الترجي يستفيد من اللاعب المغاربي

تونس - لم يتردد الترجي الرياضي كثيرا فور موافقة اتحاد الكرة على السماح للاعب المغاربي بالنشاط في الدوري التونسي مثله مثل أي لاعب تونسي، ففريق باب سويقة وفق سريعا في التعاقد مع المهاجم الجزائري الطيب المزياني، قبل أن يغلق “الميركاتو الشتوي” بضم المهاجم حمدو الهوني. ثنائي جديد قدم الإضافة ونجح في ترك بصمة صلب الفريق، وفي المحصلة بات للفريق ثلاثة “نجوم” مغاربة مؤثرين يتقدمهم الجزائري يوسف البلايلي الذي قدم للفريق منذ الموسم الماضي.
نجاح الترجي في التعامل بحنكة مع هذا القانون الجديد جعله يوسع قاعدة اللاعبين المحترفين في صفوفه، ففضلا عن وجود ثلاثة لاعبين مغاربة الذين لا يدخلون ضمن النصاب القانوني للأجانب، تعاقد الفريق مع مهاجم نيجيري جديد خلال الميركاتو الأخير ليصبح على ذمته ستة أجانب بالتمام والكمال من بينهم البوركيني فوسيني كوليبالي والكاميروني فرانك كوم، وتم التعويل على خمسة منهم في أغلب المباريات الأخيرة سواء في الدوري المحلي أو في مسابقة دوري الأبطال.
وفي حديثه عن إضافة اللاعبين الأجانب أوضح معين الشعباني مدرب الترجي لـ”العرب” قائلا “نحن راضون للغاية عما قدمه المنتدبون الجدد، فالجزائري المزياني أثبت علو كعبه منذ مباراته الأولى في الدوري وهو يوفر للفريق حلولا إضافية في الهجوم، أما المهاجم الليبي الهوني فقد أبهر كل الملاحظين وكان من أبرز اللاعبين في كل المباريات التي خاضها مع الفريق، كما لم تعقه الإصابة التي تعرض لها من تثبيت أقدامه صلب الفريق”. وأكد الشعباني أن الترجي حرص كثيرا على الاستفادة من القانون الجديد بخصوص اللاعبين الأجانب ونجح في استقطاب لاعبين من دول الجوار قدموا الإضافة الفورية.
عكس الترجي فإن أغلب الفرق التونسية لم تحقق الاستفادة القصوى من هذه الميزة الجديدة، وربما ساهم ضيق الوقت في عدم التحرك بكثافة في السوق المغاربية، لتقتصر التعاقدات على عدد قليل من اللاعبين.
وفي هذا السياق سار الملعب التونسي على خطى الترجي واستفاد من هذا القانون الذي جعله يتعاقد مع المصري محمد سليم والليبي طارق الصيد، غير أن إضافة هذين اللاعبين لم تظهر بعد إلى حد الآن، فالمهاجم المصري سليم شارك في مباراة واحدة وسجل هدفا، أما المهاجم الليبي الصيد فإنه ظهوره تأخر إلى حد الآن بحكم صغر سنه.
بالمقابل فإن بقية الأندية فشلت نسبيا في تحركاتها واقتصر عدد منها على التعاقد مع لاعب فقط دون أن تحصل الفائدة المرجوة، ويمكن التطرق في هذا السياق إلى تجربة النجم الساحلي الذي سعد كثيرا بسن هذا القانون ليضيف إلى قائمة اللاعبين الأجانب الموجودين في الفريق المهاجم الجزائري كريم العريبي.
كان الاعتقاد السائد صلب الفريق منذ الوهلة الأولى هو أن العريبي قد يكون “خليفة” الهداف الجزائري السابق للنجم بغداد بونجاح، لكن العريبي فشل إلى حد الآن، فرغم أنه شارك أساسيا في أكثر من عشر مباريات إلا أن لم يسجل أي هدف، ليتعرض تبعا لذلك إلى نقد متواصل من قبل أحباء الفريق الذين خاب ظنهم في قدرة هذا اللاعب على تقديم الإضافة.
غير أن المدرب المساعد للنجم رفيق المحمدي دافع عن هذا اللاعب وشدد على ضرورة منحه الوقت الكافي كي يتخلص من الضغوطات و”يتصالح مع الشباك”، وفي هذا السياق أوضح قائلا لـ”العرب” “لا يمكن إصدار أحكام قاسية على العريبي فهو لاعب منضبط ومجتهد ويجب حمايته من الضغوطات كي يتجاوز الفترة الصعبة ويصبح قادرا على مساعدة الفريق”.
من جانبه فإن النادي الصفاقسي اقتصر خلال الميركاتو على التعاقد مع لاعب مغاربي وحيد وهو الجزائري نذير القريشي، غير أن هذا اللاعب لم ينجح بعد في انتزاع مكانه ضمن الأساسيين وهو بحاجة إلى كثير من الوقت كي يتأقلم مع فريقه الجديد.
وما ينطبق على المهاجم الجزائري القريشي ربما ينطبق أيضا على جل الأندية التونسية التي تبدو بحاجة لوقت أطول كي تحسن الاستثمار في الميركاتو المغاربي، سيتعين عليها انتظار سوق الانتقالات الصيفية المقبل كي تتأنى وتحسن الاختيار وتتعاقد مع أكبر عدد ممكن من اللاعبين المغاربة القادرين على التألق في الدوري التونسي.