لا حاجة للبصر لاستكشاف الكون

برلين – يشغل جيرهارد يافوريك وظيفة عالم كمبيوتر بمعهد كارلسروه للتكنولوجيا بألمانيا، وهو مولع بإجراء أبحاث حول الفضاء الخارجي، وتشير الجمعية الفلكية الألمانية إلى أنه العضو الوحيد الكفيف فيها.
ويتم بشكل مستمر سؤال يافوريك، الذي ولد أعمى، حول كيف يمكنه أن يستكشف الكون دون أن يستطيع الرؤية، ويرد قائلا إنه “لا يمكن من الناحية النظرية رؤية أكثر من 4 أو 5 بالمئة من الكون”، والباقي عبارة عن مادة سوداء لا يمكن على أي حال لأحد أن يراها، وهو متخصص في “الفلك الشامل” الذي يعني علم الفلك سواء للأشخاص العاديين أو لذوي الاحتياجات الخاصة.
ويلقي عالم الكمبيوتر الألماني محاضرات حول هذا الموضوع، كما ألف كتابا بعنوان “أعمى أمام النجوم: طريقي كفلكي”، وهو يطور أيضا موادا مبتكرة مثل نماذج بطريقة الطابعة ثلاثية الأبعاد، وخرائط للنجوم يمكن التعرف على محتوياتها عن طريق اللمس والتي تسهل على فاقدي البصر “رؤية” النجوم.
وقالت عالمة الفلك سوزانه هوته مايستر رئيسة القبة السماوية الاصطناعية “البلانتاريوم” بمدينة بوخوم إن ”يافوريك قد لا يكون درس علم الفلك، غير أن ما يفعله في مجال التعليم لهو أمر غير عادي، وأنا أضعه على قدم المساواة مع الخبراء الأعضاء في الجمعية الفلكية”.
وشعر يافوريك بالولع بالفلك منذ طفولته، في البداية من فيلمي “ستار تريك” و“حرب الكواكب”، ثم في وقت لاحق من المواد العلمية والدراسة المكثفة للكتابات المتخصصة في هذا المجال، ويقول “اكتشفت في وقت ما أن علم الفلك شامل”، وهو يعني بذلك أن الأشخاص الذين لديهم إعاقات بصرية يمكنهم أيضا أن يكونوا خبرات وأن يحصلوا على معلومات حوله.
وأوضح أن الحقائق الفلكية يمكن سماعها، قائلا إن أي نوعية من البيانات العلمية مثل مدارات الكواكب يمكن نقلها عن طريق الصوت، فكل مدار له صوت مختلف.