مرسيدس يسعى لمتابعة هيمنته في جائزة النمسا

سبيلبرغ (النمسا)- يعود فريق مرسيدس إلى حلبة “ريد بول رينغ” التي تستضيف الأحد جائزة النمسا الكبرى، المرحلة التاسعة من بطولة العالم للفورمولا-1، بعد أسبوع من هيمنته على المركزين الأولين في فرنسا، ومع أمل تعويض خيبة العام الماضي حين عانى من انسحاب مزودج لسائقيه البريطاني لويس هاميلتون والفنلندي فالتيري بوتاس.
وعاش الفريق العام الماضي نهاية أسبوع كارثية في النمسا، إذ فشل في حصد النقاط للمرة الأولى منذ 44 سباقا، بعد انسحاب بوتاس المنطلق من الصدارة في اللفة الـ13 بسبب تعطل علبة التروس، وهاميلتون في اللفة الـ64 بسبب مشكلة في ضغط الوقود، لتنتهي سلسلة من 33 سباقا على التوالي، وهو رقم قياسي، دخل خلالها البريطاني ترتيب النقاط.
الحلول والقدرات
أثبتت الحظيرة الألمانية في مونتريال ولو كاستيليه أنها تملك الحلول والقدرات لتجاوز هذه المطبات، وبرهنت مرة جديدة ان قدرها لا يتعلق فقط بسائقها هاميلتون على الحلبة، بل بتوليفة متماسكة قادت الفريق لأن يتوج بطلا للصانعين والسائقين في الأعوام الخمسة الأخيرة، وتحديدا منذ عام 2014 وبداية حقبة
محركات الـ”في6” الهايبريد. يسحق مرسيدس المنافسة هذا العام، فهو يتجه إلى النمسا متسلحا بفوزه في السباقات الثمانية الأولى، وبست ثنائيات مع المركزين الأول والثاني، منها خمس على التوالي في السباقات الخمسة الأولى.
الألماني سيباستيان فيتل يتوجب عليه أن يتعايش مع الانتقادات والضغوط التي يمارسها عليه شارل لوكلير من موناكو
كما يقف الفريق عند عتبة تحقيق إنجاز تاريخي، إذ في حال فوزه بسباقه التاسع تواليا سيرفع عدد انتصاراته إلى 11 تواليا مع احتساب فوزه في السباقين الأخيرين العام الماضي (البرازيل وأبوظبي)، ليعادل الرقم القياسي لعدد الانتصارات المتتالية الذي يملكه فريق ماكلارين وقد حققه عام 1988، أي قبل 31 عاما.
وبعد فوزه بسباق فرنسا أشار هاميلتون بوضوح إلى أن فريقه “يكتب التاريخ”، فهو بدوره يسعى لتحقيق فوزه الخامس تواليا بعد سباقات إسبانيا وموناكو وكندا وفرنسا، والثامن هذا العام والـ80 في مسيرته، ليقترب أكثر من الرقم القياسي لأسطورة رياضة السيارات الألماني ميكايل شوماخر (91).
وأثارت الهيمنة المطلقة لمرسيدس انتقادات واسعة في الفورمولا واحد بسبب غياب الإثارة والاستعراض خلال السباقات، وتحديدا سباق فرنسا الذي صنفه النقاد في خانة “السباق الأكثر مللا” في تاريخ الفئة الأولى. في المقابل أشار وولف إلى أن هاميلتون لا يحظى بالتقدير الذي يستحقه، وتحديدا في بلاده، ويجب الاعتراف به على أنه “ربما أفضل سائق في التاريخ”.
يسحق مرسيدس المنافسة هذا العام، فهو يتجه إلى النمسا متسلحا بفوزه في السباقات الثمانية الأولى، وبست ثنائيات مع المركزين الأول والثاني
فيراري، من جهتها، ما زالت تبحث عن أفضل توليفة للسيارة الحمراء، ولكنها إلى حين إيجاد الحلول تواجه النكسات على غرار ما حصل في كندا وفرنسا، إلا أن رجال مقر مارانيلو ما زالوا مصممين على عدم الاستسلام وإدخال المزيد من التحديثات قبيل انطلاق سباق النمسا في سعيهم لإيجاد الحلول.
أرضية جيدة
وعمد الفريق الإيطالي على حلبة بول ريكار دو كاسيتيله الفرنسية إلى استخدام أرضية جديدة وأجنحة خلفية وأمامية محدثة، ولكن دون أن يعرف النجاح المرجو، ما دفع مدير الفريق الإيطالي ماتيا بينوتو إلى الإقرار بأن فيراري عمدت إلى تبديل الجزء السفلي للسيارة مجددا والعودة إلى العناصر القديمة. وقال “جلبنا بعض التعديلات، بعضها نجح والبعض الآخر فشل”.
ويتوجب على الألماني سيباستيان فيتل أن يتعايش مع انتقادات الصحافة الإيطالية له والضغوط التي يمارسها عليه زميله الشاب شارل لوكلير من موناكو، فبطل العالم أربع مرات يمر بأسوأ فترة في مسيرته في الفئة الأولى إذ غاب عن التتويج منذ 16 سباقا على التوالي، ويعود آخر انتصار له إلى سباق بلجيكا في 26 أغسطس 2018.