تصبيرة لأنصاف قلعجي

السبت 2014/04/05

أنزل الآن ببطن نزل جديد. تحويلة إكراهية من البيت العتيق. فقدان مروع لشاشة جبل اللويبدة الحميم. انثلم من المرأى الشاسع، دكان كباب سكرية، وبائع شربة التمر هندي الطيب، والبنجرجي السهران حتى صيحة الديك، وقهوة المصاروة، سر الليل وبهجة السوقة وطقطوقة “سلامات يا حبيبنا يا بلديات” والرجل البرتقالي حامل الفوائض والأسى، ومنحت غسان مفاضلة الذي يسكر على كأس، ويرقص على واقعة منسف ضخم، ويجدد ختمته الأزلية، أن أحمل يا علي هذه اللوحة العزيزة وعلقني على حائطك المبكى، والنازلون فرادى وخمسات وستات وتسعات من حلق العبدلي المفتوح، وقد يمموا أبدانهم المنهكة صوب ماعون هاشم وما حوله، ومسجد الشريعة والكنيسة الرصاصية، ومدرسة بلاط الشهداء إذ يلثغ أطفالها الصباحيون بمطالع حروف “عاش المليك” وسيارة الخضار التي صوت سماعاتها بقدر سبعة جوامع وكنيسة تؤذن بالأجراس، وأرض خلاء صارت مصفة لمركوبات الريبة، وبائع الكعك الذي يموسق صيحاته بطلاسم شامية تهد الحيل والحيلة، ونزل ستائره حمر مثل راية مشتهاة، والطيور التي تحلق منخفضة فتنقر نقرات العوافي من قص الياس فركوح، وصومعة مدين مصطفى ومن دخل بابها فهو حالم عظيم، وسيرة امبراطورية فاء العاطرة، وبناء رابطة الكتاب القديم، حيث زرعنا حقائبنا ومحمد النصار أول مرة، ومشية مؤنس الرزاز الأخيرة صوب مشفى لوزميللا، وثنائية الشيخ إمام – أحمد فؤاد نجم، مخلوطة بزوربا تيسير نظمي، وخبل محبب على “تعلل فالهوى علل، وصادف أنه ثمل”.

وواحد رحيم خلع علي سترته ليلة جحيل، وشخر على برد العظام، ودفء رسمات عماد أبو حشيش الحارة.

وسقيفة مشاعة لجان دمو الملك النبيل والذين معه، وقد صارت توزع على الناس، مواويل جرح بلد ما بين القهرين، وريشة إبراهيم العبدلي التي جملت مقام النوى، ونوحت القوم الساهرين، وأضواء حانة البيكادللي الباردة المطمئنة.

الليلة تبدل المنظر تماما وانثلمت الشاشة. أعيش بزقاق قصير. جد قصير. حاوية زبل مهذبة تؤول عيشة شائب مكسور ظهره بأفواه العيال. قنديل أبيض سهران. شبابيك مغلقة مثل باب إله زعلان. وحدي أعرش فوق مائدة باهتة. أداوي البلبلة بفيروز مرة، وبداخل حسن ثانية.

فيلم السهرة يتضعضع، كما لو أنه أوشال كأس أخير. غدا سأشوف فاضل العزاوي. تصبحون على ما تشتهون وأشتهي ويشتهون.

24