة دبي في القطاع السياحي.

ومن المتوقع أن يبلغ عدد زيارات السفن المسيرة لسلطنة عمان خلال الموسم 310 سفينة، منها حوالي 71 سفينة إلى ميناء صلالة و73 سفينة إلى ميناء خصب و166 سفينة إلى ميناء السلطان قابوس السياحي، وعلى متن تلك السفن الآلاف من السياح من مختلف دول العالم.

وقال عبدالله بن سيف السعدي رئيس قسم السفن والرحلات السياحية بوزارة السياحة، إن السلطنة تعمل على جذب السفن السياحية العملاقة لزيارة موانئ السلطنة في إطار جهودها للترويج للمقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة.

وأشار إلى أن السفينة السياحية العملاقة “ماريلا ديسكفري” ستقوم للمرة الثانية بعملية تبادل الركاب في السلطنة خلال شهر أبريل من عام 2020 لـ900 سائح قادم و900 سائح مغادر في أكبر عملية تبادل سياحية للسياح في السفر من السلطنة جوا وبحرا مما يثري الموسم السياحي الشتوي ويعزز من إثراء الأسواق وتشغيل المطارات وشركات السفر والسياحة.

ويرافق هؤلاء السياح مرشد سياحي يجيد لغة هؤلاء السياح خلال زيارتهم بعض المعالم الرئيسية كزيارة القلاع والحصون والأسواق التقليدية.

ومن المنتظر أن يتم تنظيم زيارة للقرى العمانية التي تتكون من جداول المياه والأفلاج وأشجار النخيل مثل قرية الخوض في محافظة مسقط وقرية غلا والحمام في ولاية بوشر وقرية العامرات، وهي نماذج حية للقرية العمانية الأصيلة بحاراتها القديمة وطرقها المتعرجة والضيقة وقنواتها المائية وجداولها التي مازالت تنبض بالحياة.

ذكرى زيارة خاطفة
ذكرى زيارة خاطفة

ويعتبر موسم البواخر السياحية فترة بالغة الأهمية في تقويم السنة السياحية في البحرين، لأن الزوار يتوجهون إلى أبرز المعالم الحضارية في البحرين والأسواق التقليدية، مثل سوق المنامة القديم، وحلبة البحرين الدولية وشجرة الحياة، ومركزالجسرة للحرفيين، ومتحف البحرين الوطني وجامع الفاتح، وسوق المنامة.

وفي السعودية أكد مختصون في قطاع السياحة، أن الموقع الإستراتيجي للمملكة، وتنوع الثقافات البحرية على سواحلها، وجاهزية البنية التحتية للموانئ، كلها عوامل تعزز استقطاب السفن السياحية العملاقة – الكروز.

وأشاروا إلى أن المملكة تتميز بمواقع سياحية متنوعة فضلا عن قدرات لوجيستية للموانئ، إضافة إلى التسهيلات في التأشيرات السياحية، إلى جانب المشروعات الجديدة، مما يجعلها واجهة جاذبة لتلك الرحلات العالمية.

وأكد الخبير بالأعمال اللوجيستية سالم الدوسري، أن موقع المملكة الجغرافي منحها ميزة تنافسية لتطوير القطاع والاستفادة من سواحلها البحرية.

وأضاف، أن البنية التحتية للموانئ السعودية تتميز بقدرات لوجيستية مرتفعة تجعل المملكة واجهة جاذبة للسفن السياحية العملاقة كروز، متوقعًا أن تشهد المملكة تطورا كبيرا لاسيما مع ما تمتلكه من معالم تاريخية ودينية عريقة، فضلًا عن المعالم السياحية المتنوعة.

وقال المستشار السياحي حمود القويفل، إن موقع السعودية الإستراتيجي وتنوع الثقافات البحرية الممتدة على سواحلها، يسهمان في استقطاب السفن الكروز للتعرف على الثقافات المتعددة بموروثها البحري.

وأشار إلى أن الرحلة الواحدة ستستغرق من 10 إلى 15 يومًا بعرض البحر، مضيفا، أن المشاريع العالمية، التي دشنت مؤخرا ومنها نيوم ومشروع البحر الأحمر تعد نقلة نوعية للرحلات البحرية، مؤكدا أن السياحة البحرية ستنتعش لاسيما بعد الإعلان عن التأشيرات السياحية للمملكة وسهولة الحصول عليها.

16