ديوكوفيتش يواصل تسيّده ملاعب التنس

تصدر الصربي نوفاك ديوكوفيتش قائمة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين الصادر الاثنين بعد تتويجه الأحد بطلا لبطولة ويمبلدون لكرة المضرب، ليصبح بذلك أول بطل يحتفظ باللقب منذ العام 2015.
لندن – تمكن الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الأول من الاحتفاظ بلقب بطولة ويمبلدون، حارما السويسري روجيه فيدرر الثاني من إنجاز أن يصبح أكبر بطل في تاريخ الغراند سلام، وذلك بالفوز عليه الأحد بعد النهائي الأطول في تاريخ البطولة الإنكليزية 7-6 (7-5) و1-6 و7-6 (7-4) و4-6 و13-12 (7-3).
ورفع ديوكوفيتش رصيده إلى 5 ألقاب في البطولة الإنكليزية و16 في الغراند سلام بعدما أنقذ نقطتين في المجموعة الخامسة الحاسمة كانتا كفيلتين بجعل فيدرر الذي يحتفل في سبتمبر بميلاده الـ38، أكبر لاعب يتوج بلقب إحدى بطولات الغراند سلام.
وحافظ ديوكوفيتش على صدارة التصنيف العالمي للتنس الصادر الاثنين. وشهدت المراكز العشر الأولى ثلاثة تغييرات، حيث دخل دانييل ميدفيديف قائمة أول 10 لاعبين للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية. وتقدم كل من كارين خاشانوف وفابيو فونيني مركزا واحدا في الوقت الذي تراجع فيه الجنوب أفريقي كيفن أندرسون ثلاثة مراكز ليحتل المركز الـ11 عالميا.
نهائي تاريخي
كان نهائي الأحد تاريخيا بكل المقاييس، ليس لأنه أصبح الأطول في تاريخ البطولة الإنكليزية فحسب بعدما استغرق 4 ساعات و57 دقيقة، متفوقا على نهائي 2008 الذي فاز به نادال على فيدرر بالذات في 4 ساعات و48 دقيقة، بل لأنه حسم في المجموعة الخامسة بشوط فاصل بعد 24 شوطا (12-12) للمرة الأولى على الإطلاق.
وأصبح ديوكوفيتش أول بطل يحتفظ بلقب البطولة الإنكليزية منذ عام 2015، حين حقق الصربي نفسه هذا الأمر بفوزه في النهائي على فيدرر بالذات للعام الثاني تواليا، حارما الأخير من تعزيز رقمه القياسي كأكثر اللاعبين تتويجا في ويمبلدون (8) والغراند سلام (20) على السواء.
وصنّف “ملك” كرة المضرب لقاء الأحد بأنه “إذا لم يكن النهائي الأكثر إثارة في مسيرتي، فهو بالتأكيد بين أفضل اثنين أو ثلاثة في مسيرتي ضد أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، بشخص روجيه الذي أحترمه”، مضيفا “للأسف، في هذا النوع من المباريات، على أحد أن يخسر”.
وكاد أن يكون الصربي اللاعب الخاسر من هذه المواجهة حين حصل فيدرر على فرصة خلق الفارق في الشوط الخامس عشر من المجموعة الخامسة من خلال كسر إرسال الصربي، وترجمها بنجاح متقدما 8-7 والإرسال بحوزته لحسم اللقاء واللقب، لكنه فرط في فرصتين لإنهاء المواجهة وسمح لديوكوفيتش بإدراك التعادل 8-8 على إرساله بعد فوزه بأربع نقاط متتالية.
وسائل إعلام صربية احتفت الاثنين بـ'ملك كرة المضرب' ديوكوفيتش المتوج بلقبه الـ16 في الغراند سلام
وتطرق ديوكوفيتش إلى هذه النقطة بالذات بالقول “إنه أمر لا يصدق أن تكون على بعد نقطتين من خسارة المباراة وأن تعود. وغريب أن تلعب شوطا فاصلا والنتيجة 12-12”.
واحتفت وسائل الإعلام الصربية الاثنين بـ”ملك كرة المضرب” ديوكوفيتش المصنف أول المتوج بلقبه السادس عشر في الغراند سلام الأحد.
“بالطبع، لم يقدم أفضل ما لديه في كرة المضرب، لكنه عرف كيف يدير اللحظات الأكثر أهمية بفضل سلاحه الرئيسي، قوته الذهنية”، هذا ما كتبته صحيفة “بليتش” اليومية والتي خصصت صفحتها الأولى بعنوان بارز “نوفاك، ملك كرة المضرب”. وأضافت أنه على غير عاداته “لم يبد أي مشاعر طيلة المباراة”.
ووصفت صحيفة “داناس” تتويج ديوكوفيتش بأنه “تاريخي”، مضيفة أن الجمهور “رأى كل ما يمكن رؤيته في مباراة كرة مضرب مثالية (..)، التشويق والدراما ونهاية سعيدة.. لديوكوفيتش“.
ومن جهتها كتبت صحيفة “فيتشيرنيي نوفوستي”، “التاج الخامس للملك” في إشارة إلى اللقب الخامس لديوكوفيتش في ويمبلدون والثاني تواليا.
وأشارت وسائل إعلام صربية إلى أن ديوكوفيتش بطل شعب بأكمله، وهو الأول في 70 عاما يفوز ببطولة ويمبلدون بعد إنقاذ كرتين حاسمتين لصالح فيدرر لحسم المباراة.
وبالنسبة لصحيفة “إنفورمر”، فإن نوفاك “فاز على فيدرر والجمهور” الذي كان يساند اللاعب السويسري المتوج بلقب ويمبلدون ثماني مرات.
وكتب رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش في رسالة تهنئة لديوكوفيتش “كلما كان التحدي أكبر، كلما لعبت بأكثر جرأة، كلما كان الخصم أقوى، كلما زاد عطشك للفوز إثارة. كان أسلوب لعبك دائما، والباقي بعد كل فوز، مصدرا رائعا للإلهام بالنسبة لجميع المواطنين الصرب”.
الاقتراب من القمة
بالتوازي مع الإنجاز الذي حققه ديوكوفيتش لدى الرجال، ضربت الرومانية سيمونا هاليب موعدا مع الأرقام القياسية في هذه البطولة لدى السيدات بعد حصولها على اللقب الأبرز في بطولة ويمبلدون.
واقتربت هاليب من الصدارة بصعودها ثلاثة مراكز في تصنيف المحترفات الصادر الاثنين عقب تتويجها بلقب بطولة ويمبلدون على حساب الأميركية سيرينا وليامس.
وارتقت الرومانية، التي توجت بلقب البطولة الإنكليزية للمرة الأولى في مسيرتها الاحترافية والثاني في البطولات الكبرى بعد رولان غاروس الفرنسية العام الماضي، إلى المركز الرابع بفارق 672 نقطة خلف الأسترالية آشلي بارتي التي بقيت في الصدارة رغم خروجها من الدور الرابع على يد الأميركية أليسون ريسك.
وقلصت هاليب الفارق إلى 324 نقطة عن اليابانية ناومي أوساكا الثانية و122 نقطة عن التشيكية إكرولينا بليسكوفا الثالثة، فيما صعدت سيرينا مرتبة واحدة وصارت في المركز التاسع.
وعوضت التشيكية باربورا ستريكوفا انتهاء مشوارها في فردي السيدات عند نصف النهائي على يد الأميركية سيرينا وليامس، بإحرازها لقب زوجي السيدات في بطولة ويمبلدون الإنكليزية بصحبة التايوانية هسيه سو-واي.
وتوجت التشيكية البالغة 33 عاما بلقبها الكبير الأول على الإطلاق بفوزها وشريكتها هسيه على الصينية شو ييفان والكندية غابرييلا دابروفسكي 6-2 و6-4 الأحد في النهائي.
وقررت ستريكوفا اعتزال اللعب بحسب ما كشفت سابقا ثم ألمحت إلى الأمر مجددا بعد خروجها من نصف نهائي الفردي أمام سيرينا وليامس، بالقول إنها قد لا تعود إلى ويمبلدون العام المقبل.
ومن جهتها، توجت هسيه يوما تاريخيا لتايوان التي أحرزت أيضا الأحد لقب الزوجي المختلط بعد فوز لاتشيا شان وشريكها الكرواتي إيفان دوديغ على اللاتفية يلينا أوستابنكو والسويدي روبرت ليندستيد 6-2 و6-3 في النهائي.