اللبنانية تنتفض.. لكن على طريقتها

بيروت - استقطبت النساء في شوارع بيروت، اهتمام وسائل الإعلام، وهن يرقصن، أو يهتفن، أو يساهمن في تنظيم التجمعات، لكن أبعد من المشاركة تحت شعار “الثورة” على الطبقة السياسية، لنساء لبنان مطالبهنّ الخاصة بحقوق لا زلن محرومات منها.
وقالت سحر، امرأة أربعينية وهي إحدى المشاركات في المسيرات الاحتجاجية، “نحن كنساء نتعرض للظلم مرتين. بالإضافة إلى كل الظلم الذي نتعرض له كشعب، توجد كمية من القوانين المجحفة بحقنا كنساء، من الأحوال الشخصية الطائفية إلى العنف الأسري وقانون الجنسية وغيرها”.
وتدافع اللبنانيات منذ سنوات عن حقهنّ في منح الجنسية لأولادهن، إذ لا يحق للبنانية إعطاء جنسيتها لأولادها إذا تزوجت من أجنبي، ويطالبن بإقرار قانون مدني موحد للأحوال الشخصية وبقوانين تسهل حصولهنّ على حضانة أولادهنّ في حال الطلاق.
وعلى وقع قرع الطبول وترداد أغنية “طالعة تسقّط النظام”، رفعت المشاركات في المسيرة لافتات كتبت عليها عبارة “الثورة أنثى” و”لن ننتظر الثورة حتى تنتهي لكي نطالب بحقوقنا، نحن الثورة”.
وتشارك النساء بشكل واسع في التظاهرات التي اندلعت منذ 17 أكتوبر الماضي، يطلقن الهتافات، وينظمن التجمعات، ويقدن الحملات على المواقع الاجتماعية، ويطالبن بحل مشاكل البطالة، والكهرباء، ووقف هجرة الشباب، و”استرجاع الأموال المنهوبة” وغيرها، لكن يطالبن أيضا بحل مشاكلهن المزمنة.
ويرى ناشطون أن افتقار النساء في لبنان، الذي يُنظر إليه على أنه الأكثر انفتاحاً بين دول المنطقة، إلى حقوق عديدة يعود خصوصا إلى أن قانون الأحوال الشخصية المعتمد قانون ديني.
وتوضح زويا جريديني روحانا، مديرة منظمة “كفى عنفا واستغلالا” غير الحكومية الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة، “لا يوجد قانون موحد للأحوال الشخصية بل قوانين مختلفة تابعة لمحاكم شرعية ومذهبية وروحية لخمس عشرة طائفة مختلفة في لبنان”، موضحة أن “هذه القوانين تميز ضد النساء خصوصاً في ما يتعلق بالزواج والحضانة والوصاية على الأولاد”، والتي تعطي فيها معظم الأديان الأولوية للأب.
وينسحب ذلك على الميراث وعلى السن الأدنى للزواج المسموح به قانونيا، ما يفتح الباب أمام زواج القاصرات دون سن الـ18.
والشكوى من هذا الواقع كانت أحد الأسباب التي دفعت العديد من المتظاهرين في بيروت وغيرها من المناطق إلى إطلاق شعار إسقاط النظام الطائفي.
وقالت المحامية ربى، “قضايا النساء هي جزء من الثورة وأي ثورة لا تعالج قضايا النساء هي ثورة ناقصة”.
وتصاعد الحراك النسوي في لبنان خلال العقد الأخير تزامنا مع تزايد التغطية الإعلامية في البلاد لقضايا العنف الأسري وجرائم قتل نساء على أيدي أزواجهن.
وتقول الطالبة الجامعية ريم “أنا أشارك منذ اليوم الأول لأكثر من سبب. بالإضافة إلى القضايا المعيشية، بالنسبة لي الأهم هو إسقاط النظام الفاسد بأكمله. أنا كلبنانية أطالب بنظام مدني خصوصا وإلغاء المحاكم الدينية التي لا تحفظ حقوق النساء”.