كيروش يستعد لوداع المنتخب الإيراني

العين (الإمارات) - كشف البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب الإيراني، عن نهاية مسيرته مع الفريق ليبدأ تحدّيا جديدا مع فريق آخر بعد ثماني سنوات من التحديات في الكرة الإيرانية.
وخلال المؤتمر الصحافي عقب مباراة فريقه أمام نظيره الياباني في المربع الذهبي لبطولة كأس آسيا 2019، قال المدرب المخضرم كيروش “أعتقد أن أبسط شيء الآن هو أن أقول والآن اقتربت النهاية (نقلا عن الأغنية الشهيرة لسيناترا)”. وأوضح كيروش “أشعر بالسعادة والفخر الشديدين لأنني أديت مهمتي بطريقتي”.
ولم يؤكد كيروش بصراحة رحيله عن تدريب المنتخب الإيراني الذي يتولى مسؤوليته منذ 2011 ولكن مستقبل كيروش سيكون بالتأكيد مع فريق آخر.
وتهرّب كيروش من الرد على سؤال بشأن وجهته المقبلة، ولكن من المتوقع بشدة أن يتولى المدرب البرتغالي تدريب المنتخب الكولومبي في الفترة المقبلة.
وودّع المنتخب الإيراني، المصنف الأول على القارة الآسيوية، البطولة الحالية مرفوع الرأس بعد عروض قوية على مدار البطولة كانت امتدادا رائعا لما قدمه الفريق في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
ألم شديد
رغم تصريحات كيروش التي سبقت البطولة بأن الفريق يسعى لبلوغ المربع الذهبي، وهو ما تحقق بالفعل، فإن الإيرانيين يشعرون بألم شديد لعدم استعادة اللقب القاري الغائب عن الفريق منذ أكثر من أربعة عقود. وما يضاعف من آلام الإيرانيين أن الفريق قدم عروضا قوية على مدار البطولة أثبت بها عدم صحة وجهة نظر منتقدي كيروش الذين هاجموه بشدة قبل بداية البطولة بسبب تصريحاته التي لم يشر خلالها إلى أن الهدف هو الفوز باللقب.
وقال كيروش “كانت المباراة في غاية التكافؤ والتوازن بين الفريقين حتى تسبب خطأ بسيط وساذج من فريقي في تدمير لاعبي الفريق نفسيا”. وأبدى كيروش حزنه على انشغال فريقه بالاحتجاج على قرار الحكم فيما استأنف المنتخب الياباني اللعب وسجل هدف التقدم بعدها بثوان. واعترف كيروش بأن هذه اللحظة كانت نقطة تحول في المباراة، وقال “بعدها، كان هناك فريق واحد على أرض الملعب وهو المنتخب الياباني”.
ما يضاعف من آلام الجانب الإيراني أن الفريق قدم عروضا قوية على مدار البطولة أثبت بها صحة وجهة نظر منتقدي كيروش
ورغم هذا الهدف، لم يستسلم كيروش حيث أجرى تغييره الأول ولكن ضربة جزاء احتسبت للمنتخب الياباني بسبب لمسة يد وجاء منها الهدف الثاني الذي أنهى المباراة تماما لصالح “الساموراي” الياباني.
وقال كيروش “فاز الفريق الأفضل واستحق الفريق الأفضل أن يتواجد في النهائي.. ولكنني أوجه تهنئة خاصة وشكرا هائلا للاعبي فريقي على كل ما قدموه في السنوات الماضية.. مع الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات والشدائد والظروف التي مر بها الفريق، ستظل هذه المجموعة من اللاعبين في قلبي بقية حياتي”.
لكن الفترة المقبلة ستظهر ما إذا كان كيروش سيظل هو أيضا في قلوب الإيرانيين. وبذل اللاعبون كل ما بوسعهم تحت قيادة كيروش ولكن المدرب البرتغالي كانت له صدامات متكررة مع الاتحاد الإيراني للعبة والإعلام الإيراني.
الصمت والتواطؤ
وعلى مدار السنوات الماضية كانت هناك لحظات بدا فيها أن مسيرة كيروش مع الفريق انتهت، ولكن الوضع هذه المرة يبدو محسوما بشكل شبه نهائي. وعما يجب أن تفعله إيران في المستقبل، قال كيروش “الحقيقة أنني عبّرت عن آرائي على مدار 8 سنوات بشأن ما يجب أن يحدث.. لا أرى أن الكثيرين يرغبون في الاستماع لآرائي. بعد هذه المباراة، لن يستمعوا لي”.
ولدى سؤاله عن دوره في الهزيمة وما إذا كان سيعتذر، أجاب كيروش بشكل فظ قائلا “دوري كان مثلما هو في السنوات الثماني الأخيرة. أتحمل مسؤولية الفريق كاملة.. ماذا كان دورك؟ الصمت والتواطؤ، ولا شيء آخر. كنت في الملعب أكافح من أجل منتخبك الوطني”. وواصل كيروش استفساره المحرج تجاه الصحافي قائلا “أين كنت في السنوات الثماني الماضية؟".
وتبدو الصعوبات التي يتعرض لها الجهاز الفني للمنتخب الإيراني معروفة للجميع بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية الدولية ولم تكن بحاجة ليكشف عنها كيروش.
وأكد كيروش “حظي المنتخب الإيراني باحترام العالم كله.. بالنسبة للاعبي الفريق، إنها فرصة حيث نعلم أن الأندية والناس خارج إيران يستحسنون اللاعبين الإيرانيين الآن. إنها لحظة حرية بالنسبة لهم”. وأضاف “أعتقد أن كرة القدم الإيرانية أمامها مستقبل مشرق إذا واصلت التقدم والقيام بأشياء صحيحة”.