الولايات المتحدة تحاصر الصين في آسيا

القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهانإن يقول إن بلاده لن تتحاشى بعد الآن سلوك الصين في آسيا مع تعرض الاستقرار في المنطقة للخطر في ما يتعلق بقضايا مثل بحر الصين الجنوبي وتايوان.
الأحد 2019/06/02
من سيتقدم أولا

سنغافورة - تدير الولايات المتحدة حربها مع الصين من جوانب مختلفة، حيث تصعد بيد الحرب التجارية التي وصلت ذروتها مع أزمة هواوي، وتحرّك باليد الأخرى الملفات الاستراتيجية الحساسة بالنسبة للصين على غرار ملف تايوان.

كثيرا ما عمدت واشنطن إلى استفزاز بكين من خلال ملف تايوان. وتعترف الولايات المتحدة دبلوماسيا بسلطة الصين على تايوان، إلا أن بكين استاءت من العلاقات الوثيقة بين واشنطن والجزيرة المحكومة ذاتيا.

والأسبوع الماضي مرت سفينتان حربيتان في مضيق تايوان في ما وصفته البحرية الأميركية بعبور روتيني مطابق للقانون الدولي، لكن بكين احتجت على ذلك لدى واشنطن.

ومن الخطوات الأخرى التي أغضبت الصين هذا الشهر مصادقة الكونغرس الأميركي على قانون يدعم تايوان ولقاء تردد أنه عقد بين رئيس الأمن الوطني التايواني ديفيد لي ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.

وفي تصعيد جديد، قال باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي السبت، إن الولايات المتحدة لن تتحاشى بعد الآن سلوك الصين في آسيا مع تعرض الاستقرار في المنطقة للخطر في ما يتعلق بقضايا مثل بحر الصين الجنوبي وتايوان.

ولم يذكر شاناهان الصين بالاسم عندما وجّه اتهامات “لعناصر” بزعزعة استقرار المنطقة لكنه قال إن الولايات المتحدة لن تغض الطرف عن السلوك الصيني وذلك في أحدث تبادل للتصريحات اللاذعة بين أكبر اقتصادين في العالم. في المقابل أشار إلى أنه حريص على تعزيز العلاقات العسكرية مع بكين.

وقال شاناهان أمام حوار شانجري-لا، الأمني السنوي في سنغافورة، وهو أكبر تجمع أمني ينعقد في آسيا “ربما يأتي أكبر تهديد على المدى الطويل للمصالح الحيوية لدول هذه المنطقة من عناصر تسعى لتقويض النظام الدولي القائم على قواعد بدلا من تعزيزه”.ويعد خطاب شاناهان في المؤتمر، أول خطاب مهم يلقيه منذ توليه منصب القائم بأعمال وزير الدفاع في يناير، في الوقت الذي تتصاعد فيه حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين بالإضافة إلى خلافهما بشأن سلسلة من القضايا الأمنية في آسيا ابتداء من بحر الصين الجنوبي إلى تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها.

وردا على سؤال في وقت لاحق، قال شاناهان “لن نتجاهل السلوك الصيني وأعتقد أن الناس كانوا يتحاشون ذلك في الماضي”.

واشنطن تراقب عن كثب السلوك الصيني
واشنطن تراقب عن كثب السلوك الصيني

ورد مسؤول عسكري صيني كبير على تصريحات شاناهان بالقول إن تصرفات الولايات المتحدة في ما يتعلق بتايوان وبحر الصين الجنوبي لا تقدم إسهاما يذكر في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

وقال شاو يوان مينغ، وهو مسؤول كبير في جيش التحرير الشعبي الصيني، للصحافيين بعد الخطاب “إنه (شاناهان) يعبر عن آراء غير دقيقة ويكرر كلاما قديما عن قضيتي تايوان وبحر الصين الجنوبي… هذا يضر بالسلام والاستقرار في المنطقة”. وأشار شاو إلى أن بلاده ستدافع عن سيادتها بأي ثمن إذا ما حاول أي طرف فصل تايوان عنها.

وقال شاناهان إن من مصلحة الصين وجود علاقة بناءة مع الولايات المتحدة. لكنه أضاف “السلوك الذي يقوض سيادة الدول الأخرى وينشر انعدام الثقة في نوايا الصين يجب أن يتوقف”.

وتابع قائلا “إلى أن يحدث ذلك فإننا نعترض على الرؤية قصيرة النظر وضيقة الأفق والمحدودة للمستقبل ونؤيد النظام الحر والمفتوح الذي يفيدنا جميعا بما في ذلك الصين”.

وقال شاناهان إنه لا يعتبر الخلاف التجاري الحالي بين الصين والولايات المتحدة حربا تجارية بل يعتبره جزءا من مفاوضات تجارية فحسب. كما أصبح القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي أحدث مسؤول أميركي كبير يتحدث عن شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات وقال في خطابه إنها أقرب من اللازم للحكومة الصينية.

6