المنتخبات العربية تتوج جولة الوديات بالوقوف على أخطائها

منتخب الجزائر أبرز مستفيد بانتصاره على تونس، وهزيمة المغرب ومصر فرصة للمراجعة قبل منافسات أمم أفريقيا.
الخميس 2019/03/28
الاستفادة حاصلة

أنهت المنتخبات العربية جولة الاستعدادات بإجراء مباريات ودية تباينت من حيث طبيعة المنافسين، لكنها اجتمعت في قاسم مشترك وهو وقوف هذه الفرق على أخطائها ومراجعة خططها قبل الدخول إلى منافسات أمم أفريقيا القادمة.

تونس - حقق المنتخب الجزائري فوزه الأول 1-0 على ضيفه التونسي منذ 2011، فيما انقاد المغرب إلى هزيمة ضد المنتخب الأرجنتيني بالنتيجة ذاتها، وبالمثل أطاح المنتخب النيجيري بالمنتخب المصري، وذلك في إطار مباريات دولية ودية ضمن استعدادات الفرق العربية لنهائيات كأس أفريقيا المقررة الصيف المقبل في مصر.

ويدين “ثعالب الصحراء” بفوزهم الأول على تونس منذ المباراة الودية بينهما في 12 نوفمبر 2011 (1-0)، إلى بغداد بونجاح الذي سجل الهدف الوحيد من ركلة جزاء.

وهذه هي الهزيمة الثالثة لتونس في مبارياتها الأربع الأخيرة، بعد التي تعرضت لها أمام مصر (2-3) في تصفيات أمم أفريقيا 2019 دون أن يمنعها ذلك من البقاء في صدارة المجموعة أمام مضيف النهائيات، وأمام الجار المغربي وديا على أرضها في 20 نوفمبر (0-1)، بعد 5 أيام على الخسارة أمام “الفراعنة”.

واعتبر جمال بلماضي، المدير الفني للمنتخب الجزائري، أن المباراة الودية التي جمعت فريقه أمام تونس، متوازنة، رغم الفوز المحقق بهدف دون رد.

وقال بلماضي في تصريحات صحافية “استفدنا كثيرا من ودية تونس.. المواجهة كانت متوازنة، رغم خبرة لاعبي منتخب نسور قرطاج، الفوز جيد من الناحية المعنوية”.

جمال بلماضي: استفدنا كثيرا من ودية تونس، والفوز جيد من الناحية المعنوية
جمال بلماضي: استفدنا كثيرا من ودية تونس، والفوز جيد من الناحية المعنوية

وتابع “صراحة لقد كانت مواجهة قوية، منذ مدة لم نحضر لمباراة من هذا النوع، وكما تعلمون لقد مر وقت طويل لم نفز فيه على المنتخب التونسي، وأنا سعيد لما حققناه اليوم”. ومن جهته عبّر آلان جيراس، المدير الفني للمنتخب التونسي، عن سعادته بأداء لاعبي نسور قرطاج، رغم الخسارة وديا. وقال جيراس “أشعر بالرضا تجاه أداء لاعبي تونس، رغم الهزيمة”. وأضاف “قدمنا مباراة جيدة، والفريقان تبادلا السيطرة على مجريات اللعب، كنا قاب قوسين أو أدنى من هز الشباك في عدة مناسبات”.

ولم يخسر منتخب “الخضر”، الذي تصدر مجموعته في تصفيات أمم أفريقيا أمام بنين، سوى مرة واحدة في مبارياته السبع التي خاضها مع مدربه الجديد جمال بلماضي وكانت أمام بنين 0-1 في أكتوبر الماضي.

وسقط المنتخب المغربي أمام مضيفه الأرجنتيني 0-1 بهدف في الوقت القاتل من اللقاء الدولي الودي الذي أقيم الثلاثاء في طنجة.

وخاض المنتخب الأرجنتيني اللقاء دون نجمه وقائده ليونيل ميسي الذي أصيب في لقاء ودي آخر خسرته بلاده 1-3 الجمعة ضد فنزويلا في أول مشاركة للاعب برشلونة الإسباني منذ الخروج من ثمن نهائي مونديال روسيا الصيف الماضي على يد فرنسا.

وعلى غرار أدائه الملفت في مونديال الصيف الماضي كان المنتخب المغربي بقيادة مدربه الفرنسي هيرفيه رينار ندا شرسا لضيفه الأميركي الجنوبي والطرف الأفضل في اللقاء.

لكن شباكه اهتزت في الوقت القاتل من اللقاء ومني بهزيمته الأولى منذ خسارة الجولة الأخيرة للدور الأول من كأس العالم ضد البرتغال (0-1 أيضا) في 20 يونيو.

واتسمت المباراة بالاندفاع البدني الكبير الذي تسبب بتوقفها أكثر من مرة بسبب المشادات بين اللاعبين.

وكان المنتخب المغربي المضيف الطرف الأفضل ميدانيا واقترب من افتتاح التسجيل في الدقيقة 11 عبر خالد بوطيب بعد تمريرة من نصير مزراوي، لكن الحارس الأرجنتيني إستيبان أندرادا كان في المكان المناسب لإنقاذ أبطال مونديالي 1978 و1986.

وقال رينارد إن فريقه لا يستحق الهزيمة في المباراة الودية أمام الأرجنتين. وأضاف “في الواقع لم أستفد من هذه الودية، لاحظتم الظروف التي جرت فيها، حيث كانت الرياح قوية أثرت على مستوى اللاعبين، ولو أنني لا أرضى بالهزيمة”. وأردف قائلا “مع الأسف الهدف جاء من خطأ دفاعي، لكن المباراة على العموم لم تكن بمستوى فني جيد، ووجدنا مشاكل في امتلاك الكرة، أعتقد أننا كنا سنتابع مباراة جيدة، لو كان الجو جيدا”.

وقال المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني إنه سعيد بالفوز على المغرب. وأكد سكالوني أن “الفرصة كانت أمامي من أجل الوقوف على مستوى اللاعبين أكثر، خاصة أن المواجهة كانت قوية، حيث واجهنا خصما قويا ومتحمسا بجمهوره”.

وتابع أن المنتخب المغربي يملك لاعبين جيدين، وتطور كثيرا في الفترة الأخيرة، مضيفا أن منتخب الأسود كان يريد الفوز على غرار لاعبي منتخب راقصي التانغو.

المنتخب المغربي في تطور مستمر
المنتخب المغربي في تطور مستمر

وأوضح سكالوني “لقد كانت المباراة صعبة وتكتيكية، وشهدت مشاحنات أكدت قوتها وصعوبتها، ومع ذلك استطعنا تسجيل هدف حققنا به الانتصار”. ومني المنتخب المصري بهزيمته الأولى بقيادة مدربه الجديد المكسيكي خافيير أغيري، وجاءت على يد مضيفه النيجيري بهدف سجل بعد أقل من 8 ثوان على انطلاق اللقاء الدولي الودي.

ومنذ أن استلم مهامه مع “الفراعنة” خلفا للأرجنتيني كوبر عقب الخروج من الدور الأول لمونديال روسيا الصيف الماضي، حقق أغيري أربعة انتصارات متتالية مع مصر في تصفيات كأس أمم أفريقيا، قبل التعثر السبت للمرة الأولى في مباراة هامشية ضد النيجر (1-1) في الجولة الأخيرة من التصفيات.

وبغياب نجم ليفربول الإنكليزي محمد صلاح الذي قرر أغيري إراحته في مباراتي الجولة الأخيرة من تصفيات أمم أفريقيا ضد النيجر والثلاثاء ضد نيجيريا، منيت مصر بهزيمتها الأولى مع المدرب المكسيكي على يد نيجيريا. وحافظت نيجيريا على سجلها الخالي من الهزائم للمباراة الثامنة تواليا، وتحديدا منذ الخسارة الدراماتيكية أمام الأرجنتين (1-2) في الجولة الأخيرة من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.

وأبدى جيرنوت روهر، المدير الفني لمنتخب نيجيريا، سعادته بالأداء الذي قدمه النسور والانتصار على الفراعنة. وقال روهر “الفوز كان عظيما والأداء كان رائعا من جانب لاعبي نيجيريا أمام المنتخب المصري”.

وأكد المدرب الألماني أنه لن يستدعي أي عناصر جديدة قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا، وسيعتمد على التشكيلة الحالية، موضحا أنه يملك وفرة في كافة المراكز بالمنتخب النيجيري.

وأضاف روهر “الأهم في المرحلة المقبلة أن نعد التشكيلة الحالية، نزيد التناغم بين اللاعبين والتأقلم على خطط اللعب قبل بطولة أمم أفريقيا التي ستقام في مصر”.

22