تونس تطارد مالي في صراع على قمة المجموعة بأمم أفريقيا

المنتخب التونسي في مهمة صعبة أمام منتخب مالي الذي كشر عن أنيابه مبكرا في المسابقة.
الجمعة 2019/06/28
التدارك ممكن

يعود الفرنسي ألان جيريس مع منتخب تونس، إلى مواجهة فريقه السابق المالي الذي سبق له الإشراف عليه، وذلك في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الرابعة لنسخة 2019، والتي تشهد أيضا مواجهة مواطنه هيرفيه رينارد مدرب المنتخب المغربي للقاء كوت ديفوار الذي قاده إلى لقب بطولة الأمم الأفريقية في 2015.

السويس (مصر) - يتطلع المنتخب التونسي لكرة القدم إلى ضربة بداية جديدة وقوية في بطولة كأس أمم أفريقيا (كان 2019) المقامة حاليا في مصر عندما يلتقي نظيره المالي اليوم الجمعة. وذلك بعدما أهدر الفريق فرصة تحقيق فوز ثمين على نظيره الأنغولي في بداية مسيرته بالبطولة.

ويلتقي الفريقان على ملعب “السويس″ في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة بالدور الأول للبطولة. ويتطلع منتخب تونس إلى فوز مقنع على نسور مالي من أجل تعزيز فرص الفريق في التأهل لدور الستة عشر لكنه يدرك مدى صعوبة المواجهة التي تنتظره خاصة وأن منتخب مالي كشر عن أنيابه مبكرا ونال دفعة معنوية كبيرة من الفوز العريض 4-1 على نظيره الموريتاني في بداية مسيرته بهذه المجموعة.

وكان المنتخب التونسي هو الوحيد من بين المنتخبات التي وضعت على رؤوس المجموعات الست في الدور الأول للبطولة الحالية الذي لم يحقق الفوز في الجولة الأولى فيما حققت منتخبات مصر والكاميرون والسنغال ونيجيريا والمغرب الفوز في الجولة الأولى بمجموعاتها المختلفة. وحرص المنتخب التونسي خلال الأيام الماضية على فرض الهدوء التام حول الفريق والاكتفاء بالمؤتمرات الصحافية الرسمية فقط من أجل الحفاظ على تركيز الفريق في محاولة للفوز على مالي لاسيما وأن مباراة اليوم تمثل عنق الزجاجة للفريق.

التأهل المبكر

طموحات عربية كبيرة
طموحات عربية كبيرة

في المقابل، يتطلع نسور مالي إلى تحقيق الفوز الثاني على التوالي من أجل ضمان التأهل المبكر دون انتظار للمباراة الثالثة أمام أنغولا. وتمثل مباراة اليوم مواجهة مثيرة على صدارة المجموعة لأن فوز المنتخب التونسي سيسهل له صدارة المجموعة لاسيما وأن مباراته الثالثة ستكون أمام أضعف منتخبات المجموعة من حيث الخبرة والإمكانيات وهو المنتخب الموريتاني الذي يخوض النهائيات للمرة الأولى.

وشدد الفرنسي آلان جيريس المدير الفني للمنتخب التونسي على ضرورة تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة اليوم مشيرا إلى أن لديه دراية كبيرة بالمنافس. وقال جيريس “علينا أن نحصد ما عملنا من أجله خلال مباريات الإعداد… ولا بد من تحقيق نتيجة إيجابية”. وأضاف “أعرف لاعبي منتخب مالي الذي سبق أن دربته ولكن في النهاية لا بد من العمل للفوز بنقاط المباراة كاملة… تابعت منتخب مالي أمام موريتانيا وأرى أنه قدم أداء رائعا يرشحه للذهاب بعيدا في البطولة”.

وكان جيريس قاد منتخب مالي للفوز بالمركز الثالث في نسخة 2012 من البطولة الأفريقية ولكنه يسعى الآن إلى إسقاط نسور مالي من أجل إنعاش آمال نسور قرطاج ليس فقط في التأهل وإنما في صدارة المجموعة ليضمن مواجهة أكثر سهولة في دور الستة عشر.

ولهذا، تمثل هذه المواجهة تحديا خاصة للمدرب الفرنسي في مواجهة فريقه السابق الذي يمتلك من الأسلحة الفنية والخططية ما يجعله منافسا عنيدا لنسور قرطاج رغم الفارق الكبير بين ترتيب الفريقين في التصنيف العالمي للمنتخبات الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). ولا يعاني أي من الفريقين من حالات إصابة في صفوفهما ما يعني أن كلا منهما سيدفع بقوته الضاربة في المباراة لتحقيق الفوز الذي يسهل مسيرة الفريق في ما تبقى من البطولة.

لقاء الأستاذ والتلميذ

من جانبه يعود هيرفيه رينارد مدرب المنتخب المغربي لمواجهة منتخب كوت ديفوار الذي قاده إلى لقب بطولة الأمم الأفريقية في 2015. وأصبح رينارد قبل أربعة أعوام المدرب الأول، والوحيد حتى الآن، الذي تمكن من إحراز اللقب الأفريقي مع منتخبين مختلفين، بإضافته لقب النسخة التي أقيمت في غينيا الاستوائية عام 2015، إلى لقب 2012 الذي حققه مع زامبيا في نسخة الغابون وغينيا الاستوائية.

وفي اللقاءات السابقة التي جمعت بين المغرب بقيادة رينارد وكوت ديفوار، تمكن المدرب الفرنسي من الخروج متفوقا على الفريق الذي يدربه في النسخة الحالية إبراهيم كمارا، اذ فاز عليه 1-0 في دور المجموعات لنسخة 2017 التي شهدت خروج العاجيين من الدور الأول، وأيضا 2-0 في التصفيات المؤهلة الى مونديال روسيا 2018.

ويعد لقاء المنتخبين الجمعة على ملعب السلام في العاصمة المصرية، من أبرز المواجهات في الدور الأول هذا العام، ضمن المجموعة التي اصطلح على تسميتها بـ”مجموعة الموت”.

 وما يزيد من حدة اللقاء، فوز المنتخبين في الجولة الأولى بالنتيجة ذاتها 1-0، بتفوق المغرب على ناميبيا بهدف متأخر بالنيران الصديقة، وكوت ديفوار على جنوب أفريقيا.

رينارد أصبح قبل أربعة أعوام المدرب الأول، والوحيد حتى الآن، الذي يتمكن من إحراز اللقب الأفريقي مع منتخبين مختلفين

في ما يأتي عرض لأبرز المباريات المقررة اليوم ضمن البطولة القارية، والتي سيحاول فيها المنتخب التونسي تعويض خيبة التعادل الافتتاحي مع أنغولا (1-1)، عندما يلاقي مالي التي فرضت نفسها مرشحة قوية في المجموعة الخامسة بفوزها الكبير على موريتانيا 4-1.

 واعتبر رينارد أن مواجهة فريقه السابق “مباراة مميزة جدا” بالنسبة إليه.

وخاض المنتخبان مباراة الجولة الأولى في فترة بعد الظهر في ظل درجات حرارة مرتفعة وصلت إلى أعلى الثلاثينات المئوية، ما دفع رينارد إلى الشكوى من عدم منح اللاعبين استراحة لشرب المياه والسوائل خلال اللعب، معتبرا أن عدم القيام بذلك لم يؤثر عليهم في اللقاء الأول، لكن من غير المضمون أن يكون الأمر كذلك في لقاءات أخرى.

المعيار بالنسبة إلى المنتخب المغربي سيكون تقديم أداء أفضل من المباراة الأولى، وهو ما ألمح إليه رينارد بقوله بعد المباراة ردا على سؤال عن أداء لاعب أياكس أمستردام حكيم زياش، إنه “مثل كل الفريق، يجب أن يقدم أداء متصاعدا (…) في كرة القدم المثابرة مطلوبة، يجب الاستمرار، الإصرار”.

في المقابل، اعتبر كامارا أن النتيجة التي حققها منتخب كوت ديفوار في المباراة الأولى “كانت أهم من الأداء. كان من المهم ألا نفشل في مباراتنا الأولى”.

ويعد المنتخبان أبرز منافسين على صدارة المجموعة، وهو ما سيوفر لصاحب التصنيف الأول لقاء في الدور المقبل يتوقع أن يكون أسهل، إذ سيواجه أحد أفضل أربعة منتخبات تحل ثالثة في المجموعات الست الأخرى.

مانيتي يستعيد الذكريات

من أجل البقاء في المسابقة
من أجل البقاء في المسابقة

على ملعب السلام أيضا، يلتقي منتخبا ناميبيا وجنوب أفريقيا في مباراة ضمن المجموعة ذاتها، يحملان خلالها الهدف ذاته: تعويض الخسارة الأولى للبقاء ضمن المنافسة على بطاقة مؤهلة إلى دور الـ16.

وستكون المباراة بالنسبة إلى مدرب ناميبيا ريكاردو مانيتي، استعادة لذكرى خسارة قاسية أمام جنوب أفريقيا (1-4) تلقاها منتخب بلاده الذي كان يدافع عن ألوانه كلاعب في أمم أفريقيا 1988.

وقال النجــم مانيتي “الطريقة المثلى لمحو تلك الذكريات هي الفوز على منتخب ‘بافانا بافانا’ (لقب المنتخب الجنوب أفريقي)”، مؤكدا بعد المباراة الأولى أن لاعبيه كانوا محبطين “بعدما أوقفوا النتخب المغربي مدة 89 دقيقـة وخسروا بهدف خطأ في مرماهم” سجله اللاعب البديل إيتامونوا كيميوني بتحويله إلى داخل شباك فريقه ركلة حرة نفذها زياش من الجهة اليسرى للملعب.

22