الإماراتيون يرتقون بالتخييم من بساطة البدو إلى فخامة العصر

الشتاء في الإمارات موسم التخييم في البادية حيث تنشط الحركة التجارية للوازم الرحلات البرية، وتؤثث إمارة الشارقة موسم التخييم هذه السنة بافتتاح الدورة الأولى من معرض لتجهيزات المخيمات وإكسسواراتها ومعدات ولوازم الصيد والرماية.
الشارقة- تنطلق الثلاثاء 26 نوفمبر الجاري في مركز أكسبو الشارقة فعاليات الدورة الأولى من معرض “التخييم والمغامرات 2019” الذي يقدم أحدث ما توصلت إليه الشركات المتخصصة في مجال التخييم ورحلات السفاري من تجهيزات المخيمات وأكسسواراتها ومستلزمات الرحلات البرية والبحرية ومعدات ولوازم الصيد والرماية.
ويزداد إقبال الإماراتيين على التخييم في البر بين شهري نوفمبر ومارس، إذ تعتدل درجة الحرارة، ما يغري العائلات والشباب بالخروج إلى البر والتخييم أياما عدة، بينما يفضل الإماراتيون قضاء أشهر الصيف على شاطئ البحر مع ارتفاع درجة الحرارة التي تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية.
ويشارك في المعرض الذي يستمر حتى الـ30 من نوفمبر الجاري عدد كبير من الشركات العالمية والمحلية، وتتضمن فعالياته العديد من الأنشطة الترفيهية التي تحاكي مغامرات رحلات التخييم بالإضافة إلى عروض حية ومسابقات ومفاجآت تجمع بين المتعة والترفيه، موجهة للشباب والعائلات.
قال سيف محمد المدفع الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، “ينتظر الكثير من المواطنين والمقيمين من محبي التخييم اعتدال الطقس، من أجل الاستمتاع برحلات البر، وهو ما يدفع الكثير منهم إلى التعرف على الجديد في أدوات التخييم، إضافة إلى صيانة الأدوات القديمة، استعدادا لاستئناف الموسم، وإن إمارة الشارقة تعدّ من أكثر الإمارات تنوعا في جغرافيتها الصالحة لممارسة هواية التخييم، لذلك ارتأينا أهمية إطلاق معرض متخصص يجتذب الشركات العاملة في هذا المجال في واحدة من أهم المناطق استقطابا للتخييم ورحلات السفاري”. ومن أشهر المناطق التي يخيم فيها أهالي الشارقة، وادي العيصية، ووادي تاهل، والمسند، وبالوحوش وطوي حسين نسبة لحسين بن لوتاه، وهذه جميعها آبار ماء، تشكل كلها الآن منطقة البطايح، أما أهل الجبال فكانوا يخيمون في المناطق الجبلية منها البثنة والسيجي والغيل.
ويقول الإماراتيون، إن البدو وحدهم من عرفوا في الماضي التخييم، بحثا عن الكلأ، إذ يشدون الرحال سعيا وراء العشب، وإذا وجدوه في منطقة خيموا بالقرب من آبار الماء.
وكان الإماراتيون أيضا يخيمون في الماضي للقنص، كلّ في منطقته، وكان الشيوخ أكثر من يقوم بطلعات البر من أجل ممارسة الصيد والقنص، إذ يختارون منطقة معينة، وينصبون خيامهم فيها طوال فترة القنص كمعسكر لهم يقيمون فيه، ويستقبلون ضيوفهم.
أما الآن فيقبل الإماراتيون عائلات وشبابا على التخييم، خصوصا أيام الإجازات المدرسية، قال علي بن رشيد من منطقة البطايح في الشارقة، “إن الخروج للبر صارت عادة سنوية يمارسها الإماراتيون في فصل الشتاء وهو موسم سنوي يعد ضربا من ضروب العادات والتقاليد.. حيث يلجأ أبناء الإمارات إلى نصب الخيام واستذكار حياة الأجداد الذين عاش الكثير منهم بالطريقة نفسها مع الفرق في متطلبات التخييم الحالية والتي أصبحت مجرد ترف معيشي بعدما كانت مسكنا ضروريا للكثير من المواطنين في الماضي”.
وأضاف، “التخييم الآن لم يعد بأدوات بدائية كما كان في السابق بل تحولت الخيام إلى أشباه منازل مكتملة في وسط الصحراء حيث تزود بأجهزة التلفاز ويتصل بعضها بالأقمار الاصطناعية وتتوافر بها مختلف وسائل الترفيه حتى أن بعضها مزود بكماليات أكثر من الفلل، إضافة إلى أفران الطهي وغيرها من الأجهزة المنزلية الإلكترونية”.
ولا تختلف عُدّة التخييم سواء للعائلات أو الشباب، حيث تبدأ من شراء الحطب والفحم والعصائر وذبيحة للشواء، والإناء الحديدي الذي يوقد فيه الفحم، والشاي والقهوة، والماء البارد في الحافظات ومولّد صغير لإنارة المكان.
وفي ما يخص أدوات المطبخ بكل مستلزماتها يتم وضعها كلها في القاطرة المرتبطة بالسيارة، وتحسبا لأي مكروه لا بد أن تتوافر معدات الإسعافات الأولية، وجهاز إطفاء الحريق، والأدوات الصحية والتعقيم.
ويؤكد سالم الفضلي صاحب محل للوازم الرحلات، أن الحياة تغيرت عن السابق وأصبحت أكثر رفاهية، وينعكس ذلك على جميع مناحي الحياة بما فيها رحلات التخييم والبر، ويوفر في محله، الخيام سواء للبيوت أو الرحلات الخارجية، وكذلك الجلسات العربية، موضحا، أنه يتوفر على جميع المقاسات والأشكال، مشيرا إلى أن الخامات المستعملة في صنع هذه الخيام تعد من أجود الأنواع.
ويرى عبدالحكيم محمد صاحب محل لمعدات الصيد والرحلات البرية، أن الأذواق تختلف من شخص لآخر ومن عائلة لعائلة، حيث هناك من يطلب أحدث معدات التخييم، بالإضافة إلى الأكسسوارات التي تزين الخيام، وأن هناك عائلات تدخل في منافسة على تزيينها بأحدث التفاصيل، خاصة عند الخروج الجماعي إلى البر.
ومن هذه الأدوات براد الشاي المغربي، وكذلك الطاجين الصغير، وأدوات الزينة التراثية، ودورات المياه والمغاسل، والأفرشة المكونة من الريش، وصوف الخروف الصغير، والكراسي المريحة، والشوايّات الضخمة، وكل ما يلزم من أدوات تحوّل الرحلة إلى لحظات لا تنسى بين جميع أفراد العائلة، أو مجموعة الشباب.
وتطور التخييم في الإمارات اليوم حيث توفرت الحافلات (الكرفان)، كما بنيت المنتجعات الفخمة في كامل صحراء وصارت تجتذب السياح من مختلف دول العالم وخاصة من القارة الأوروبية التي يتسم شتاؤها بالبرد القارس، هذا بالإضافة إلى المقيمين الذين يختارون قضاء العطلة الشتوية في الصحراء.