هجرة مرتقبة لأبرز مدربي الدوري التونسي الممتاز

فكرة رحيل معين الشعباني عن فريق "الأحمر والأصفر" تبدو ممكنة بشدة بسبب بعض العروض "المغرية" من أندية عربية.
السبت 2019/06/22
النجاح لا يضمن الاستقرار

تتابع كل الأعين خلال هذه الأيام منافسات كأس أمم أفريقيا التي انطلقت الجمعة في مصر، لكن في خضم هذا الحدث فإن أندية الدوري التونسي الممتاز تعيش فترة “مخاض” وتغييرات عديدة استعدادا للموسم الجديد، هذه التغييرات قد تشمل أساسا المدربين خاصة في ظل تواتر العديد من المعطيات التي تؤكد أن أغلب الأندية ستعرف رحيل مدربيها.

 تونس –  من الصعب للغاية أن تحافظ أندية الدوري التونسي الممتاز على مدربيها بعد انتهاء موسم 2018ـ2019، والذي توج على إثره الترجي التونسي باللقب وتمكن النجم الساحلي من مرافقته للمشاركة في دوري الأبطال، مقابل نزول فريقي مستقبل قابس والملعب القابسي إلى الدرجة الثانية.

فرياح التغيير ستهب قوية خلال هذه الصائفة ومن الممكن بشدة أن تعرف كل الأندية تغيير الجهاز الفني لعدة أسباب تترواح بين الرغبة في تحسين قدرات الفريق أو لوجود عروض مغرية قد تدفع ببعض المدربين إلى خوض تجارب أخرى.

عرف الترجي التونسي مع المدرب الشاب معين الشعباني قفزة نوعية، حيث تغير واقع الفريق بشكل ملحوظ نحو الأفضل، فالفريق تمكن من التتويج بلقب دوري الأبطال خلال السنة الماضية، قبل أن يصل إلى المباراة النهائية هذا العام ليفوز باللقب قبل أن يعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تأجيل الحسم في مسألة فوزه على حساب الوداد البيضاوي.

بقاء غير مضمون

لقد تمكن الشعباني من المحافظة على السجل الجيد للترجي في مسابقة الدوري وقاده إلى التتويج باللقب المحلي للمرة الثالثة على التوالي، وكل هذه النجاحات جعلته المدرب الأبرز حاليا في الدوري التونسي، وهو ما جعل أنصار الترجي يطالبون ببقائه لأطول فترة ممكنة.

غير أن فكرة رحيله عن فريق “الأحمر والأصفر” تبدو ممكنة بشدة، فحسب المعطيات الراهنة يملك الشعباني بعض العروض “المغرية” من أندية عربية، وهي عروض قد تدفعه إلى قبول فكرة خوض تحد جديد خاصة وأنه حقق مسيرة رائعة وتاريخية مع الترجي.

في هذا السياق أشار الصحافي المختص في الشأن الرياضي بتونس مروان بن سلامة قائلا “كل شيء وارد في ما يتعلق بمستقبل الشعباني، فما حققه جعله يدخل التاريخ من الباب الكبير، ومن الممكن بشدة أن يتلقى عرضا مغريا قد يقنعه بالرحيل عن الترجي”.

من جهته فإن الفني الفرنسي روجيه لومير الذي قاد سنة 2004 المنتخب التونسي إلى إحراز لقبه القاري الوحيد، يبدو مستقبله مع النجم الساحلي غامضا.

 فرغم أنه نجح بشكل لافت مع الفريق وقاده إلى الحصول على كأس بطولة زايد للأندية العربية إلا أن “ظروفه العائلية” قد تضطره لقطع تجربته مع النجم.

لكل شيء نهاية
لكل شيء نهاية

أما ثالث “كبار” الدوري التونسي ونعني بذلك النادي الصفاقسي فقد كان من أولى الفرق التي تقرر تغيير الجهاز الفني قبل جولات قليلة من نهاية منافسات الدوري.

حيث انتهت تجربة الفني الهولندي رود كرول مع الفريق بسبب “سوء النتائج”، ويأمل الفريق في التعاقد سريعا مع مدرب جديد تأهبا لمشاركته في منافسات كأس “الكاف” الموسم المقبل. وسار الأفريقي على خطى الصفاقسي، فبعد موسم “كارثي” ونتائج متواضعة تم إنهاء حد لتجربة الفريق مع الفرنسي زفونكا، قبل الانطلاق في رحلة البحث عن خليفته.

النجاح لا يضمن الاستقرار

بالتوازي مع نهاية علاقة العديد من الفرق مع مدربيها على غرار الملعب التونسي الذي تعاقد مع المدرب منتصر الوحيشي ليعوض مواطنه شكري الخطوي بما أن الفريق لم يحقق النجاح المطلوب في الموسم الماضي، فإن بعض الفرق الأخرى لن تكون قادرة على إقناع مدربيها بالبقاء لموسم آخر.

 فرغم تشبث هذه الأندية بجهازها الفني إلا أن النتائج الجيدة التي حققتها خلال الموسم المنقضي رفعت كثيرا أسهم مدربيها، وكانت البداية مع إسكندر القصري الذي قاد اتحاد تطاوين إلى تحقيق نتائج ممتازة قبل أن يقرر المغادرة نحو الدوري السعودي.

“سوء النتائج” تعجل بالقطيعة
"سوء النتائج" تعجل بالقطيعة

وينتظر أيضا أن يغادر المدرب لسعد الدريدي فريق الاتحاد المنستيري، فهذا المدرب مرشح بقوة لتدريب فريق ينافس على الألقاب في تونس أو يتوجه لخوض تجربة في إحدى دول الخليج.

 الدريدي صنع مفاجأة كبرى في منافسات الدوري بعد أن غيّر مستوى فريق الاتحاد وقاده إلى تحقيق نتائج رائعة للغاية.

من جهته يتجه المدرب حاتم الميساوي لمغادرة نادي حمام الأنف، فرغم أنه ساهم كثيرا في ضمان بقاء الفريق ضمن الدوري الممتاز إلا أنه قد يغادر إلى وجهة أخرى بسبب وجود بعض العروض “المغرية”.

وقد أشار الميساوي لـ”العرب” في أعقاب الجولة الأخيرة من الدوري قائلا “لقد كانت المهمة ناجحة وموفقة، تجربتي مع نادي حمام الأنف كانت جيدة لكن تواصل هذه التجربة لا يبدو مضمونا ربما أخوض تجربة أخرى خلال الموسم المقبل”.

23