إمام أوغلو قد يفوز بالمزيد من الأصوات

ازداد عدد متابعي أكرم إمام أوغلو على موقع تويتر من مليون إلى أكثر من مليوني متابع منذ الثاني من أبريل الماضي.
الأربعاء 2019/05/08
شعبية كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي

على الرغم من أن مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو تم تأكيد توليه رسميا منصب رئيس بلدية إسطنبول بعد انتخابات الحادي والثلاثين من مارس، إلا أنه يواجه الآن قرارا بإعادة الانتخابات بعد طعن من الحزب الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.

في الشهر الذي أعقب إجراء الانتخابات، ازدادت شعبية إمام أوغلو وقد يحصل على أصوات أكثر من الأصوات التي حصل عليها في الجولة الأخيرة. وجعله رد فعله الهادئ على عمليات إعادة فرز الأصوات والاتهامات والاعتراضات بعد الانتخابات يحظى باحترام واسع، وقد يزيد ذلك من هامش فوز إمام أوغلو حين إعادة الانتخابات.

الطريقة التي تعامل بها مع ضغوط نتيجة الانتخابات، بعد الفوز بفارق نسبة 0.2 في المئة ومواجهة دعوات إعادة فرز الأصوات من حزب العدالة والتنمية تميزت أيضا عن محرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة في عام 2018.

وعد إينجه “بالكفاح حتى النهاية المرة” لكن الأمر انتهى بالإقرار بالهزيمة في ليلة الانتخابات عبر رسالة على تطبيق واتساب إلى أحد الصحافيين. واختفى إينجه بعد ذلك دون الإدلاء ببيان على التلفزيون حتى اليوم التالي.

مع إعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول، أصبحت لإمام أوغلو الآن صورة أكبر ومنصة أكبر لمحاولة البناء عليها قصد تحقيق نصر أكثر إقناعا. ومنذ الثاني من أبريل الماضي، ازداد عدد متابعي إمام أوغلو على موقع تويتر من مليون إلى أكثر من مليوني متابع.  لقد تجاوز بسهولة شخصيات كبيرة من حزب العدالة والتنمية الحاكم مثل وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أو وزير المالية والخزانة بيرات البيرق والرجل الذي هزمه ليصبح رئيس بلدية إسطنبول، بن علي يلدريم ورئيس الوزراء السابق صاحب الشخصية البارزة وحليف أردوغان المقرب. على إنستغرام وصل عدد متابعي إمام أوغلو حوالي 3.5 مليون متابع، بزيادة قدرها 118 في المئة خلال الشهر الماضي. مثل أردوغان، إمام أوغلو من كبار مشجعي كرة القدم، وتربطه صلات بطرابزون سبور، فريق مسقط رأسه طرابزون. ولا يزال أنصار فريق بشكتاش في إسطنبول، الذي يناهض مشجعوه الحكومة، يهتفون لإمام أوغلو كي يكون رئيسا للبلدية.

شغل إمام أوغلو منصب رئيس بلدية منطقة بيليك دوزو في إسطنبول منذ عام 2014. ودعم المبادرات الشعبية مثل الدورات التدريبية لتعزيز الروابط بين الآباء وأطفالهم. وأقام تظاهرات مثل “تذكر أتاتورك بالدعاء”، في مواجهة فجوة الانقسام العلماني/ الديني حيث كان حزب أردوغان يستغل ذلك على مدى السبعة عشر عاما الماضية.

في نهجه التصالحي تجاه السياسة، يذكر إمام أوغلو برئيس الوزراء التركي تورغوت أوزال.

ربما استغل إمام أوغلو هذه المقارنة مع أوزال، عندما ذهب إلى ضريحه لإحياء ذكراه في ذكرى مرور 26 عاما على وفاته. وتذكر لقاء أوزال وهو طفل في طرابزون، وأثنى على أوزال حينما قدمه ضمن “بعد جديد” في السياسة. وقال إمام أوغلو إن تركيا اليوم في وضع مشابه “وتحتاج إلى التنفس”.

استخدم إمام أوغلو وسائل التواصل الاجتماعي استخداما فعالا، وهي إحدى السبل القليلة المتاحة أمامه لتوصيل رسالته. ولكن إذا أراد أن يبني على نجاحه وأن يخوض المعركة على الرئاسة في عام 2023، فسوف يحتاج إلى إيجاد طرق للوصول إلى أبعد من المناطق الحضرية التي عادة ما تكون أكثر تعاطفا مع حزب الشعب الجمهوري. لا يزال يبدو الأمر أكثر ترجيحا، ونظرا لتاريخ تركيا السياسي بالنسبة إلى الأحزاب الجديدة التي يتم تشكيلها من الانشقاق عن الأحزاب الحاكمة، فإن الزعيم التركي القادم سيأتي من داخل حزب العدالة والتنمية نفسه.

7